المشاركون في مؤتمر التحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء يقومون بزيارة لميناء الداخلة الأطلسي    عبد النباوي: العقوبات البديلة علامة فارقة في مسار السياسة الجنائية بالمغرب    نجاح باهر للنسخة الثامنة من كأس الغولف للصحافيين الرياضيين الاستمرارية عنوان الثقة والمصداقية لتظاهرة تراهن على التكوين والتعريف بالمؤهلات الرياضية والسياحية لمدينة أكادير    الاستيلاء على سيارة شرطي وسرقة سلاحه الوظيفي على يد مخمورين يستنفر الأجهزة الأمنية    كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة.. وهبي: "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    مأسسة الحوار وزيادة الأجور .. مطالب تجمع النقابات عشية "عيد الشغل"    تجار السمك بالجملة بميناء الحسيمة ينددون بالتهميش ويطالبون بالتحقيق في تدبير عقارات الميناء    موتسيبي: اختيار لقجع قناعة راسخة    سلطات سوريا تلتزم بحماية الدروز    القصر الكبير.. شرطي متقاعد يضع حداً لحياته داخل منزله    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية ورياح عاتية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    المغرب يتلقّى دعوة لحضور القمة العربية في العراق    الدولي المغربي طارق تيسودالي ضمن المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في الدوري الاماراتي لشهر أبريل    تأخيرات الرحلات الجوية.. قيوح يعزو 88% من الحالات لعوامل مرتبطة بمطارات المصدر    الإنتاج في الصناعات التحويلية.. ارتفاع طفيف في الأسعار خلال مارس الماضي    المغرب يواجه حالة جوية مضطربة.. زخات رعدية وهبات رياح قوية    مُدان بسنتين نافذتين.. استئنافية طنجة تؤجل محاكمة مناهض التطبيع رضوان القسطيط    الشخصية التاريخية: رمزية نظام    فلسفة جاك مونو بين صدفة الحرية والضرورة الطبيعية    هذه كتبي .. هذه اعترافاتي    وزارة الأوقاف تحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات الحج    العراق ولا شيء آخر على الإطلاق    المغرب ينخرط في تحالف استراتيجي لمواجهة التغيرات المناخية    إلباييس.. المغرب زود إسبانيا ب 5 في المائة من حاجياتها في أزمة الكهرباء    مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي    تجديد المكتب المحلي للحزب بمدينة عين العودة    الصين تعزز مكانتها في التجارة العالمية: حجم التبادل التجاري يتجاوز 43 تريليون يوان في عام 2024    انطلاق حملة تحرير الملك العام وسط المدينة استعدادا لصيف سياحي منظم وآمن    الحكومة تلتزم برفع متوسط أجور موظفي القطاع العام إلى 10.100 درهم بحلول سنة 2026    العلاقة الإسبانية المغربية: تاريخ مشترك وتطلعات للمستقبل    الإمارات تحبط تمرير أسلحة للسودان    كيم جونغ يأمر بتسريع التسلح النووي    ندوة وطنية … الصين بعيون مغربية قراءات في نصوص رحلية مغربية معاصرة إلى الصين    رحلة فنية بين طنجة وغرناطة .. "كرسي الأندلس" يستعيد تجربة فورتوني    السجن النافذ لمسؤول جمعية رياضية تحرش بقاصر في الجديدة    ابن يحيى : التوجيهات السامية لجلالة الملك تضع