1. الرئيسية 2. المغرب مجموعة GenZ 212.. من مطالب اجتماعية كسبت تأييد الشارع إلى اللعب بنيران الاحتجاجات في عز الانفلاتات الصحيفة من الرباط الخميس 2 أكتوبر 2025 - 12:36 حين بدأت دعوات الاحتجاجات لمجموعة "جيل زِد" التي اختارت لنفسها رمز GenZ 212، بدت الأمور واضحة وطبيعية، بسقف مطالب محدد في ضمان الحقوق الاجتماعية من صحة وتعليم وتشغيل، بإجراءات عملية، لكن 5 أيام فقط كانت كفيلة لإخراج الاحتجاجات التي من دائرة السلمية إلى متاهة الفوضى، وأصبحت المجموعة نفسها محط شك. وأضحى المشهد العام لمجموعة "جيل زِد" التي تُطلق على نفسها لقب "حركة"، هو أنها تعيش وسط المجهول، وتتصارع داخلها توجهات عديدة، بعضها يدعو إلى الانتباه لما أفرزه الشارع من أعمال شغب وتخريب، وبالتالي تطالب بفصل المطالب الاجتماعية عن هذا الوضع بوقف الاحتجاجات، وبعضها الآخر، قرر الاستمرار في استخدام ورقة المظاهرات. الثابت، مما نشرته صفحات تابعة للمجموعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، أن التجاذب القائم دفع بعد أعضائها إلى حذف حلقات حوارية عبر تطبيق "ديسكورد" وتحديدا حلقة تدعو إلى عدم الانجرار إلى العنف، بالإضافة إلى إبعاد أعضاء "مؤسسين" وحذف منشوراتهم، قبل أن يظهر أن التوجه أصبح هو التصعيد وإتاحة المجال للدعوة إلى العنف. هذا التباين برز بشكل كبير اليوم الخميس، بعد ليلة سوداء شهدتها مناطق مثل سيدي بيبي وتارودانت ووصل إلى مدن كبرى مثل سلاوطنجة ومراكش، وتحولت إلى مواجهة دامية في "القليعة" التي شهدت محاولات لاقتحام مقر الدرك الملكي، الأمر الذي واجهه عناصر السرية بالرصاص المطاطي ثم الحي، ما أدى إلى مقتل شخصين. وما جرى توثيقه من طرف "الصحيفة" عبر منصات مجموعة GenZ 212 هو أنها بعد هذه الأحداث بساعات قررت بشكل صريح وقف الاحتجاجات، الأمر الذي لقي ترحيبا عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لكن ذلك المنشور اختفى بعدها، وما بقي منه هو "السكرين" الذي احتفظ به بعض المتابعين بما يُثبت مضمونه وتاريخ نشره. وفي المقابل، ظهر منشور آخر، مكتوب بلغة "مؤسساتية" أقرب ما يكون إلى تلك التي تصيغها الأحزاب والنقابات، يدعو مجددا إلى النزول للشارع اليوم الخميس للتظاهر، مع تقديم موعد الخروج من الساعة السادسة إلى الخامسة عصرا، مع تأكيد أن هذا القرار اتخذ بعد "تصويت الأغلبية داخل الحركة"، دون تقديم أي ضمانات على عدم تكرار ما جرى أمس. هذا الطرف "المجهول" الذي أصبح يدعو المغاربة للخروج والاحتجاج يوميا، والمتمثل في حسابات GenZ 212، لا زال إلى الآن مجرد "حركة افتراضية"، لم تقدم أي تصور واضح لكيفية الاستجابة للمطالب الاجتماعية للاحتجاجات، ولم تحدد من قد "يتفاوض" باسمها مع الحكومة أو السلطات الأمنية، وأيضا من يتحمل المسؤولية في الخروج عن النص. يأتي ذلك، على الرغم أن تجربة اليومين الماضيين كشفت أن التحكم في توجه الشارع وفرض سلمية المظاهرات أصبح صعبًا جدا، فعلى سبيل المثال، ووفق ما عاينته "الصحيفة" في طنجة، فإن الاحتجاجات التي كان يفترض أن تتمثل في وقفة ب"سور المعكازين" (ساحة فارو)، تحولت إلى مسيرة جابت شارع محمد الخامس. لكن المشكلة الأكبر لم تكن هنا، فالمسيرة عدت بسلام والتعامل الأمني كان هادئا، لكن على بعد كيلومترات، وفي منطقة "مالاباطا" الساحلية اندلعت أعمال شغب وتخريب، استهدفت محلات تجارية وخدماتية، من بينها مطعم "ماكدونالدز" ومطاعم أخرى ومؤسسات فندقية، والثابت أن من بين الذين شاركوا في أعمال النهب والتخريب شبان في حالة تخدير والكثير من القاصرين. وبإصرار كبير، تتجاهل المجموعة، أو بالأحرى الطرف المتحكم فيها، الجرائم التي وقعت خلال ليلتين، والتي شملت اقتحام الأبناك ومقارات البريد، والسطو على المحلات التجارية الخاصة، وحرك العديد من المرافق بما في ذلك الصيدليات، في تناقض لافت مع مطالب الحق في العلاج، بالإضافة إلى تدمير سيارات الشرطة والقوات المساعدة وحتى تلك المملوكة للخواص. وأصبح "السقف المفتوح" والمسار "الغامض" لمجموعة GenZ 212، والتغاض عن احتمالات انزلاق الأمور إلى المسار الأسوأ، حيث تسقط الأرواح وتتعرض الممتلكات العامة والخاصة للتخريب، يفرض طرح العديد من علامات الاستفهام حول دوافع هذا "المجهول" الذي صار يطالب المواطنين المغاربة بالاحتجاج "المفتوح"، وهو شك تفرضه أيضا حالة "الإقصاء الممنهج" لأي شخص داخلها يسبح عكس التيار. مظاهرات جيلZ