بعيدا عن أعين حراس الغابات، يتسلل بعض المخربين إلى غابة أزروهمار و ڭوروڭو ويقطعون أشجارها و أغصانها، ثم يتركونها لتجف و بعد ذلك يلتقطونها لتتحول هذه الأشجار إلى أخشاب يروجونها ويبيعونها إلى أصحاب الحمامات و الأفرنة وإلى أشخاص يستعملونها في البناء و قد وصلتنا معلومات أن هناك بعض حراس الغابات (Garde-forestier)التابعين للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، متورطون في هذه الجريمة ضد البيئة. و تتم عملية بيع المسروقات الغابوية في سرية تامة وهي منظمة حيث تتحكم فيها شبكة مكونة من تجار وسماسرة. و قد علق أحد المتابعين للقضية أنه يتم فقط مراقبة القناصين من طرف المسؤولين في المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر و إجبارهم على تطبيق القانون فيما يتعلق بعملية القنص، في حين يغفل ما هو أهم و أخطر و هو سرقة أشجار الغابات و إرشاء بعض حراس الغابات و لا نقول كلهم. إن ما يقطع من أخشاب من طرف هؤلاء المخربين لا يقدر بثمن، و لكن مع الأسف يتم بيعها في مدينة أزغنغان لأفرنة و حمامات بثمن بخس و بكميات كبيرة (أنظر الصور)، و في حديثي مع أحد الجاهلين بخطورة مثل هذا الوضع، قال لي بأن أصحاب الأفرنة و الحمامات يسترزقون و يكسبون لقمة عيشهم من هذا فلا يجب قطع الأرزاق على العباد، فتعجبت و الله و أنا أفكر في أحد الحمامات و هو يعود و يتحكم فيه أحد المسؤولين الكبار في بلدية أزغنغان، كيف يعقل لمسؤول في بلدية أن يدافع على مصالح مدينته و هو يساهم في تخريب بيئتها. أما الجانب الاجتماعي فليس مبررا للمساهمة في تلوث أو تدهور البيئة و الاعتداء. إن قطع الأشجار بشكل فوضوي و غير قانوني و علمي يساهم سلبا على البيئة و سيدفع ثمن هذا الاستهتار أبنائنا و أحفادنا في المستقبل. و كغيور على بيئة وطني، أوجه نداء عبر هذا المنبر الحر إلى اللجنة المكلفة بالبيئة في بلدية أزغنغان للقيام بدورها و بما أن هذا الأمر لا يخص فقط مدينة أزغنغان فإني أوجه أيضا نداء إلى المسؤولين على البيئة في بلدية الناظور و على رأسهم السيد طارق يحيى إلى التدخل العاجل لإنقاذ غابتنا و أشجارنا و الضرب بقوة على أيدي لصوص الغابة. و مراقبة أصحاب الحمامات و الأفرنة المستعملين للخشب و مساءلتهم عن مصدر تموينهم بهذه المادة. و في نهاية مقالي المتواضع هذا, أطرح هذا السؤال على كل من تصفح و قرأ المقال: لو كنا في بلد متحضر و واع، كيف سيكون تفاعل و ردة فعل الرأي العام و المسؤولين تجاه هذه الجريمة البشعة التي ترتكب يوميا في حق البيئة؟