الأسرة في قلب الإصلاحات الوطنية    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    المغرب يروّج لفرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية خلال معرض "إنوفيشن زيرو" بلندن    تقرير: 17% فقط من الموظفين المغاربة منخرطون فعليا في أعمالهم.. و68% يبحثون عن وظائف جديدة    مارك كارني يتعهد الانتصار على واشنطن بعد فوزه في الانتخابات الكندية    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    إيقاف روديغر ست مباريات وفاسكيز مباراتين وإلغاء البطاقة الحمراء لبيلينغهام    جسور النجاح: احتفاءً بقصص نجاح المغاربة الأمريكيين وإحياءً لمرور 247 عاماً على الصداقة المغربية الأمريكية    دوري أبطال أوروبا (ذهاب نصف النهاية): باريس سان جرمان يعود بفوز ثمين من ميدان أرسنال    الأهلي يقصي الهلال ويتأهل إلى نهائي كأس دوري أبطال آسيا للنخبة    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    نجاح اشغال المؤتمر الاول للاعلام الرياضي بمراكش. .تكريم بدرالدين الإدريسي وعبد الرحمن الضريس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة قصيرة بقلم محمد سعيد الريحاني
نشر في أسيف يوم 07 - 02 - 2009

Iروعة عالم من أكواخ من ليل ومن حقول IIوجوه صالحة للحرق وجوه صالحة للرَّمْيللرفض للظلام للإهانة للضرب IIIوجوه صالحة لكل شيء ها هو الفراغ يحاصركملكن موتكم سيبقى مثلا أعلى للجميع IVالموت قلب مقلوب Vدُفعْتُمْ ثَمَنَ خُبْز وسماء وأرض وماء ونوم وبؤس حياتكم VIIأصروا وأفرطوا فتبرأت منهم الإنسانية XIIأيها الرجال لمَنْ وُهبَ هذا الكنز أيها الرجال بأي حق أُتْلفَ هذا الكنز XIIIأيها الرجال الحقيقيون يا مَنْ يُغَذي اليَأْسُنيرانَ الأمَل في صُدورهم لنُفَتّحْ سَويَّةً آخر البراعم الغدوية الشاعر الفرنسي بول إيلوار (Paul Eluard)، 1938عن ديوانه " Cours naturel "
فتح "القزم" علبة الثقاب ليَعُمَّ الهواء أرجاءها الداخلية وينير الضياء جنباتها المعتمة، فاستيقظ بقية "أقزام" العلبة من نومهم وهرولوا نحوه لمساعدته على أزمة جلية يحاول جاهدا الاحتفاظ بها لنفسه. وقف "القزم" عرقانا في لباس نومه والشعر النافر في كل جسمه يهتز على إيقاع نبضات قلب خائف ومجنون يسمعها كل من تحلق حوله من "أقزام" علبة الثقاب قبل أن يستسلم "القزم"، أخيرا، تحت إلحاح اللكز، ويروى لبقية "الأقزام" ما رآه في منامه:- لقد حلمت نفسي فرعونا عظيما بلحية ذهبية جالسا على عرش ذهبي محاطا بكبار الرهبان والمنجمين وهم يفتون في أمر رؤيتي ويجمعون على ضرورة قتل كل أطفال الأرض من مواليد هده السنة...استبشرت الحاشية خيرا ورأت في المنام "رؤيا" وأن القزم الرائي سيصبح "عظيما" لا محالة وأنه اختير من السماء وأن "أرض الميعاد" هي أرض تحقيق الرؤيا وتحققها لكن القزم صاح في وجوههم غاضبا:- أين العظمة فيما رأيت؟ أنا حلمت بقتل الأطفال وزجر الثكالى وسفك الدماء!...فرد جميع "الأقزام" بصوت واحد:- هده هي العظمة وهدا هو الطريق المؤدي إليها وهدا هو النهج الذي سلكه الفرعون العظيم بنفسه!...