1. الرئيسية 2. المغرب الكبير وفد عسكري مغربي يزور نواكشوط لتعزيز التعاون الاستخباراتي والعسكري تزامنا مع تضييق الحصار على ميليشيات البوليساريو على الحدود الموريتانية الصحيفة من الرباط الخميس 5 يونيو 2025 - 18:00 أجرى وفد عسكري رفيع من أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية زيارة إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط يومي 3 و4 يونيو الجاري، في إطار الأنشطة المبرمجة من قبل اللجنة العسكرية الموريتانية المغربية المشتركة، في توقيت يتزامن مع تشديد موريتانيا المراقبة على حدودها لمنع تسللات مليشيات البوليساريو إلى أراضيها من أجل الوصول إلى الصحراء المغربية لاستهداف عناصر الجيش المغربي. وحسب ما أوردته الجيش الموريتاني عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، فقد استهل الوفد المغربي زيارته بعقد اجتماع رسمي بفرقة الاستخبارات والأمن العسكري التابعة للأركان العامة للجيوش الموريتانية، حيث ترأس اللقاء عن الجانب الموريتاني العقيد المهندس إسلم بيدي مسعود، قائد فرقة التعاون العسكري المساعد، بينما ترأسه عن الجانب المغربي العقيد إدريس حد زين من المكتب الثاني لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية. ووفق المصدر نفسه، فقد قدم الجانبان خلال الاجتماع، عرضين تفصيليين حول مهام فرقة الاستخبارات والأمن العسكري وفرقة التعاون العسكري، قبل أن ينتقلا إلى بحث آفاق التعاون الثنائي في مجالات تبادل الخبرات والمعلومات الأمنية، والتدريب المشترك، والتنسيق في مواجهة التهديدات العابرة للحدود. ولفت الجيش الموريتاني في منشوره إلى أن هذا اللقاء عرف حضور عدد من المسؤولين العسكريين من الجانبين، من بينهم العقيد خطري الديه، قائد فرقة الاستخبارات المساعد، والرائد محمد عبدي افليفل، قائد مكتب الأمن العسكري، إلى جانب الرائد يعقوب حمادي، قائد مكتب التعاون الثنائي من الجانب الموريتاني. كما حظي الوفد المغربي باستقبال رسمي من طرف اللواء الحسن بمب مكت، قائد فرقة الاستخبارات والأمن العسكري، والعقيد أحمد سالم حمزة، قائد فرقة التعاون العسكري، ما يُبرز الطابع البالغ الأهمية لهذه الزيارة في المجال الأمني والاستخباراتي بين الرباطونواكشوط، ولا سيما أنها تأتي في سياق تطورات إقليمية مرتبطة بالأمن على الحدود في ظل تهديدات مليشيات البوليساريو. كما تأتي هذه الزيارة بالتزامن مع تحركات ميدانية تقوم بها موريتانيا لتشديد الرقابة على حدودها الشمالية المحاذية للجزائر، والتي لطالما استغلتها ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية لتنفيذ عمليات تسلل أو تهديد المصالح المغربية غرب الجدار الأمني. وفي هذا السياق، كشفت تقارير إعلامية أن الجيش الموريتاني اعترض مؤخرا مجموعة من عناصر البوليساريو كانت تتحرك بزي مدني على متن مركبات بلوحات تسجيل موريتانية، وقد تم رصدهم بواسطة طائرة "درون" عسكرية قبل أن يتم إجبارهم على التراجع نحو مخيمات تندوف. وتزامن ذلك مع إعلان موريتانيا، في 21 ماي الماضي، عن إغلاق منطقة "لبريكة" الحدودية مع الجزائر، التي كانت تُعد أحد أبرز المنافذ التي تستغلها جبهة البوليساريو للعبور نحو الصحراء المغربية، وهو القرار الذي رفض الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني التراجع عنه رغم ضغوط مباشرة من قيادة الجبهة. و كانت جبهة البوليساريو قد أرسلت وفدا إلى نواكشوط قبل أيام حاملا رسالة من زعيمها إبراهيم غالي، في محاولة لاحتواء التحول في موقف موريتانيا، خصوصا بعد مؤشرات متزايدة على تقاربها الأمني والسياسي مع المغرب. واعتبر مراقبون أن هذه الزيارة العسكرية المغربية إلى موريتانيا تندرج في إطار تعزيز المحور الأمني الإقليمي بين البلدين لمواجهة التهديدات المشتركة، وهو ما قد يؤدي إلى تقليص قدرة البوليساريو على المناورة في المناطق الحدودية، سواء لأغراض عسكرية أو إعلامية. ويأتي ذلك أيضا في سياق متغيرات دولية تصب في صالح الطرح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء، خاصة مع الدعم المتزايد الذي أبدته قوى غربية وازنة، كان آخرها المملكة المتحدة في بيانها المشترك مع الرباط ضمن الحوار الاستراتيجي.