خلفت دعوة الداعية الإسلامي عمرو خالد المتعلقة بمادرة الحوار بين شبان مسلمين وشبان دانماركيين يعقد في العاصمةالدانماركية كوبنهاغن.بخصوص الرسوم المشينة، الكثير من السجال بين فآم من المفكرين و الدعاة و العلماء ، راوح بين التأييد و المشاركة و الرفض والمقاطعة ، وكان أبرز من تعرض لنقد هذه المبادرة الدكتوريوسف القرضاوي رئيس إتحادعلماءالمسلمين ، و الذي اعتذر عن المشاركة في المؤتمر، كما تمت معارضتها من طرف الجاليات المسلمة في أوربا و الغرب عموما وحتى في الدانمارك ذاتها . هذا بالإضافة إلى كثيرمن العلماء و المفكرين أبرزهم المستشار و المفكر المعروف طارق البشري ، وفهمي هويدي . وحتى لا يتم إعطاء الإمر أكثر من حقه فقد إعتبرالبعض في هذا الصدد أن الأمرلا يعدوا أن يكون مجرد إستدراكات بين العلماء والدعاة فيما بينهم ،على إعتبار المكانة المعتبرة للداعية عمروخالد في قلوب كل هؤلاء . وإذا كانت دعوة عمرو خالد إلى مؤتمرفي عقر دار الذين تجرؤا على نبي الهدى والرحمة ، فإن الأمر يستوجب بموازات مع ذلك عقد مؤتمر، أو لنقل مؤتمرات أخرى في ديار الإسلام، مؤتمرات تعيد للرسول مكانته بين المسلمين أنفسهم و تقربهم منه، وتعرفهم به وبتعاليمه، وتحببهم فيه حتى يعودوا إليه في إتباع سنته وسيرته في معاملة الآخر و الرأفة به و نبذ العنف و التعصب، حتى لا يخرج من بينهم من يسيىء إليه بالقول أو الفعل . وإذا كان نشر هذه الصور يدخل في إطار فصول سياسة البغض و الكراهية و مشاعر الحقد الدفين التي يكنها و ينهجها الغرب ضد الإسلام و المسلمين ، ويساهم بشكل أو بآخر في تنمية و تأصيل ثقافة الصراع بين الحضارات و أتباع الاديان و نشر العداوة و تغدية الإرهاب العالمي وإن كان المسؤولون الغربيون يحاولون إظهار عكس ذالك من خلال دعاوى الحرية و الديمقراطية وحقوق الإنسان وحوار الحضارات ، فهويعبر بوعي أو بغير وعي عن الصورة النمطية التي يحملها الغربين عن الإسلام بشكل عام و التي تربطه بالعنف و التعصب والإرهاب و التخلف و الهمجية . كما يعكس نشر هذه الصور التسيب الحاصل لذى الغرب بكل أطيافه في نظرته لحرية التعبير وأشكال ممارستها. هذا من جهة، و من جهة أخرى فإن مواقف المسؤولين الدنماركين و و الغربيين عموما بشأن نشر هذه الصور عكست بشكل لا يدع مجال للشك مسألة إزدواجية المعاييرالتي ينتهجها الغرب إزاء كل أمر تعلق بإستهداف الإسلام والمسلمين ، كما أكدت هذه المواقف مقولة أن الغرب لم يعد يفهم معنى المقدس بعد أن قضى على كل مقدساته و أهانها فكرا و فعلا، وبالتالي هو لم يستطع أن يفهم ردة فعل الشارع الإسلامي عبر العالم و لم يقدر حجم الأدى الذي ألحقه بالمسلمين حتى تخرج كل هذه المسيرات الساخطة و الغاضبة في كل ربوع العالم . إلا أن الامر المهم الذي تم إغفاله من طرف الكثيرين الذين تفاعلوا مع هذه الإزمة غاب عن ذهنهم أن هذه الصور لاتعكس نظرة الغربيين للرسول عليه الصلاة و السلام ، فنشر هذه الصور و إلصاقها بشخص النبي صلى الله عليه و سلم ينم عن جهل تام بشخص الرسول الكريم . وبالتالي فالمرجع الذي اعتمد عليه المسيىء هو الصورة النمطية التي يحملها المخيال الغربي عن المسلمين و ليس عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالمخيال الغربي يبني نظرته للإسلام و لرسول الإسلام من خلال الصورة التي نعكسها نحن كمسلمين في سلوكياتنا وممارساتنا ومدى إتفاقها مع تعاليم الدين الحنيف ،هذه السلوكيات التي يطبعها في الغالب البعد عن الهدي النبوي الحنيف لهذا يمكن القول أن ممارساتنا تلعب دورا حاسما في بناء نظرة الآخر إلينا و إلى ديننا ونبينا عليه الصلاة و السلام ، وبذلك فالذي تعرض للسخرية و الإسأةو الإهانة هو عقلية الرجل الشرقي المتحجرة التي تمنع المرأة من قيادة السيارة في الوقت التي تقبل فيه أن يقود بها السيارة شخص أجنبي عنها ، إن الذي تعرض للإهانة و الإسأة هو المجتمع الذكوري الذي يمنع المرأة من ممارسة حقوقها السياسية في الترشح أو حتى الأنتخاب .علينا أن نعرف قدر الأدى الذي ألحقناه بنبينا و بديننا، من خلال ممارساتنا المسيئة اتجاه الرسول الكريم و التي فاقت في بعض الأحيان كل التصورات . و الإحتجاجات الغاضبة التي خرجت إلى الشوارع في مشارق الأرض و مغاربها ضداعلى من قامو بهذا الفعل الإستفزازي يجب أن يصاحبها أولا إعادة إعتبارلشخص الرسول الكريم في حياتنا من خلال إتباع ما جاء به ، وتحسين الصورة المضمرة لذى الغربيين عن الرسول لا تتم إلا من خلال تمثلنا لنهجه وهداه صلى الله عليه و سلم . وان يرو في سلوكنا أنعكاسا لتعاليمه ،وأن نوطن أنفسنا على الأسس التي من أجلها بعث عليه السلام ، كما تتم من خلال المساهمة في جهود توطين الإسلام في الغرب ، وبدل جهد مضاعف للتعريف أكثر بالنبي عليه السلام المبعوث هدى و رحمة للعالمين حتى لا يقع المسلمون ضحية ردود أفعال عفوية غير مدروسةكما كان الإمر بعد كل حادثة عنف تستهدف الغرب او الغربيين ، ولا تجلب فائدة على المدى الإستراتيجي البعيد. بقلم : رضوان جراف