يترافق الصيف الذي ينتظره الناس بفارغ الصبر، مع حالات صحية عدّة تؤثّر سلباً عليهم. أبرزها التسمّم الغذائي الذي تفاقمهالحرارة المرتفعة والاهمال. "أعاني من تسمم غذائي". كم من مرّة سمعنا فيها هذه العبارة، هذا إذا لم نتعرّض نحن لتسمم غذائي، لا سيّما في فصل الصيف. لا شكّ أنّ ذوي المناعة الضعيفة كالأطفال وكبار السنّ وغيرهم معرّضون أكثر من سواهم إلى خطر التسمم بالغذاء، غير أنّ كلّ واحد منّا مهدّد بذلك في حال لم يتّبع الإرشادات الوقائية اللازمة عند تناول الأطعمة. والتسمم الغذائي يأتي نتيجة تلوّث الأطعمة بأنواع مختلفة من الجراثيم، وقد تكون مضاعفاته سيئة جداً في حال ترافق مع إصابة بضربة شمس مؤذية. ومن المعروف أنّ الجراثيم تتكاثر عندما تكون الحرارة مرتفعة وتراوح ما بين 25 و45 درجة مئوية، لذلك كلما ارتفعت درجات الحرارة ازداد احتمال التعرّض لأمراض معوية. وهو الأمر الذي يستوجب اتخاذ احتياطات صحية إضافية لتفادي التعرّض إلى تلك الجراثيم الضارة. تتكرر حالات الإصابة بالتسمم الغذائي صيفاً، وهو ما يستدعي تشدداً أكبر في الرقابة الصحية على المطاعم والمخيمات و محلات بيع اللحوم والحلويات وغيرها من الأطعمة الطازجة، وذلك لضمان استيفائها المعايير الصحية اللازمة. ويطلب المعنيّون من المواطنين وجوب توخّي الحذر من المصادر التي يشترون منها أطعمتهم. لا بدّ من اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة للحؤول دون الإصابة بتسمم غذائي، وأبرزها غسل الخضار والفواكه بطريقة جيّدة شريطة أن تكون المياه نظيفة، من دون حاجة إلى تعقيمها، بالإضافة إلى أنّ وضع الأطعمة كاللحوم والدجاج والحليب ومشتقاته خارج الثلاجة لفترات طويلة يزيد من تكاثر الجراثيم وبالتالي يهدد بالتسمم الغذائي. * شراء الأطعمة فقط من مصادر موثوق بها وخصوصا اللحوم والدجاج النيء ومشتقات الألبان. * غسل اليدين جيدا بالماء والصابون قبل تحضير الطعام وبعده وكذلك الأمر قبل تناوله وبعده. * الاهتمام بنظافة أدوات المطبخ وغسلها جيدا بعد استخدامها في تجهيز الأغذية النيئة مثل اللحوم والدواجن. * عدم ترك الأغذية المطهية أكثر من ساعتين في درجة حرارة الغرفة لمنع نمو الميكروبات وتكاثرها. الأمر يستدعي شرب المياه تجنباً للجفاف وعدم تناول الوجبات في مطاعم مشبوهة بالإضافة إلى عدم إهمال أيّ عارض صحّي. في حال استمرّ الإسهال الحاد والتقيؤ لأكثر من 24 ساعة، فلا بدّ من التوجه إلى الطبيب. لدى كبار السنّ على سبيل المثال، ثمّة خطر وفاة عالٍ نتيجة توقّف عمل الكلى وارتفاع حرارة الجسم.