1. الرئيسية 2. رياضة المنتخب المغربي أمام منتخب جزر القمر.. ضربة بداية "كأس إفريقيا 2025" بسقف طموح التتويج باللقب الصحيفة من الرباط الأحد 21 دجنبر 2025 - 14:24 يترقب الشارع الرياضي المغربي بشغف كبير صافرة انطلاق المباراة الافتتاحية لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، التي تحتضنها المملكة لأول مرة منذ 1988، في حدث كروي استثنائي يراهن عليه المغاربة لتعزيز مكانتهم الكروية على الساحة القارية. وعلى أرضية المجمع الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، يواجه المنتخب الوطني المغربي نظيره من جزر القمر، مساء الأحد، في لقاء يحمل رمزية خاصة بما أنه يفتتح النسخة الخامسة والثلاثين من العرس الكروي الإفريقي. هذا الموعد يمثل أيضا محطة مفصلية في مسار كرة القدم الوطنية، ليس فقط باعتباره بداية المنافسات، بل كترجمة لمسار طويل من التحضيرات والمشاريع الرياضية الضخمة التي راهن المغرب على إنجازها خلال السنوات الأخيرة، في اتجاه تنظيم تظاهرات كبرى ورفع سقف الطموحات قارياً وعالمياً. وفي أجواء جماهيرية مرتقبة بالآلاف، يتطلع الجمهور المغربي لرؤية أسود الأطلس يؤكدون مكانتهم بين كبار القارة منذ النسخ الأخيرة. الركراكي: هدفنا هو التتويج باللقب لا غير! في الندوة الصحافية التي سبقت المباراة، شدد الناخب الوطني وليد الركراكي على أهمية اللحظة ودلالتها الرمزية، معتبراً أن استضافة البطولة بعد عقود من الانتظار ليست ثمرة صدفة، بل نتيجة عمل تراكمي بدأ قبل سنتين بهدف بلوغ هذه اللحظة التاريخية. وقال الركراكي بلهجة حاسمة "منذ عامين ونحن نعمل من أجل هذا اليوم الذي ينظم فيه المغرب كأس إفريقيا على أرضه. مواجهة جزر القمر لن تكون سهلة، لكن هدفنا واضح: الفوز باللقب أمام جماهيرنا. سنبذل كل ما في وسعنا لتقديم أفضل أداء". وأشار المدرب الوطني إلى ضرورة التعامل مع اللقاء الافتتاحي بتركيز عالٍ بعيداً عن الضغط الزائد، قائلاً: "لا شيء تغيّر على المستوى الرياضي. كل المباريات تتشابه. صحيح أنها مباراة الافتتاح وسنصل الملعب مبكراً، لكن الأهم هو حسن تدبير المشاعر والبقاء هادئين والتعامل مع المنافس بتواضع واحترام". جاهزية القائد حكيمي.. هل سيكون مفاجأة الافتتاح؟ قبل أسابيع قليلة من ضربة بداية "كان 2025"، كانت مشاركة القائد أشرف حكيمي محط شك، خصوصا بعد الإصابة القوية التي ألمت به مع فريقه باريس سان جرمان الفرنسي خلال مباراة دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ الألماني. بيد أن المخاوف سرعان ما تبددت مع اقتراب الموعد المنتظر، حيث ظهر قائد "الأسود" في جاهزية للمشاركة في المباريات، كما أنه تدرب بشكل عادي مع المجموعة، في الحصص الأخيرة تحضيرا لمباراة جزر القمر. في خروج إعلامي، قبل يومين، صرح فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن حكيمي تعافى من الإصابة، وهو ما أكده أيضا الناخب الوطني وليد الركراكي، قائلا: "حكيمي جاهز ليكون معنا، سنرى إن كان سيلعب مباراة الافتتاح أم لا!"