1. الرئيسية 2. تقارير كان أكثر تنظيما وقوة من البوليساريو.. حزب العمال الكردستاني يُنهي 4 عقود من القتال من أجل الانفصال فهل تسير الجبهة الانفصالية على نهجه؟ الصحيفة – محمد سعيد أرباط الثلاثاء 13 ماي 2025 - 9:00 في تطور وصف بالتاريخي، أعلن حزب العمال الكردستاني أمس الإثنين رسميا حلّ نفسه وإنهاء أكثر من أربعة عقود من العمل المسلح ضد الدولة التركية، وهو النزاع الذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل منذ اندلاعه في ثمانينيات القرن الماضي. وجاء الإعلان في بيان نقلته وكالة "فرات" المقرّبة من الحزب، حيث أكد أن الحزب "أنجز مهمته التاريخية" و"أوصل القضية الكردية إلى نقطة الحل عن طريق السياسة الديمقراطية"، معلنا نهاية الكفاح المسلح الذي شكل محور عمله لعقود. وأكد البيان الصادر عقب المؤتمر الثاني عشر للحزب، والذي عُقد بين 5 و7 ماي الجاري في جبال قنديل شمال العراق، حسب ما نقلته تقارير دولية، أنه تم اتخاذ قرار بحل الهيكل التنظيمي للحزب وإنهاء الأنشطة التي كانت تُمارس باسمه. ونقلت المصادر الدولية، كلمة عضو اللجنة التنفيذية للحزب، دوران كالكان أمام وسائل الإعلام، حيث قال إن"هذه ليست النهاية، بل هي بداية جديدة"، في إشارة إلى تحول الحزب من المواجهة المسلحة إلى العمل السياسي. ويأتي هذا التحول، وفق المصادر نفسها، استجابة لدعوة أطلقها الزعيم المؤسس عبدالله أوجلان، المعتقل في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول منذ عام 1999، دعا فيها إلى نزع السلاح وحل التنظيم، وعلى إثر هذه الدعوة، أعلن الحزب في الأول من مارس وقفا فوريا لإطلاق النار، ما اعتُبر حينها مؤشرا على تغير كبير في استراتيجيته. ورحّب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بالقرار، واصفا إياه بأنه "خطوة مهمة نحو جعل تركيا خالية من الإرهاب"، وهو ما يعكس ترحيب أنقرة بأي تحول يُنهي النزاع المسلح في البلاد. وفي سياق مقارن، يرى مراقبون أن التجربة التي خاضها حزب العمال الكردستاني، والذي يُعتبر أكثر تنظيما وخبرة ميدانية من جبهة البوليساريو الانفصالية، تفتح الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كانت الجبهة ستسلك الطريق ذاته. وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، محمد شقير، بأنه "على الرغم من الصعب المقارنة بين الحزب الكردستاني كتنظيم انفصالي يعبر عن خصوصية اثنية وثقافية وسياسية مرتبطة بمنظومة شرق الوسطية ممتدة بين كل من إيرانوتركياوالعراق وسوريا، وجهة انفصالية هي خليط من مكونات غير منسجمة استخدمت لأغراض سياسية في إطار تنافس إقليمي من طرف نظام بومدين في سيرورة استرجاع المغرب لبعض أقاليمه المستعمرة من طرف نظام فرانكو، فإنه يمكن أن تستغل الدبلوماسية المغربية هذا الحدث لإظهار فشل أي مشروع انفصالي بما فيه مشروع الحزب الكردستاني". وأضاف شقير في تصريح ل"الصحيفة" أن الحزب المذكور "رغم نضاله الطويل وقوته التنظيمية والعسكرية ورغم كل العمليات التي قام بها سواء داخل المدن التركية أو على الحدود التركية السورية، فهو لم ينجح في تحقيق أي نصر أمام قوات الجيش التركي المتشبث بوحدة الدولة التركية"، في إشارة إلى صعوبة البوليساريو تحقيق مساعيها الانفصالية وهي الأقل تنظيما وقوة عسكرية من حزب العمال الكردستاني "خاصة وأن ملف الصحراء بصدد طيه النهائي بعد الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة إلى جانب فرنسا لطي هذا الملف الذي عمر لأكثر من خمسين سنة". ويرى شقير أن الحدث يمكن أن يُوظف أيضا دبلوماسيً من قبل الرباط لتسليط الضوء على أوجه الشبه بين ما تعرض له المغرب وتركيا من محاولات تقسيم وتهديد بالانفصال، ما يعزز مشروعية دفاع المغرب عن وحدته الترابية. كما دعا المحلل المغربي إلى الدفع نحو تصنيف جبهة البوليساريو ك"حركة إرهابية" على غرار ما فعلته دول عدة مع حزب العمال الكردستاني، خصوصا في ظل تورطها في أنشطة مسلحة خارج إطار القانون الدولي. وأشار شقير في هذا الصدد إلى أن "تورط الجبهة في عمليات عسكرية إلى جانب نظام بشار الأسد لقمع الشعب السوري، ووجود أسرى من قواتها إلى جانب عسكريين جزائريين بعد الإطاحة بالنظام السوري، يزيد من فقدانها لأي شرعية سياسية". هذا ويرى مراقبون أن فشل حزب كردي، معروف بانضباطه التنظيمي وتسليحه القوي، في تحقيق هدفه بالانفصال رغم عقود من القتال، يشكل إشارة واضحة إلى محدودية نجاعة الخيار المسلح في مواجهة دول ذات مؤسسات قوية ودعم دولي. وفي المقابل، تشير التحركات الدولية الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، إلى تغير واضح في المزاج الدبلوماسي العالمي تجاه قضايا الانفصال، وهو ما يزيد من عزلة البوليساريو في المحافل الدولية، مما يدفع بالكثير من المهتمين بقضية الصحراء المغربية تساؤلات حول ما إذا كانت جبهة البوليساريو ستعي الدرس من تجربة حزب العمال الكردستاني، وتسلك طريقا مختلفا نحو الحل السياسي بدل استمرار الرهان على النهج المسلح.