التوفيق: المذهب المالكي يقي من الجهل والغلو ويلبي حاجات العصر    الكاتب الأول للحزب ، إدريس لشكر، في افتتاح أشغال الدورة الأولى للمجلس الوطني . .قيم الأسرة الاتحادية مكنتنا بالفعل من الاطمئنان إلى ما أنجزناه جميعا    أولاريو: مواجهة المغرب الرديف قوية وسنلعب بطموح العبور إلى نهائي كأس العرب    المغرب يوقّع على سابقة غير مسبوقة في تاريخ كأس أمم إفريقيا    تقرير: نصف المجتمعات المحلية فقط مطلعة على أداء المدارس رغم تقدم تنظيم التعليم بالمغرب    تونس.. فيلم "فلسطين 36" للمخرجة آن ماري جاسر يفتتح أيام قرطاج السينمائية    أكادير تحتفي بعشرين سنة من تيميتار: دورة إفريقية بامتياز تسبق كأس أمم إفريقيا وتجمع الموسيقى الأمازيغية بالعالم    توقيف مشتبه به في حادث جامعة براون    من شفشاون إلى الرباط: ميلاد مشروع حول الصناعة التاريخية    تطبيق "يالا" يربك الصحافيين والمشجعين قبل صافرة انطلاق "كان المغرب 2025"    أوجار من الناظور: الإنجازات الحكومية تتجاوز الوعود والمغاربة سيؤكدون ثقتهم في "الأحرار" عام 2026    عشرة قتلى على الأقل إثر إطلاق نار عند شاطئ بونداي بأستراليا خلال احتفال بعيد يهودي    آيت بودلال: قميص المنتخب شرف كبير    قبل أيام من انطلاق الكان... لقجع يؤكد الإنجازات التي حققتها الكرة المغربية    ائتلاف يدعو إلى وقف تهميش المناطق الجبلية وإقرار تدابير حقيقية للنهوض بأوضاع الساكنة    شغب رياضي يتحول إلى عنف خطير بالدار البيضاء    بعد فاجعة فاس... لفتيت يحرك آلية جرد المباني الآيلة للسقوط    دعم 22 مشروعًا نسويًا بالمضيق-الفنيدق بتمويل من المبادرة الوطنية    تمديد فترة الترشيح للاستفادة من الدورة الثانية من برنامج "صانع ألعاب الفيديو" إلى 21 دجنبر الجاري    احتفال يهودي بأستراليا ينتهي بإطلاق النار ومصرع 10 أشخاص    أمن مولاي رشيد يوقف 14 مشاغبا اعتدوا على الأمن وألحقوا خسائر بسيارات عمومية    الجيش الموريتاني يوقف تحركات مشبوهة لعناصر من ميليشيات البوليساريو    إقبال كبير على حملة التبرع بالدم بدوار الزاوية إقليم تيزنيت.    مجلس النواب والجمعية الوطنية لمالاوي يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون البرلماني    استقالات جماعية تهز نقابة umt بتارودانت وتكشف عن شرخ تنظيمي.    إسرائيل تندد ب"هجوم مروع على اليهود"    طلبة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير يعلنون تصعيد الإضراب والمقاطعة احتجاجاً على اختلالات بيداغوجية وتنظيمية    قتيلان في إطلاق نار بجامعة أميركية    مباراة المغرب-البرازيل بمونديال 2026 الثانية من حيث الإقبال على طلب التذاكر    كرة القدم.. إستوديانتس يتوج بلقب المرحلة الختامية للدوري الأرجنتيني    زلزال بقوة 5,1 درجات يضرب غرب إندونيسيا    ألمانيا: توقيف خمسة رجال للاشتباه بتخطيطهم لهجوم بسوق عيد الميلاد    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد    أخنوش من الناظور: أوفينا بالتزاماتنا التي قدمناها في 2021    مسؤول