، لكن، بالعودة للمؤشرات، وبحكم تجارب البطولات المجمعة الكبرى، قد يتعامل الطاقم الفني ل"الأسود" بذكاء مع وضعية حكيمي، وذلك بتجنب إشراكه خلال مباراة جزر القمر، مخافة تفاقم الإصابة في مباراة تتسم بالندية والنزالات البدنية الثنائية. بالنسبة للناخب الوطني وليد الركراكي، غياب حكيمي عن التشكيلة الأساسية، سيفتح المجال أمام ثنائية نصير مزراوي وأنس صلاح الدين على مستوى الظهيرين الدفاعيين في الخط الخلفي. باستثناء الغموض حول مشاركة حكيمي من عدمها، فإن التشكيلة الرسمية ل"الأسود" في مواجهة الافتتاح لن تختلف عما ألفه المتتبع المغربي خلال المبارايات الأخيرة للفريق الوطني. رومان سايس سيكون في الغالب قائد المجموعة إلى جانب نايف أمرد في ثنائي الوسط الدفاعي، أمامهم سفيان أمرابط ونائل العيناوي، فيما سيكون عز الدين أوناحي محور صناعة اللعب الهجومي. أما ثلاثي الهجوم، سيكون مشكلا، بنسبة كبيرة، من إبراهيم دياز وعبد الصمد الزلزولي على الأطراف، فيما يلعب يوسف النصيري دور المهاجم رأس الحربة في تكشيلة وليد الركراكي. تاريخ المواجهات بين المغرب وجزر القمر..الأفضلية ل"الأسود" يدخل المنتخب المغربي المباراة بصفته المرشّح الأبرز لتحقيق الفوز، بالنظر إلى مكانته ضمن قائمة المنتخبات الإفريقية الكبرى. ويحتل الأسود المركز 11 عالمياً في تصنيف "فيفا" والأول قارياً، مقابل المرتبة 108 لمنتخب جزر القمر. كما أن التاريخ يصب في صالح أسود الأطلس، إذ التقى المنتخبان في أربع مناسبات سابقة، انتهت ثلاث منها بفوز المغرب مقابل تعادل واحد. وكانت أول مواجهة رسمية بين المنتخبين ضمن تصفيات كأس إفريقيا 2019، حيث فاز المغرب ذهاباً بهدف دون رد يوم 13 أكتوبر 2018، قبل أن تنتهي مواجهة الإياب بعد ثلاثة أيام بالتعادل (2-2). أما آخر مواجهة فجمعت الطرفين خلال دور المجموعات لكأس أمم إفريقيا 2021 يوم 14 يناير 2022 بياوندي، وانتهت بفوز المنتخب الوطني (2-0) بتوقيع كل من سليم أملاح وزكرياء أبوخلال. عقدة 50 سنة ونكسة "كان 1988" بالمغرب إن كان المغرب على موعد مع تنظيم النسخة 35 من نهائيات كأس أمم إفريقيا للأمم لكرة القدم، للمرة الثانية، فإن تاريخ "الكان" يحتفظ بأول نسخة احتضنتها المملكة عام 1988. حينها، شارك ثمان منتخبات فقط، موزعين عبر مجموعتين؛ مجموعة أولى بمدينة الدار البيضاء تضم المغرب، الجزائر، كوت ديفوار والزايير (الكونغو الديمقراطية حاليا)، ثم مجموعة ثانية في الرباط تضم الكاميرون، مصر، نيجيريا وكينيا. في المباراة الافتتاحية للبطولة، تعادل "الأسود" أمام الزايير بنتيجة 1/1، ثم انتصر المنتخب الوطني أمام الجزائر بهدف مصطفى الحداوي وتعادل سلبا مع الكوت ديفوار. في مباراة نصف النهائي، انهزم المنتخب الوطني أمام المنتخب الكاميروني بهدف سيريل ماكاناكي، الأخير الذي توج بالبطولة بجيل كان يقوده الأسطورة روجي ميلا. خيبة الأمل المغاربة كانت كبيرة، خاصة أن الآمال كانت معلقة على جيل "مونديال 1986" من أجل تحقيق اللقب القاري على أرض المغرب، سنتين بعد ملحمة "مكسيكو". مرّت السنوات، وظل عداد ألقاب المغرب على مستوى "الكان" يقف عن محطة 1976 في إثيوبيا، رغم أن جيل "كان 2004" كان أقرب من تحقيق النجمة الثانية أكثر من أي جيل آخر. خسارة اللقب في نهائي "رادس" أمام تونس، جعل الهوة تتسع بين "البوديوم" القاري والمنتخب المغربي الأول، ليستمر الحال حتى ضربة بداية "كان2025". توالت الدورات، ولم يتمكن المنتخب الوطني من بلوغ المربع الذهبي للبطولة، على الأقل، ليبقى ذلك الحاجز النفسي الذي يطارد "الأسود" مع كل مشاركة، في بلوغ الأدوار المتقدمة. على غرار الجزائر في دورة 1990، تونس في 2004، مصر في 2006 أو حتى كوت ديفوار في دورة 2023 السابقة، يعول المغرب على استضافته للبطولة من أجل كسب رهان التتويج بلقب "الكان" بعد طول انتظار. هذه المرة، يدخل المنتخب الوطني في ثوب المرشح الأول، نظرا لتموقعه على أعلى هرم