لا يملك أي زائر للسوق الأسبوعي لرأس الماء إلا أن يقف مشدوها أمام بناية قديمة جدا مهترئة بفعل الرطوبة التي تميز المنطقة، لا توجد عليها أية لوحة تبين هويتها، لا يوجد أمام بابها الحديدي المفتوح دائما أي حارس، لكن من النظرة الأولى يكتشف الزائر أن الأمر يتعلق بمجزرة، و ذلك راجع للأزبال المحيطة بها من كل الجهات و الناتجة عن إفراغ ما يوجد ببطون الذبائح. أما عند ولوجه داخل البناية فإن الأمر يصبح مقززا و مشمئزا إلى حد الشعور بالغثيان بحيث أن كل ما في الأمر هو أنه سيجد نفسه في قاعة ربما تشبه كهوف العصور الوسطى أو أنها كانت مسرحا لمعركة حامية الوطيس بين بكر و تغلب حيث الدماء منتشرة في كل أركانها و سبائك حديدية يكسوها الصدأ تعلق عليها الذبائح تمهيدا لسلخها، أما الروائح الكريهة فحدث ولا حرج و الجلود النتنة منتشرة في كل زوايا المجزرة مع العلم أنها مزودة بالماء، ناهيك عن السقف و الجدران. هنا يطرح السؤال بإلحاح هو من المسؤول أو المسؤولين عن هذا المرفق الهام و المتعلق بقطاع حيوي جد مهم و هو صحة المواطن و التي كثر و سال عنها مداد كثير في هذه الأيام. ما رأي البلدية و المصالح البيطرية في هذا الشأن خصوصا مع اقتراب فصل الصيف حيث نسبة الإصابة بالتسمم تكون مرتفعة و عدد الزوار يرتفع بحكم الموقع السياحي لرأس الماء.