ينفي "تهجير" كتب بتطوان    افتتاح وكالة اسفار ltiné Rêve إضافة نوعية لتنشيط السياحة بالجديدة    إطلاق قطب الجودة الغذائية باللوكوس... لبنة جديدة لتعزيز التنمية الفلاحية والصناعية بإقليم العرائش        البنك الإفريقي للتنمية يدعم مشروع توسعة مطار طنجة    إسرائيل تعلن قتل قيادي عسكري في حماس بضربة في غزة    سلالة إنفلونزا جديدة تثير القلق عالميا والمغرب يرفع درجة اليقظة    محمد رمضان يحل بمراكش لتصوير الأغنية الرسمية لكأس إفريقيا 2025    بورصة البيضاء .. ملخص الأداء الأسبوعي    تعاون غير مسبوق بين لارتيست ونج وبيني آدم وخديجة تاعيالت في "هداك الزين"    من الناظور... أخنوش: الأرقام تتكلم والتحسن الاقتصادي ينعكس مباشرة على معيشة المغاربة            المغرب: خبير صحي يحدّر من موسم قاسٍ للإنفلونزا مع انتشار متحوّر جديد عالمياً    الممثل بيتر غرين يفارق الحياة بمدينة نيويورك    تشيوانتشو: إرث ابن بطوطة في صلب التبادلات الثقافية الصينية-المغربية    "الأنفلونزا الخارقة".. سلالة جديدة تنتشر بسرعة في المغرب بأعراض أشد وتحذيرات صحية    تناول الأفوكادو بانتظام يخفض الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية    منظمة الصحة العالمية .. لا أدلة علمية تربط اللقاحات باضطرابات طيف التوحد    سوريا الكبرى أم إسرائيل الكبرى؟    الرسالة الملكية توحّد العلماء الأفارقة حول احتفاء تاريخي بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    تحديد فترة التسجيل الإلكتروني لموسم حج 1448ه    موسم حج 1448ه.. تحديد فترة التسجيل الإلكتروني من 8 إلى 19 دجنبر 2025    موسم حج 1448ه... تحديد فترة التسجيل الإلكتروني من 8 إلى 19 دجنبر 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهامش الشعري يطفئ دورة ملتقاه الثالث بجرسيف
نشر في أريفينو يوم 07 - 06 - 2010

أقامت جمعية الهامش الشعري بدعم من عمالة جرسيف وجمعية غصن الزيتون أيام :4 5 6 يونيو 2010 بفضاء دار الطالب الملتقى الوطني الثالث للشعر والتشكيل تحت شعار:”اللوحة والقصيدة:قراءة وتأويل” بمشاركة شعراء وزجالين وتشكيليين ونقاد من مختلف أرجاء الوطن:(الناظور، وجدة ، فاس ، جرسيف ، طنجة ، تطوان ، تازة،تزنيت، الدار البيضاء، سلا، الشماعية ، تاونات، تاوريرت،قلعة سراغنة ، الخميسات ، تيفلت، بوجنيبة، …).
انطلقت فعاليات الملتقى بافتتاح معرض تشكيلي بحضور السيد عامل إقليم جرسيف الذي استعرض ومرافقوه المسؤولون عددا من الأعمال الفنية التي تضمنها المعرض مستمعا إلى شروحات وتعليقات الفنانين التشكيليين المشاركين ( محمد بن كيران، عزالدين الدكاري، أنس حمودان، سعيد العفاسي، سفيان البقالي، محمد شهيد، عبد الله صابر، محمد قنيبو، وعبد الصمد اليوبي) الذين عرضوا لوحاتهم المختلفة حجما ولونا وتجربة وشكلا.وقد جاءت أعمالهم غنية بالمكونات الجمالية الراقية والاتجاهات الفنية المختلفة التي أشرت على ما يمتلكه هؤلاء من إبداعية باذخة وتجارب فنية رائعة تبوؤهم عرش التشكيل في المغرب.