عمت الفرحة والهياج كل أرجاء علبة الثقاب التي كانت غرفة نوم الأقزام لكن احد حكمائهم طالبهم بالتروي والتحلي بالرزانة وربط الرؤيا بالعمل على تحقيقها على الأرض فقاطعه "القزم" الذي حلم الليلة الماضية ب"العظمة" وبدا هده الصبيحة مَهْوُوساً بها:- وكيف السبيل لدلك؟!..رد "هَامَانْ القزم":- لا يتطلب الأمر أكثر من إرادة تحقيق الرؤيا.فقاطعه "القزم" الحالم بالعظمة:- ولكننا "أقزام" وهم "جبارين"؟!فأجاب "هامان القزم":- إن الصورة التي يعطيها المرء لغيره هي ذاتها الصورة التي يتبناه الآخر ولو كانت عكس مصالحه وضد وجوده. فلماذا لا نقلب الصورة ونتصرف، نحن، ك"جبابرة" ونعاملهم، هم، ك"أقزام"؟!كَرَّرَ "القزم" الحالم بالعَظَمَة سُؤاله:- ولكننا "أقزام" وهم "جبارين"؟!فكرر "هامان القزم" جوابه:- لا يتطلب الأمر أكثر من إرادة تحقيق الرؤيا.قال "القزم" الحالم بالعظمة، جازما:- الإرادة متوفرة!..أضاف "هامان القزم":- بعد الإرادة، يمكن الحديث عن التخطيط لإنجاز الإرادة وتحقيقها على الأرض.فقاطعه "القزم" الحالم بالعظمة، متلهفا:- خططوا للأمر، إذن، وَنَوّرُوني!..التحق باقي "الأقزام" بدائرة الاقتراحات وألقوا بعصيهم فإذا بها أفاع تسعى:- حمام الدم...- الضرب بيد من حديد...- النار، الحرق، التطهير...- الدم، القتل، الإبادة...صرخ "القزم" الحالم بالعظمة:- وكيف لقزم مثلي أن يحقق كل هذا؟!عم صمت مطبق أرجاء علبة الثقاب. وأثناء تفكير الجميع في حل للمعضلة، تقدم قزم ممن لم تتح له فرصة الإدلاء برأيه من قبل ووضع حقيبة على الأرض ونفض عنها الغبار بيديه ثم فتحها وأخرج محتوياتها وعرضها أمام عيني "القزم" الحالم بالعظمة قبل أن يقول ببرودة دم:- هده أدواتك، ولن تحتاج إلى غيرها.تعجب "القزم" الحالم بالعظمة وقال:- هذه أقنعة صالحة للتمثيل المسرحي على خشبة المسرح أمام جمهور مسرح ولا شأن لها بما نحن بصدد تداوله!...رد "المُهَرّج القزم"، واثقا من نفسه دائما:- المسرح لا حدود له، والخشبة لا حدود لها، والجمهور لا حدود له، والتمثيل لا حدود له، ومن أتقن دوره نَجَّحَ مُهمته حيثما وُجدَتْ وَكَيْفَمَا كانت.لازم "القزم" الحالم بالعظمة العجب:- ولكن هذه الأقنعة صالحة للتهريج والإضحاك!...أجابه "المُهَرّج القزم":- مَعي، أنا المهرج، هذه الأقنعة تصلح للتهريج والإضحاك؛ لكن، مَعَكَ، أنت العظيم المختار من السماء، سَتَصْلُحُ هده الأقنعة لتحقيق الأهداف بنفس الدقة التي ترسمها بها في ذهنك. فبمجرد وضع هده الأقنعة على وجهك، ستحل روح صاحب القناع في جسدك وستملأ بركته فراغاتك وتنير قوته طريقك وستنجح في كل ما سترسمه أمام عينيك. إن هده الطريقة ساري المفعول بها في كواليس تدبير الأمور العليا في كل أرجاء المعمور ولذلك يقال، بين الفينة والأخرى، "التاريخ يعيد نفسه"!صَمَتَ "المُهَرّج القزم" هُنَيْهَةً ليُراقب ملامح "القزم" الحالم بالعظمة في انتظار انفراجها ثم أضاف:- ضع هده قناعا من هذه الأقنعة على وجهك إتباعا حسب تشابه الظرفية التي ستجد نفسك فيها والظرفية التي كان فيها "العظيم" صاحب الصورة المرسومة على القناع، تبركا بقوة الأباطرة والملوك والزعماء والقواد وصانعي التاريخ. إن التبرك بهؤلاء "العظماء" سَيُجَنّبُكَ، لا محالة، العثرات والزّلات والمشاكل والأزمات والانكسارات والهزائم النكراء التي يمكن أن تتورط فيها...