1. الرئيسية 2. تقارير تقرير أمريكي: صواريخ البوليساريو سبق أن أسقطت طائرتين أمريكيتين وقد حان الوقت لأن تُدرج واشنطن الجبهة في قائمة الإرهاب الصحيفة – بديع الحمداني الأحد 25 ماي 2025 - 15:00 سلط تقرير أمريكي جديد الضوء على الكثير من التهديدات الخطيرة التي ترتبط بجبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر، داعيا واشنطن إلى اتخاذ خطوة حاسمة بإدراج الجبهة في قائمة المنظمات الإرهابية العالمية، بعد عقود من التساهل تجاه تحركاتها، بالرغم من أن الولاياتالمتحدة ومواطنيها كانوا أيضا ضحية لتلك التحركات. وفي هذا السياق، أشار التقرير الذي نشرته صحيفة "The Daily Signal" إلى أن صواريخ البوليساريو سبق أن أسقطت في سنة 1988 طائرتين تابعتين لوكالة التنمية الدولية الأميركية، ما أسفر عن مقتل خمسة أميركيين، دون أن تتبع ذلك أي عقوبات أميركية، وهو ما اعتُبر آنذاك تفويتا لفرصة الردع حسب التقرير. ولفت التقرير إلى تزايد التهديدات التي تمثلها الجبهة الانفصالية في الوقت الحالي، في ظل استخدامها لطائرات مسيّرة إيرانية الصنع، وتعاونها مع شبكات تهريب ترتبط بجماعات جهادية تنشط في منطقة الساحل، مشيرا إلى أن كل ذلك يحدث على مرمى صواريخ من مضيق جبل طارق، أحد أهم الممرات البحرية في العالم. وسلط التقرير أيضا الضوء على الدعم الكبير الذي تتلقاه الجبهة من الجزائر، التي توفر لها ملاذا آمنا في مخيمات تندوف، حيث تنشط قيادتها ووحداتها المسلحة بعيدا عن رقابة القوات المغربية أو المجتمع الدولي، ما يمنحها حرية تخزين الأسلحة والتنسيق مع داعمين خارجيين. كما أشار التقرير إلى أن عدد مقاتلي البوليساريو النشطين يُقدّر ب 8,000 عنصر، لكن قدرتها على التعبئة السريعة قد تصل إلى 40,000 عنصر، وهو ما يمثل تهديدا يمكن أن تستغله الجماعات الإرهابية، خاصة أن تقاطعات متعددة تربط الجبهة بشبكات التهريب وتمويل التطرف في الساحل. وتطرق تقرير الصحيفة الأمريكية إلى الدور المحوري الذي باتت تلعبه إيران في دعم جبهة البوليساريو، حيث لفت إلى أن إيران سبق أن دربت مقاتلي البوليساريو في تندوف عبر ذراعها اللبناني، حزب الله، كما نشرت الجبهة، وفق التقرير صورا لذخائر تم تحديدها على أنها من طراز إيراني، وربطت تقارير إعلامية نفس الذخائر بهجمات دامية في مدينة السمارة سنة 2023. وكشف التقرير عن اتصالات مشفرة بين مسؤولين في البوليساريو وشخصيات مقربة من حزب الله، تحدثوا فيها عن تنسيق مستقبلي بمجرد وصول الدعم المالي والتقني، في ما اعتُبر مؤشرا خطيرا على تنامي العلاقات بين الجبهة والمحور الإيراني. وتحدث التقرير أيضا عن انخراط روسي متزايد مع البوليساريو، من خلال فعاليات تموّلها موسكو، ولقاءات جمعت ممثلين عن الجبهة بعناصر انفصالية موالية لروسيا، مع الإشارة إلى أن قوافل مجموعة "فاغنر" في مالي والنيجر باتت تستخدم نفس ممرات التهريب التي تسيطر عليها الجبهة. وحذر التقرير من أن اقتصاد الجبهة غير المشروع، الذي يشمل تهريب الحشيش والكوكايين والأسلحة، يغذي مباشرة شبكات تمويل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو ما أكدته تقارير استخباراتية ودراسات ميدانية في السنوات الماضية. وربط التقرير بين هذه الأنشطة وظهور شخصيات خطيرة مثل عدنان أبو الوليد الصحراوي، الذي تدرب في صفوف البوليساريو قبل أن يؤسس فرع تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، وقاد هجمات دموية في مالي والنيجر قبل مقتله في 2021. وأشار التقرير إلى أن الجبهة تصعّد من خطابها وتهديداتها، مثلما جاء في بيان صادر عنها في 2021 حيث هددت شركات أجنبية عاملة في الصحراء ب"النار والحرب"، تلاه تهديد مباشر للمستثمرين والسياح في أبريل 2025 باعتبارهم "غير مدنيين"، في تطور خطير على مستوى الخطاب والنية. وشدد التقرير على أن استمرار تجاهل واشنطن لهذا التهديد سيكلفها ثمنا باهظا، داعيا إلى إدراج البوليساريو على لائحة الإرهاب بموجب الأمر التنفيذي 13224، الذي يسمح للولايات المتحدة بتجميد أصول الكيانات الإرهابية وفرض قيود صارمة عليها، قبل أن تتحول إلى خطر لا يمكن احتواؤه.