بعد ذلك ألقى السيد رئيس جمعية الهامش الشعري الدكتور محمد بودردارة كلمة أشار فيها إلى الحرص الشديد على استمرارية هذا الملتقى بعدما أصبح تقليدا ثقافيا سنويا ومحجا للشعراء والتشكيليين والنقاد بمختلف تجاربهم وأجيالهم ولغاتهم … وعلامة بارزة في المشهد الثقافي المغربي.مبرزا أن الثقافة والإبداع دعامة أساسية لتحقيق التنمية الحقيقية والشاملة داخل المجتمع إلى جانب الميادين الأخرى مركزا على الأهداف التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها وترسيخها وهي القيم الجمالية والروحية داعيا الغيورين والمهتمين والمسؤولين على الشأن الثقافي إلى تطوير هذه التجربة وتقويتها ودعمها بقوة ثقة في المستقبل والمجتمع والذات.وفي الأخير رفع التماسا إلى السيد العامل وهو العمل على بناء مركب ثقافي بجرسيف قادرا على استيعاب هذه الأنشطة الثقافية التي تشهدها المدينة في الآونة الأخيرة بعدما تحولت إلى عمالة جديدة.
وبعدئذ أعلن الشاعر محمد زرهوني أن جمعية الهامش الشعري دأبت منذ ملتقاها الأول تكريم بعض الوجوه الإبداعية التي بصمت الثقافة المغربية باجتهاداتها وأعمالها الإبداعية المتميزة. لذا ارتأى الملتقى في نسخته الثالثة أن يكرم شخصيتين إبداعيتين لهما حضور متوهج ووازن في الساحة الثقافية المغربية: الزجال المغربي محمد الراشق إعترافا بما قدمه من خدمات جليلة للزجل المغربي سواء من خلال كناشيه/ديوانيه:”الزطمة على الما ” و” مكسور الجناح” أو من خلال أبحاثه ودراساته حول الزجل المغربي وشيوخه والملحون أو اهتمامه بالحقل الإعلامي كمراسل لمحطات إذاعية أو كمنتج إذاعي بها. والفنان التشكيلي محمد بن كيران الذي كرس حياته للفن التشكيلي منذ ستينيات القرن الماضي من خلال معارضه التشكيلية داخل الوطن وخارجه التي يصعب تصنيف أعماله المتوزعة بين الانطباعية والتعبيرية و تيارما بعد الحداثة أو من خلال التوجيه والإرشاد التربوي كمفتش لهذه المادة أو من خلال انخراطه الفعال في العمل الجمعوي وفي حقول إبداعية مختلفة كالمسرح والشعر.
وقد ألقيت في حقهما شهادات تنم عن مشاعر الصدق والمحبة وأواصر الصداقة الإبداعية والإنسانية الخالصة.هكذا قدم الزجال امحمد الزروالي شهادة بعنوان:” محمد الراشق : الإنسان والباحث والفنان) التي رسم فيها صورة واضحة وعميقة الدلالة لمختلف جوانب المحتفى به. كما ألقى الفنان التشكيلي عزالدين الدكاري شهادة في حق التشكيلي المكرَّم ضمَّنها كل الخصال النبيلة التي يتصف بها، والخدمات الفنية والتربوية والثقافية التي أسداها للمجتمع ولجرسيف بالخصوص والتي ستظل عالقة بالأذهان. وبعد ذلك قدمت للمحتفَيْن بهما هدايا رمزية تقديرا لجهودهما الثقافية والإبداعية والتربوية، وتأريخا لهذه اللحظة الرائعة في تاريخ الثقافة المغربية. جاءت كلمتا المكرمين  متأثرتين بحفاوة التكريم وحرارة الاستقبال والاحتضان شاكرتين أصدقاء الإبداع في مدينة جرسيف. كما قدمت للسيد العامل لوحة تذكارية من إنجاز الفنان التشكيلي عز الدين الدكاري من طرف رئيس جمعية الهامش الشعري تقديرا لدعمه ورمزيته.