ثم بدأ "المُهَرّج القزم" يُسَمي أقنعته ويضعها واحدةً واحدةً بين يدي "القزم" الحالم بالعظمة:- هذا قناع رعمسيس الثاني، وهذا قناع تشي هوانغ تي، أما هذا فقناع نابوليون، وهذا لهتلر، وهذا لفرانكو، وهذا للحجاج، وهذا لنيرون، وهذا لكاليغولا، وهذا لبوكاسا، وهذا لهولاكو...فهلل "القزم" الحالم بالعظمة، وصاح مُهْتاجاً:- هاتوا الأقنعة وأعيدوني إلى حلمي! أعيدوني إلى رؤيتي! أعيدوني إلى نبوتي!..قناع الفرعون رعمسيس الثاني:هل كان حلما أم كابوسا أم رؤيا؟إنه يشبه حلم ملك يهودا تماما حين قصد قتل صبي واحد فقتل كل الصبيان! هل يمكن لطفل من الأقليات أن يهدد عرشي؟سآخذ برأيكم، أيها الكهنة، وسآمر بقتل كل المواليد الجدد لهده السنة مع الإتيان بمهودهم مخضبة بالدماء كي يتأكد من الأمر وأقارن العدد المقتول من الأطفال بين يدي بالعدد المقتول من الأطفال في حلمي والدي لن أفصح لكم به إلى غايةتأكدي من إخلاصكم في تنفيذ أوامري ووفائكم لعرشي...صوت محمود درويش يحرق قناع الفرعون رعمسيس الثاني:"سأختار شعبيسأختار أفراد شعبيسأختاركم واحدا واحدا من سلالةأمي ومن مذهبي,سأختاركم كي تكونوا جديرين بيإذن أوقفوا الآن تصفيقكم كي تكونواجديرين بي وبحبيسأختار شعبي سياجا لمملكتي ورصيفا لدربيقفوا أيها الناس, يا أيها المنتقونكما تنتقى اللؤلؤةلكل فتى إمرأةوللزوج طفلان: في البدء يأتي الصبيوتأتي الصبية من بعد, لا ثالث,وليعم الغرام على سنتيفأحبوا النساء, ولا تضربوهن إن مسهنالحرامسلام عليكم.. سلام .. سلام"قناع تشي هوانغ تي:أنا الإمبراطور الأول تشي هوانغ تي ولا إمبراطور ولا نبي ولا حكيم قبلي: لا اللاو تسو ولا كونفوشيوس ولا بوذا. أنا الأول وأنا الأكبر وأنا الأوحد...ولعل تشكيكم في قولي نابع من كتب الترهات والأباطيل التي تحتفظون بها والتي أنتم مطالبون بإحضارها اليوم مساء للحرق والإتلاف. وسأصدر بعد ساعة مرسوما في الموضوع. ولكنكم لن تنتظروا صدور المرسوم لتأتوني بالكتب لأحرقها بيدي. أما من عصى أمري، فستأتونني به حيا يرزق لأكويه بالنار وأسوقه بيدي لإفناء بقية حياته في بناء السور العظيم الذي سيبدأ من الصين لينتهي في فلسطين. صوت محمود درويش يحرق قناع تشي هوانغ تي:"أيها المارون بين الكلمات العابرة آن أن تنصرفوا وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا آن أن تنصرفوا ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا فلنا في أرضنا ما نعمل ولنا الماضي هنا ولنا صوت الحياة الأول ولنا الحاضر،والحاضر ، والمستقبل ولنا الدنيا هنا...و الآخرة فاخرجوا من أرضنا من برنا ..من بحرنا من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا من كل شيء،واخرجوا من مفردات الذاكرة أيها المارون بين الكلمات العابرة!.."قناع كاليغولا:أريد ألعابا نارية!لنقل "ألعابا أكثر من نارية"!ولكنني لست بحاجة لحضور جميل يحتفل معي بألعابي!أنا أفضل أن احتفل بألعابي وحدي وان القي بألعابي على من أريد وان تحرق ألعابي أهدافي!