على غرار احتفال يوم أمس بعيد تقديم و ثيقة المطالبة بالاستقلال و السنة الأمازيغية الجديدة من طرف نساء دار الأم بالناظور كان الدور يومه الأربعاء على براعم روض دار الأم للتربية و التكوين الذين خلدوا الذكرى بطريقتهم الخاصة, فبحضور أمهات الأطفال الذين يحتضنهم روض دار الأم و الذي تشرف عليه العصبة المغربية لحماية الطفولة كان الحفل البهيج الذي أشرفت عليه كذلك جمعية تيسير لتسيير دار الأم للتربية و التكوين ..بحضور رئيسة جمعية تيسير السيدة عائشة جبروني و حضور رئيس العصبة المغربية السيد مصطفى قوبع و بحضور بعض أعضاء الجمعيتين مع أمهات الصغار و مربياتهم و كذا مسؤولة الروض انطلق الحفل على أهازيج و أغاني الحاضرات اللائي استنطقن الموروث الشعبي من خلال الكلمات العذبة و الألحان القديمة التي تزخر بهما خزانة الأغنية الريفية و أمام الإيقاع العذب و تمايل الصغار كانت اللوحة الخالدة التي رسمها الصغار بأثوابهم التقليدية التي تحكي القصص عن تاريخ من هنا انطلق و ما زال يتدحرج بين جوانب جبال الريف فالخلخال و '' السبنية '' و '' و الإيزار '' و '' الحزام '' و الجلباب و '' البلغة '' و الرزة '' كلها موروثات تأثثث بها براعم الدار في حكاية تحكي على تلريخ الأجداد و الأباء و بعنوان '' نحن هاهنا باقون '' لاستكمال المشوار و ذاكرتنا ما زالت قوية تحمي المكتسبات و التاريخ .. هي دروس تعلمها الصغار في درسهم الجديد الذي أرخ لعام أمازيغي رقمه 2972 ليقول لهم من هذا الوعاء شرب السابقون و منه سيشرب اللاحقون .. فرح صغار دار الأم بأثوابهم المزركشة التي لم يتعودوا عليها و لكن خبروا أنها جزء منهم و اشتموا فيها رائحة رجال أبطال أشاوش لبسوها لتصل إليهم نقية يانعة حتى يصونوها و يحفظوها بدورهم لمن سيأتي بعدهم .. تأثثت القاعة بالأدوات التقليدية من حلي و أثاث و أواني و أدوات منزلية و زاد من جماليتها الأواني المملوءة بالفاكهة الجافة التي تعرض في مثل هذه المناسبة ..أكل الصغار و أخذوا صورا تذكارية مع أبائهم وأمهاتهم و لعبوا و غنوا و مرحوا و فهموا الدرس جيدا أن التاريخ يحفظ في الصدور و أن الأمانة تقتضي صونه و الحرص عليه من كل الشوائب فكان الدرس مهما لأنه تطبيقي عاشه الصغار وتحت نظرات الكبار التي تابعت الحدث بكل إكبار و اجلال و عرفوا مغزى الدرس فشكروا المنظمين دون أن ينسوا من خط لهم الطريق بالأمس و كان حاضرا بجانبهم يرعاهم و يتفقدهم بالأمس فبحث عنه الصغار في جنبات الدار فلم يجدوه لكن و جدوا من يكمل الرسالة .. الغائب الحاضر كان الراحلة فاطنة دعنون التي غادرتنا لدار البقاء فكان لابد من رفع الأكف و الدعوة لها بالرحمة و المغفرة لأنها المشعل الذي خط الخطى و هاهم الصغار يقتفون الأثر الطاهر المنير ليصلوا لبر النجاة ..فطوبى لها في السماء .. ماما دعنون....