ثم أعقبه حفل شاي الذي أقيم على شرف المدعوين والضيوف بساحة دار الطالب
وبالهواء الطلق أقيمت الجلسة الشعرية الأولى التي أدارها الزجال حفيظ المتوني والتي شارك فيها شعراء وزجالون: محمد الراشق ، إبراهيم ديب، امحمد الزروالي ، محمد موثنا، محمد العيوني ، ليلى ناسيمي ، إدريس الشعراني، عبد الحميد شوقي.
أما في اليوم الموالي فعقدت في الفترة الصباحية ندوة نقدية تحت عنوان:” اللوحة والقصيدة: قراءة وتأويل” التي أدارها الشاعر والروائي إبراهيم ديب، شارك فيها الناقد مصطفى بن سلطانة بمداخلة موسومة ب:” الزجل بالمغرب: قراءة تأويلية من التأسيس إلى الشعرية” توقف فيها عند إشكالية جنس الزجل وما يعرفه من تضارب في التسمية.وأشار بأن الزجل المرتبط بلغة الأم واللغة الأركيولوجية يعرف حالة استثنائية في تاريخه بما راكمه من منجز كمي ،وما يشهده من ملتقيات ،وما يتلقاه الزجالون من تكريمات وما تعرفه النصوص من تعدد أشكال المناولة والإنجاز.ثم توقف عند مميزات الدارجة المغربية التي رأى فيها مزيجا من الأمازيغية والعربية معتبرا الأغاني الأصيلة كالمرددات والملحون والعيطة وغيرها ذات دور كبير في تشكل المنجز الشعري الزجلي… وتوصل إلى أن البلاغة العربية المدرسية غير مسعفة على فهم وقراءة المنجز الزجلي لذا لابد من اعتماد القراءة التأويلية في استثمار هذا المنجز حتى نحصل على نتائج مهمة وواعية بالتجربة. ثم توقف عند بعض نصوص الزجال إدريس بلعطار مبرزا خصائصها ومقوماتها الجمالية والفنية… وبعد انتهاء المداخلة تناول الحضور الكلمة للمساهمة في نقاش المداخلة وإضافة بعض الأفكار ذات علاقة بالموضوع.وتساءل الجميع عن غياب اللوحة من القراءة والتأويل بسبب غياب بعض النقاد المقترحين . وكل ذلك قاد المهتمون إلى إغناء النقاش حول علاقة اللوحة والقصيدة الشعرية والأدوات الممكنة التي نقتحم بها عالميهما ، وعلاقة اللوحة بالمتلقي في ظل الأمية البصرية وغيرها من الأفكار المهمة…
وفي المساء كان جمهور الشعر على موعد مع مجموعة من الشعراء والزجالين الذين أمتعوه بحضورهم المؤثر والذين توزعوا على جلستين شعريتين .الأولى كانت من تقديم الشاعرة ليلى ناسيمي شارك فيها: إدريس بلعطار، احميدة بلبالي، إبراهيم قهوايجي، أحمد شقوبي،عبد السلام مصباح ، سعاد البوني ، محمد الرويسي، سعاد ميلي، ومصطفى بن سلطانة.
والثانية كانت من تقديم الشاعر أحمد شقوبي شارك فيها: جمال أزراغيد، الزبير خياط، عزيز الوالي، محمد ضريف، محمد منير، الزبير أفراو، بدر بن سلطانة، جواد التغزاوي، محمد زرهوني وحفيظ المتوني.