فما رأيكم في الأطفال كأهداف لألعابي النارية!هل من معارض؟إذن، فلتكن ألعابي النارية مصنعة من مواد كيماوية، أو من الفوسفور الأبيض، أو من اليورانيوم المنضب، أو لتكن النابالم...المهم، ألا تقل درجة حرارتها عن التسعمائة درجة مئوية وان تكون الذخيرة كافية لاثنين وعشرين يوما من الاحتفال!هيا، ماذا تنتظرون؟إلي بألعابي!صوت محمود درويش يحرق قناع كاليغولا:"خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ.وعَشْرَةُ جرحى.وعشرون بيتاً.وخمسون زيتونةً...بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذيسيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ"قناع نيرون:أيها الشعراء، لا شك آن قصائدي ألهمتكم فأبدعتم على خلفية إبداعاتي!ولا شك أنكم جربتم لحظة الإلهام ولحظة غير الإلهام ووصل بكم الاستعداد أحيانا لحرق زيجاتكم وأطفالكم لقاء نَظْم قصيدة! أيها الشعراء، لست سيد الحرق. بل، الحقيقة هي أن الحرق هو سيدي!هده هي الحقيقة وانتم أدرى الناس بها!الشعر قدري والغناء قدري والحرق قدري وأنا أكثر الناس طاعة لأقدارهم وأكثرهم إعطاء للمثل في دلك فلتمتثلوا لأقداركم أيضا ولتتقبلوا ألسنة النار في سقوف بيوتكم ولتكبحوا هلع صغاركم ولتلجموا عويل نسائكم؛ فهده إرادة التاريخ، والتاريخ لا ينصت لآلام الأصوات الصغيرة وآمالها! صوت محمود درويش يحرق قناع نيرون:يا دامي العينين والكفين! إن الليل زائلْ لا غرفةُ التوقيف باقيةٌ ولا زَرَدُ السلاسلْ! نيرون مات، ولم تمت روما... بعينيها تقاتلْ! وحبوبُ سنبلةٍ تموت ستملأُ الوادي سنابلْ... ! قناع هولاكو خان:"من ملك الملوك شرقًا وغربًا القائد الأعظم: باسمك اللهم، باسط الأرض ورافع السماء، يعلم (...) من (...) هربوا من سيوفنا إلى هذا الإقليم، يتنعمون بأنعامه ويقتلون من كان بسلطانه بعد ذلك (...) إنا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على مَن حَلَّ به غضبه، فلكم بجميع البلاد معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم وأسلموا لنا أمركم. قبل أن ينكشف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرقّ لمن شكر، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا معظم العباد، فعليكم بالهرب، وعلينا الطلب، فأي أرض تؤويكم، وأي طريق تنجيكم، وأي بلاد تحميكم؟! فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون عندنا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع (...) فأبشروا بالمذلة والهوان، فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، فمن طلب حربنا ندم، ومن قصد أماننا سلم، فإن أنتم لشرطنا وأمرنا أطعتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خالفتم هلكتم، فلا تهلكوا نفوسكم بأيديكم، فقد حذّر من أنذر. وقد ثبت عندكم أنا نحن الكفرة، وقد ثبت عندنا أنكم الفجرة، وقد سَلَّطَنا عليكم من له الأمور المقدّرة، والأحكام المدبرة، فكبيركم عندنا قليل، وعزيزكم عندنا ذليل، فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا برد الجواب، قبل أن تضرم الحرب نارها، وترمي نحوكم شرارها، فلا تجدون منا جاهاً ولا عزًا، ولا كافيًا ولا حرزًا، وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، فقد أنصفناكم إذ راسلناكم، وأيقظناكم إذ حذرناكم، فما بقي لنا مقصد سواكم، والسلام علينا وعليكم، وعلى من أطاع الهدى، وخشي عواقب الردى، وأطاع الملك الأعلى".