تشهد مدينة الناظور صيف هذه السنة تنظيم النسخة التاسعة من المهرجان المتوسطي للناظور من 28 الى 30 يوليوز. وبتنظيم المهرجانات الفنية، ينتعش النشاط السياحي من جديد بالاقليم نظرا إلى أن هذه المحطة الفنية تشكل موعدا سنويا للسياح المغاربة و الجالية الذين يزورون المدينة. حيث تساهم في تعزيز جاذبية المنطقة و تفتح المجال امام قضاء السياح و ابناء الجالية أيام اكثر بها مما يعود بالنفع على عدد ليالي المبيت الفندقية و مداخيل المؤسسات التجارية و السياحية. حيث ينتظر ان تجذب الاسماء التي تنشط مهرجان هذه السنة الاف الزوار و خاصة من محبي فنان الراب الشهير الحر و محبي الاغنية الريفية و نجمها مصطفى ترقاع العائد للساحة الفنية. فيما سيشكل الفنانون الاخرون كوكتيلا ممتعا و جذابا لمختلف الاذواق. و تكتسي المواسم والمهرجانات الثقافية على مستوى إقليمالناظور أهمية كبرى في تحريك عجلة التنمية، وذلك من خلال مساهمتها في خلق حركية اقتصادية بالمنطقة، وإنعاش رواج تجاري للأنشطة المدرة للدخل. وتتوخى الجهات المنظمة من هذه التظاهرات الثقافية والسياحية والاقتصادية خلق دينامية سياحية واقتصادية للمنطقة التي تشتهر بشواطئها و جبالها. ولعل تنظيم المواسم، وبشكل منتظم وسنوي، جعلت من هذه التظاهرة الثقافية رافعة أساسية لتحقيق التنمية السوسيو-اقتصادية لإسهامها في الترويج لبعض الصناعات والحرف التقليدية المحلية، فضلا عن خلق أنشطة مدرة للدخل، وإنعاش الحركة السياحية الداخلية التي تجذب السياح والزوار مما يساهم في تنمية هذه المناطق. في هذا السياق، ذكر رضوان جخا، خبير في السياسات العمومية والاجتماعية، أن "سياحة المهرجانات في فصل الصيف تلعب دورا كبيرا، ولها تأثير نوعي واضح على الدينامية السياحية بصفة عامة خلال فصل الصيف، بحيث نجد رواجا اقتصاديا بالمناطق التي تنظم بها تلك المهرجانات من خلال الرفع من نسب ليالي المبيت بالفنادق". وأوضح جخا، أن "تلك المهرجانات تجعلنا ننتقل من المناطق السياحية للعبور إلى المناطق السياحية للجذب، وهو مؤشر مهم جدا سيوثر إيجابا على بعد ثاني يتعلق بتحريك عجلة التنمية الاجتماعية والرّواج الاقتصادي بالمناطق التي تستضيف المهرجانات الصيفيّة". وتابع شارحا بأن "المهرجانات الصيفية تلعب دورا مهما داخل المنظومة السياحية الوطنية"، داعيا إلى "الرّفع من عدد المهرجانات السياحية بالجنوب الشرقي، دون إغفال أهمية مهرجانات المؤتمرات بمجموعة من المدن، على غرار مدينة مراكش التي تنظم مؤتمرات دولية كبيرة، ما زاد من صيتها السياحي". من جانبه، قال الزبير بوحوت، خبير سياحي، إن "المهرجانات الصيفية يكون لها أثر ملموس على النشاط السياحي بالمغرب، خاصة خلال فصل الصيف الذي يتوافد فيه السياح على المدن والقرى المغربية". وأضاف بوحوت أن "عددا من المدن اشتهرت فقط بالمهرجانات التي تحتضنها، مثل مدينة مراكش على سبيل المثال"، مؤكدا أن "الوحدات الفندقية تمتلئ طيلة فترات المهرجانات". وأردف بأن "هذه المواعيد السنوية يكون لها أثر اقتصادي وسياحي ملحوظ في فصل الصيف، خاصة أن عددا من المهرجانات توقفت بصفة مؤقتة بسبب تداعيات الجائحة، لكنها عادت الآن إلى مستواها الطبيعي".