وفي اليوم الأخير تضمنت فعاليات الملتقى حفل توقيع ديوان:”وعلى أصابعي يجلس الماء” للشاعر محمد زرهوني مع قراءة للناقد مصطفى بن سلطانة الذي قدم قراءة في عنوان الديوان ثم رصد بنية ودلالة مكوناته ووحداته التي تشئ بعمق الرؤية الشعرية.كما عمل على تفسير وتأويل بعض المكونات والإيحاءات الرمزية  داخل الديوان متوقفا عند حضور روح الزجل في نصوصه ربما بسبب الرفقة الدائمة بين الشاعر والزجال حفيظ المتوني. وفي الأخير وقف عند خصيصة التدافع بين أدوات الشاعر في النصوص.
وكذلك توقيع رواية:”كسر الجليد” للروائي والشاعر إبراهيم ديب الذي تحدث بنفسه عن تجربته الروائية والعوالم التي اشتغلت عليها ومميزاتها في إطار حداثة النص الروائي والحوافز التي كانت وراء كتابته للرواية جنب الشعر مبشرا القراء والحضور أن هذه الرواية ما هي إلا الجزء الأول من مشروع روائي طويل قد يتمخض عن مجموعة من الأجزاء مستقبلا. وبعدئذ أدلى أصدقاؤهما بمجموعة من الشهادات في حقهما راسمة معالم إنسانيتهما وتجربتهما الإبداعية المتألقة.
وبعد ذلك ختم الملتقى بكلمة للزجال حفيظ المتوني عن جمعية الهامش الشعري التي عبر فيها عن شكره الجزيل للجهات الداعمة والمساهمة في إنجاح الملتقى والجمهور الجرسيفي والشعراء والزجالين والنقاد الضيوف الذين حجوا إلى هذه البقعة الطيبة من المغرب الشرقي احتفاء بالشعر واللوحة ودعما للجمعية في تألقها الإبداعي المستمر  مما مكنها أن تصبح علامة مائزة في الحقل الثقافي المغربي.
ما ميز هذا الملتقى هو انفتاحه على مجموعة من الأصوات الشعرية والزجلية الجديدة غير المعروفة في الساحة الإبداعية إلى جانب شعراء وزجالين مشهود لهم لتقدم تجربتهم وتعدد حساسيتهم وارتقاء لغتهم ونضج أدواتهم الفنية.. وخلقه لحركة واهتمام ثقافي داخل المدينة ،وإثارة الانتباه إلى اللوحة التشكيلية والنص الشعري بغية تنمية الثقافة البصرية وتحفيز ثقافة الإنصات ،وجعل مدينة جرسيف محجاً لأسراب الإبداع الوافدة من جهات الوطن رغم غياب بعض النقاد الذين كانوا من المفترض أن يقربوا المتلقي من عالم اللوحة والقصيدة. هنيئا لجمعية الهامش الشعري على هذا الملتقى الذي أكدت من خلاله على حضورها المتميز والمتألق في الساحة الثقافية المغربية.وكشاعر أصرخ عاليا مع الجهة المنظمة: آن لجرسيف أن تتوفر على مرافق ثقافية وبالأخص مركبا ثقافيا في حجم تاريخ هذه المدينة وحراكها الثقافي بعدما أصبحت عمالة ساطعة النجم في سماء وطننا الجميل.
الهامش الشعري يطفئ دورة ملتقاه الثالث
بجرسيف      أقامت جمعية الهامش الشعري بدعم من عمالة جرسيف وجمعية غصن الزيتون أيام :4 5 6 يونيو 2010 بفضاء دار الطالب الملتقى الوطني الثالث للشعر والتشكيل تحت شعار:”اللوحة والقصيدة:قراءة وتأويل” بمشاركة شعراء وزجالين وتشكيليين ونقاد من مختلف أرجاء الوطن:(الناظور، وجدة ، فاس ، جرسيف ، طنجة ، تطوان ، تازة،تزنيت، الدار البيضاء، سلا، الشماعية ، تاونات، تاوريرت،قلعة سراغنة ، الخميسات ، تيفلت، بوجنيبة، …).