صوت محمود درويش يحرق قناع هولاكو خان:"أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَفقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.أَيها الواقفون على عتبات البيوت!اُخرجوا من صباحاتنا،نطمئنَّ إلى أَننابَشَرٌ مثلكُمْ!"قناع الحجاج بن يوسف الثقفي:أيها الجنود، أراكم تتعففون من التدمير الذي جئتم من أجله! ألا زلتم تؤمنون بالمواثيق الدولية وحماية المدنيين والحفاظ على أرواح الأعيان الثقافية واحترام الأماكن المقدسة؟!...أيها الجنود، هده تعليماتي الأخيرة لكم: اقتلوا كل من يحول دون تحقيق أهدافكم بما في دلك الأعيان الثقافية ودمروا كل شيء يعترض سبيلكم بما في دلك المساجد. وتذكروا جيدا قصتي مع عبد الله بن الزبير الذي حاول الاحتماء بالكعبة المكرمة للهروب من قبضتي. فهل كان له ذلك؟كَلاَّ، وَألْفَ كَلاَّ.لقد اعتقد بأنني سأحترم بُنَاة الكعبة من ملائكة السماء وآدم أبي البشر وإبراهيم أبي الأنبياء...أعتقد أنكم تعرفون تتمة القصة: لقد هدمت، بالمنجنيق، الكَعْبَةَ التي كان يُسَلّم بوقوفها في وجهي وأخرجته مُكْرَهاً ذَليلاً صَاغرا وعلقته من عنقه عبرة لغيره من العاقين. فإذا كنت أنا فعلت هدا مع كبير المتمردين، فكيف تعجزون، وأنتم مدججين
بأفتك الأسْلحة وَأَحْدَثهَا، أمام "أطفال"؟ أيها الجنود، اهدموا كل شيء ولو كانت من بين المباني "الكَعْبَة"!صوت محمود درويش يحرق قناع الحجاج بن يوسف الثقفي:"سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر،أَن الضَجَرْصِفَةٌ من صفات البشرْ"قناع فرانسيسكو فرانكو:كم تمنيت حذف حرف "الغين" من القواميس!أكره حرف "الغين" من "غرنيكا" إلى "غزة"!أكره الأقليات!أكره الثوار!أكره المقاومين!...صوت محمود درويش يحرق قناع فرانكو:"عازف الجيتار في الليل يجوب الطرقات و يغني في الخفاء و بأشعارك يا لوركا يلم الصدقات من عيون البؤساء العيون السود في إسبانيا تنظر شزرا و حديث الحب أبكم يحفر الشاعر في كفيه قبرا إن تكلم نسي النسيان أن يمشي على ضوء دمك فاكتست بالدم أزهار القمر أنبل الأسياف حرف من فمك عن أناشيد الغجر آخر الأخبار من مدريد أن الجرح قال شبع الصابر صبرا أعدموا غوليان في الليل و زهر البرتقال لم يزل ينشر عطرا أجمل الأخبار من مدريد ما يأتي غدا".قناع أدولف هتلر:"غرنيكا" غابة مثل كل الغابات. ثلاث ساعات تكفيها لقتل ألفي خنزير من خنازيرها كما تفعلون دائما مع باقي الخنازير في باقي الغابات وفي "غزة" لن نقبل بأقل من هدا العدد. ونفس الشيء بالنسبة للممتلكات، ألفين من كل َّ منْ كُلّ مَا رُصَّ منْ حَجَر: ألفي منزل وألفي دكان وألفي صيدلية وألفي كشْك وألفي مَحْلَبَة وألفي مَلْبَنَة وألفي مخْبَزَة وألفي مصْبَنَة وألفي معْصَرَة وألفي مَدْرسة وألفي مَسْجد وألفي مُسْتَوْصَف وألفي سيارة إسْعَاف وألفي مَقْهَى وألفي مَلْعَب وألفي حَمَّام عُمُومي..."