الترتيب القاري، بقيادة أفضل أجيال كرة القدم المغربية والإفريقية، الذي وصل لمحطة نصف نهائي كأس العالم بقطر، قبل ثلاث سنوات. ناهيك أن "كان 2025" يأتي في سياق استثنائي، إذ تعيش كرة القدم المغربية أزهى فتراتها، حيث توالت إنجازات المنتخبات الوطنية، بداية ببرونزية دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2004"، مرورا بالتتويج القاري للمنتخب المحلي ومنتخب أقل من 17 سنة، وصولا عند تتويج منتخب الشبان بكأس العالم تحت 20 سنة والمنتخب الرديف بلقب كأس العرب "فيفا" بقطر. إنجازات ذات بعد دولي، رفعت سقف الطموحات عاليا، حيث لم يعد الشارع الكروي المغربي يرضى إلا بصعود "البوديوم" ولم يقبل، دون أدنى شك، سوى ببلوغ محطة 18 يناير والتتويج بلقب "الكان" بمركب الأمير مولاي عبد الله في الرباط. أرقام تسبق مباراة الافتتاح..تاريخ يبتسم ل"الأسود" تعتبر مواجهة الأحد، المباراة الافتتاحية رقم 35 في تاريخ كأس أمم إفريقيا. ومن بين 34 مباراة سابقة، لم يُسجل التعادل السلبي في الافتتاح سوى مرة واحدة فقط، وكان ذلك خلال لقاء جنوب إفريقيا والرأس الأخضر في نسخة 2013، ما يعكس الطابع الهجومي والندية التي ميزت أغلب مباريات ضربة البداية في البطولة القارية. كما شهدت نهائيات ال CAN توجهًا لافتًا في صالح أصحاب الأرض، إذ بلغ المنتخبات المضيفة الأدوار الإقصائية في 14 من أصل آخر 15 نسخة، باستثناء الغابون عام 2017. والأكثر دلالة أن المنتخبات المضيفة لم تتعرض للهزيمة في مباراة الافتتاح منذ نسخة 1998، محققة 9 انتصارات مقابل 6 تعادلات خلال النسخ الخمس عشرة الماضية. وتعزز الأرقام هذا المنحى، إذ فاز آخر ثلاثة منتخبات مضيفة في المباريات الافتتاحية وهم مصر على زيمبابوي 1-0 عام 2019، ثم الكاميرون على بوركينا فاسو 2-1 عام 2021، فالكوت ديفوار على غينيا بيساو 2-0 سنة 2023. بالنسبة للمنتخب المغربي، تأتي هذه المشاركة بوصفها العشرين في تاريخه في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، والثانية على أرضه بعد نسخة 1988 التي انتهت مباراته الافتتاحية فيها بالتعادل 1–1 أمام منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، حين سجل عبد الكريم ميري "كريمو" من ركلة جزاء في الدقيقة 43، قبل أن يعدل فيتا لوتوناديو الكفة قبل صافرة النهاية بدقائق. ويحضر "أسود الأطلس" للظهور الأول في خامس مشاركة متتالية في العرس القاري، بعدما سبق أن خاضوا سلسلة امتدت لست مشاركات متتالية ما بين 1998 و2008. وعلى امتداد مشاركاته، توّج المنتخب الوطني باللقب مرة واحدة عام 1976، وبلغ النهائي مرة واحدة عام 2004، وحل ثالثاً مرة وحيدة عام 1980. وعلى صعيد المباريات الافتتاحية، خاض المغرب 19 مباراة، حقق خلالها ستة انتصارات مقابل تسعة تعادلات وأربع هزائم. ويمتلك المنتخب سلسلة من خمس مباريات افتتاحية دون هزيمة في النهائيات، آخرها أمام تنزانيا في 2023، بعدما سجل ثلاثة انتصارات متتالية في مباريات الافتتاح خلال نسخ 2019 و2021 و2023. كما يملك المغرب أكبر فوز افتتاحي في تاريخه بنتيجة 5–1 أمام ناميبيا سنة 2008. وتشكل مواجهة جزر القمر الخاصة الأحد المباراة رقم 75 للمنتخب المغربي في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس إفريقيا، ضمن سياقٍ يتطلع فيه "الأسود" إلى تثبيت خطوة جديدة في مسار بحثهم عن لقب طال انتظاره منذ 1976، وتعزيز صورة المنتخب المضيف القادر على السير بعيداً في المنافسة. كأس إفريقيا 2025