انطلقت فعاليات الملتقى بافتتاح معرض تشكيلي بحضور السيد عامل إقليم جرسيف الذي استعرض ومرافقوه المسؤولون عددا من الأعمال الفنية التي تضمنها المعرض مستمعا إلى شروحات وتعليقات الفنانين التشكيليين المشاركين ( محمد بن كيران، عزالدين الدكاري، أنس حمودان، سعيد العفاسي، سفيان البقالي، محمد شهيد، عبد الله صابر، محمد قنيبو، وعبد الصمد اليوبي) الذين عرضوا لوحاتهم المختلفة حجما ولونا وتجربة وشكلا.وقد جاءت أعمالهم غنية بالمكونات الجمالية الراقية والاتجاهات الفنية المختلفة التي أشرت على ما يمتلكه هؤلاء من إبداعية باذخة وتجارب فنية رائعة تبوؤهم عرش التشكيل في المغرب.
بعد ذلك ألقى السيد رئيس جمعية الهامش الشعري الدكتور محمد بودردارة كلمة أشار فيها إلى الحرص الشديد على استمرارية هذا الملتقى بعدما أصبح تقليدا ثقافيا سنويا ومحجا للشعراء والتشكيليين والنقاد بمختلف تجاربهم وأجيالهم ولغاتهم … وعلامة بارزة في المشهد الثقافي المغربي.مبرزا أن الثقافة والإبداع دعامة أساسية لتحقيق التنمية الحقيقية والشاملة داخل المجتمع إلى جانب الميادين الأخرى مركزا على الأهداف التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها وترسيخها وهي القيم الجمالية والروحية داعيا الغيورين والمهتمين والمسؤولين على الشأن الثقافي إلى تطوير هذه التجربة وتقويتها ودعمها بقوة ثقة في المستقبل والمجتمع والذات.وفي الأخير رفع التماسا إلى السيد العامل وهو العمل على بناء مركب ثقافي بجرسيف قادرا على استيعاب هذه الأنشطة الثقافية التي تشهدها المدينة في الآونة الأخيرة بعدما تحولت إلى عمالة جديدة.
وبعدئذ أعلن الشاعر محمد زرهوني أن جمعية الهامش الشعري دأبت منذ ملتقاها الأول تكريم بعض الوجوه الإبداعية التي بصمت الثقافة المغربية باجتهاداتها وأعمالها الإبداعية المتميزة. لذا ارتأى الملتقى في نسخته الثالثة أن يكرم شخصيتين إبداعيتين لهما حضور متوهج ووازن في الساحة الثقافية المغربية: الزجال المغربي محمد الراشق إعترافا بما قدمه من خدمات جليلة للزجل المغربي سواء من خلال كناشيه/ديوانيه:”الزطمة على الما ” و” مكسور الجناح” أو من خلال أبحاثه ودراساته حول الزجل المغربي وشيوخه والملحون أو اهتمامه بالحقل الإعلامي كمراسل لمحطات إذاعية أو كمنتج إذاعي بها. والفنان التشكيلي محمد بن كيران الذي كرس حياته للفن التشكيلي منذ ستينيات القرن الماضي من خلال معارضه التشكيلية داخل الوطن وخارجه التي يصعب تصنيف أعماله المتوزعة بين الانطباعية والتعبيرية و تيارما بعد الحداثة أو من خلال التوجيه والإرشاد التربوي كمفتش لهذه المادة أو من خلال انخراطه الفعال في العمل الجمعوي وفي حقول إبداعية مختلفة كالمسرح والشعر.