غرنيكا" تطلبت منا ثلاث ساعات من القصف المكثف لإحراقها بالكامل أما "غزة" فستتطلب من اثنين وعشرين يوما بالتمام والكمال لان مهمتنا هناك أصعب. في "غرنيكا"، كنا نحرق البشر والبهائم والشجر والحجر. لدلك لم يتطلب منا الأمر وقتا طويلا. أ ما في "غزة"، فالتدقيق في الضحايا واختيار الأطفال أكثر من سواهم عملية تحتاج إلى وقت لأننا سنحاسب أمام المحاكم الدولية على قتل غير الأطفال...صوت محمود درويش يحرق قناع هتلر:"أما الآن فالأحوال هادئة تماما ً مثلما كانت والموت يأتينا بكل سلاحه الجوي والبري والبحري مليون انفجار في المدينة هيروشيما هيروشيما وحدنا نصغي إلى رعد الحجارة وحدنا نصغي لما في الروح من عبثٍ ومن جدوى".قناع جون بيديل بوكاسا:هدا لا يحتاج إلى مشورة الإمبراطور فأنتم أعلم باختياراتي: اقتلوا الأطفال وإذا ما نفذت الذخيرة وتعبتم من القتل أتوني بما تبقى منهم أحياء لآكلهم. فليس ثمة وجبة أشهى من لحم الأطفال مذهونا بتوابل الهند الزكية ومشويا على نار هادئة ومُمَلَّحاُ ومُحَمَّضاً بالليمون وَمُزَيَّناً بالفواكه المجففة!أوف، إنني أموت تلهفا لطبق اليوم فلو كانت معدتي تتسع لكل الأطفال من مواليد هده السنة لطلبتهم أحياء ولاستغنيت عن النار والرصاص. فلا شيء أطرى وألد من اللحم الفتي: لحم الحملان ولحم العجول ولحم صغار اليمام وصغار الحجل وصغار الزرافات وصغار الحمير الوحشية... صوت محمود درويش يحرق جون بيديل بوكاسا:"وكأنني قد متٌ قبل الآنأعرف هذه الرؤيا ، وأعرف أننيأمضي إلي ما لسْت أعرف . ربٌماما زلت حيٌا في مكان ٍ ما، وأعرفما أريد سأصير يوما ما أريد.سأصير يوما فكرة . لا سيْف يحملهاإلي الأرضِ اليبابِ ، ولا كتاب “كأنٌها مطر علي جبلٍ تصدٌع منتفتٌح عشْبة ٍ ،لا القوٌة انتصرتْولا العدْل الشريدسأصير يوما ما أريد."تجريب قناع على وجه أحد أهالي الضحايا:إدا كانت المقاومة تؤذي شعبنا وتلحق به الضرر فنحن ضد الدفاع عن النفس وضد تصعيد الخسائر وضد رفع التحدي. إننا نقولها بصوت عال قبل فوات الأوان وانقراضنا من الوجود: نحن مع الانبطاح والخضوع والاستسلام حتى مرور العاصفة وسنقوم بعرقلة خطط المتهورين الدين يدفعوننا إلى مواجهة غير متكافئة ستؤدي بنا حتما إلى التهلكة.صوت محمود درويش يحرق مُجَرّبي الأقنعة من الأهالي:"عرب ٌ أطاعوا رومهم عربٌ وباعوا روحهم عرب وضاعوا"قناع نابوليون بونابارت:الآن وقد تبين بالمكشوف أن الأمور مرت بالسرية اللازمة وان أهاليكم لم يكونوا على علم بتواطئكم معنا لتحقيق الأهداف التي ما كنا لنحققها لوحدنا ما دامت الأقنعة السحرية كانت تتطلب مشاركة الجميع في التمثيل؛ الآن وقد انتهت الحرب التي سماها أهاليكم "عدوانا" ووضعت أوزارها، ها هي المكافأة المالية الضخمة التي وعدتكم بها لقاءَ تعاونكم معنا ضد وطنكم وأهاليكم. خذوها ولا تقتربوا مني لمُصَافَحَتي فَيَدي لا تُلامسُ أَيَاد خَانَتْ أَوْطَانَهَا.صوت محمود درويش يُسْقط الأقنعة جميعها:"سقط القناع عن القناع عن القناع سقط القناع لا إخوة ٌلك يا أخي، لا أصدقاء ُ يا صديقي، لا قلاع لا الماء عندك َ ، لا الدواء ولا السماء ولا الدماء ُ ولا الشراع ولا الأمام ولا الوراء" .