وقد ألقيت في حقهما شهادات تنم عن مشاعر الصدق والمحبة وأواصر الصداقة الإبداعية والإنسانية الخالصة.هكذا قدم الزجال امحمد الزروالي شهادة بعنوان:” محمد الراشق : الإنسان والباحث والفنان) التي رسم فيها صورة واضحة وعميقة الدلالة لمختلف جوانب المحتفى به. كما ألقى الفنان التشكيلي عزالدين الدكاري شهادة في حق التشكيلي المكرَّم ضمَّنها كل الخصال النبيلة التي يتصف بها، والخدمات الفنية والتربوية والثقافية التي أسداها للمجتمع ولجرسيف بالخصوص والتي ستظل عالقة بالأذهان. وبعد ذلك قدمت للمحتفَيْن بهما هدايا رمزية تقديرا لجهودهما الثقافية والإبداعية والتربوية، وتأريخا لهذه اللحظة الرائعة في تاريخ الثقافة المغربية. جاءت كلمتا المكرمين  متأثرتين بحفاوة التكريم وحرارة الاستقبال والاحتضان شاكرتين أصدقاء الإبداع في مدينة جرسيف. كما قدمت للسيد العامل لوحة تذكارية من إنجاز الفنان التشكيلي عز الدين الدكاري من طرف رئيس جمعية الهامش الشعري تقديرا لدعمه ورمزيته.
ثم أعقبه حفل شاي الذي أقيم على شرف المدعوين والضيوف بساحة دار الطالب
وبالهواء الطلق أقيمت الجلسة الشعرية الأولى التي أدارها الزجال حفيظ المتوني والتي شارك فيها شعراء وزجالون: محمد الراشق ، إبراهيم ديب، امحمد الزروالي ، محمد موثنا، محمد العيوني ، ليلى ناسيمي ، إدريس الشعراني، عبد الحميد شوقي.
أما في اليوم الموالي فعقدت في الفترة الصباحية ندوة نقدية تحت عنوان:” اللوحة والقصيدة: قراءة وتأويل” التي أدارها الشاعر والروائي إبراهيم ديب، شارك فيها الناقد مصطفى بن سلطانة بمداخلة موسومة ب:” الزجل بالمغرب: قراءة تأويلية من التأسيس إلى الشعرية” توقف فيها عند إشكالية جنس الزجل وما يعرفه من تضارب في التسمية.وأشار بأن الزجل المرتبط بلغة الأم واللغة الأركيولوجية يعرف حالة استثنائية في تاريخه بما راكمه من منجز كمي ،وما يشهده من ملتقيات ،وما يتلقاه الزجالون من تكريمات وما تعرفه النصوص من تعدد أشكال المناولة والإنجاز.ثم توقف عند مميزات الدارجة المغربية التي رأى فيها مزيجا من الأمازيغية والعربية معتبرا الأغاني الأصيلة كالمرددات والملحون والعيطة وغيرها ذات دور كبير في تشكل المنجز الشعري الزجلي… وتوصل إلى أن البلاغة العربية المدرسية غير مسعفة على فهم وقراءة المنجز الزجلي لذا لابد من اعتماد القراءة التأويلية في استثمار هذا المنجز حتى نحصل على نتائج مهمة وواعية بالتجربة. ثم توقف عند بعض نصوص الزجال إدريس بلعطار مبرزا خصائصها ومقوماتها الجمالية والفنية… وبعد انتهاء المداخلة تناول الحضور الكلمة للمساهمة في نقاش المداخلة وإضافة بعض الأفكار ذات علاقة بالموضوع.وتساءل الجميع عن غياب اللوحة من القراءة والتأويل بسبب غياب بعض النقاد المقترحين . وكل ذلك قاد المهتمون إلى إغناء النقاش حول علاقة اللوحة والقصيدة الشعرية والأدوات الممكنة التي نقتحم بها عالميهما ، وعلاقة اللوحة بالمتلقي في ظل الأمية البصرية وغيرها من الأفكار المهمة…
وفي المساء كان جمهور الشعر على موعد مع مجموعة من الشعراء والزجالين الذين أمتعوه بحضورهم المؤثر والذين توزعوا على جلستين شعريتين .الأولى كانت من تقديم الشاعرة ليلى ناسيمي شارك فيها: إدريس بلعطار، احميدة بلبالي، إبراهيم قهوايجي، أحمد شقوبي،عبد السلام مصباح ، سعاد البوني ، محمد الرويسي، سعاد ميلي، ومصطفى بن سلطانة.
والثانية كانت من تقديم الشاعر أحمد شقوبي شارك فيها: جمال أزراغيد، الزبير خياط، عزيز الوالي، محمد ضريف، محمد منير، الزبير أفراو، بدر بن سلطانة، جواد التغزاوي، محمد زرهوني وحفيظ المتوني.
وفي اليوم الأخير تضمنت فعاليات الملتقى حفل توقيع ديوان:”وعلى أصابعي يجلس الماء” للشاعر محمد زرهوني مع قراءة للناقد مصطفى بن سلطانة الذي قدم قراءة في عنوان الديوان ثم رصد بنية ودلالة مكوناته ووحداته التي تشئ بعمق الرؤية الشعرية.كما عمل على تفسير وتأويل بعض المكونات والإيحاءات الرمزية  داخل الديوان متوقفا عند حضور روح الزجل في نصوصه ربما بسبب الرفقة الدائمة بين الشاعر والزجال حفيظ المتوني. وفي الأخير وقف عند خصيصة التدافع بين أدوات الشاعر في النصوص.
وكذلك توقيع رواية:”كسر الجليد” للروائي والشاعر إبراهيم ديب الذي تحدث بنفسه عن تجربته الروائية والعوالم التي اشتغلت عليها ومميزاتها في إطار حداثة النص الروائي والحوافز التي كانت وراء كتابته للرواية جنب الشعر مبشرا القراء والحضور أن هذه الرواية ما هي إلا الجزء الأول من مشروع روائي طويل قد يتمخض عن مجموعة من الأجزاء مستقبلا. وبعدئذ أدلى أصدقاؤهما بمجموعة من الشهادات في حقهما راسمة معالم إنسانيتهما وتجربتهما الإبداعية المتألقة.
وبعد ذلك ختم الملتقى بكلمة للزجال حفيظ المتوني عن جمعية الهامش الشعري التي عبر فيها عن شكره الجزيل للجهات الداعمة والمساهمة في إنجاح الملتقى والجمهور الجرسيفي والشعراء والزجالين والنقاد الضيوف الذين حجوا إلى هذه البقعة الطيبة من المغرب الشرقي احتفاء بالشعر واللوحة ودعما للجمعية في تألقها الإبداعي المستمر  مما مكنها أن تصبح علامة مائزة في الحقل الثقافي المغربي.
ما ميز هذا الملتقى هو انفتاحه على مجموعة من الأصوات الشعرية والزجلية الجديدة غير المعروفة في الساحة الإبداعية إلى جانب شعراء وزجالين مشهود لهم لتقدم تجربتهم وتعدد حساسيتهم وارتقاء لغتهم ونضج أدواتهم الفنية.. وخلقه لحركة واهتمام ثقافي داخل المدينة ،وإثارة الانتباه إلى اللوحة التشكيلية والنص الشعري بغية تنمية الثقافة البصرية وتحفيز ثقافة الإنصات ،وجعل مدينة جرسيف محجاً لأسراب الإبداع الوافدة من جهات الوطن رغم غياب بعض النقاد الذين كانوا من المفترض أن يقربوا المتلقي من عالم اللوحة والقصيدة. هنيئا لجمعية الهامش الشعري على هذا الملتقى الذي أكدت من خلاله على حضورها المتميز والمتألق في الساحة الثقافية المغربية.وكشاعر أصرخ عاليا مع الجهة المنظمة: آن لجرسيف أن تتوفر على مرافق ثقافية وبالأخص مركبا ثقافيا في حجم تاريخ هذه المدينة وحراكها الثقافي بعدما أصبحت عمالة ساطعة النجم في سماء وطننا الجميل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.