أمام المحاكم الدولية، مرافعة ضد التهم بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية:بالنسبة لاتهامنا بارتكاب جرائم حرب ضد مدنيين عزل باستخدام مفرط للقوة ضدهم واستعمالهم دروعا بشرية للاحتماء من رجالات المقاومة واستخدام أسلحة محرمة دوليا وقتل الأطفال والنساء والمسنين والمعاقين والمسعفين والصحفيين... فإننا نقدم اعتذارنا الكبير عن كل خطا في إصابة أهدافنا والدي قد يكون دهب ضحيته غير الأطفال. إن هدفنا الوحيد كان هو إبادة مواليد هده السنة من الأطفال فقط. وإذا كان من بين الضحايا نساء فربما لأنهن أمهات أطفال أو لأن الأطفال كانوا في حجورهن مما أدى بطيارينا إلى قصفهما معا وهو ما لا يمكننا تحمل تبعاته بعدما وزعنا المناشير بالابتعاد عن الأطفال...وبالرغم من كل دلك، فإننا على استعداد لتعويض أسر المسنات تعويضا ماليا ينسيهم فقيداتهم. اما باقي النساء فعليهم أن يعلمن بأننا سنعود بنفس العنف اللامحدود وبنفس البطش الفتاك إدا ما حملن من جديد هده السنة ووضعن من جديد قبل دخول السنة الموالية...أمام المحاكم الدولية، مرافعة ضد التهم بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية:بالنسبة لاتهامنا بارتكاب جرائم حرب ضد مدنيين عزل باستخدام مفرط للقوة ضدهم واستعمالهم دروعا بشرية للاحتماء من رجالات المقاومة واستخدام أسلحة محرمة دوليا وقتل الأطفال والنساء والمسنين والمعاقين والمسعفين والصحفيين... فإننا نقدم اعتذارنا الكبير عن كل خطا في إصابة أهدافنا والدي قد يكون دهب ضحيته غير الأطفال. إن هدفنا الوحيد كان هو إبادة مواليد هده السنة من الأطفال فقط. وإذا كان من بين الضحايا نساء فربما لأنهن أمهات أطفال أو لأن الأطفال كانوا في حجورهن مما أدى بطيارينا إلى قصفهما معا وهو ما لا يمكننا تحمل تبعاته بعدما وزعنا المناشير بالابتعاد عن الأطفال...وبالرغم من كل دلك، فإننا على استعداد لتعويض أسر المسنات تعويضا ماليا ينسيهم فقيداتهم. اما باقي النساء فعليهم أن يعلمن بأننا سنعود بنفس العنف اللامحدود وبنفس البطش الفتاك إدا ما حملن من جديد هده السنة ووضعن من جديد قبل دخول السنة الموالية...مع كل "غرنيكا"، ينبعث بيكاسو ليرسم الدمار من جديد:رؤوس أطفال مقطوعة، أيادي نساء مخضبة بالحنة والدماء، أشلاء بشرية ، حمرة دماء ، بياض أدمغة على الأرض...ركام حديد وإسمنت،هياكل سيارات محروقة،أنين أصوات بشرية تحت الأنقاض، دخان في كل مكان، أزيز طائرات تحجب الشمس،وحيرة الجراحين إزاء جروح طفيفة على جلد الضحايا تولد نزيفا داخليا يؤدي إلى الموت...صوت مايكل هارت يغني "لن نستسلم"، على أمواج إذاعة غزة ثوان قبل قصفها:"لن نستسلمفي غزة هده الليلة..."صوت مايكل هارت يغني "لن نستسلم"، على أمواج إذاعة خارج غزة لحظات قبل تعقبها وقصفها:"لن نستسلمهذه الليلة دون قتاليمكنكم حرق مساجدنا ومنازلنا ومدارسنالكن روحنا لا يمكنكم الوصول إليها..."صوت مايكل هارت يغني "لن نستسلم" في أمان على أمواج إذاعة كونية تبث إرسالها من كوكب بلوتو، آخر كواكب المجموعة الشمسية :"لن نستسلمهذه الليلة دون قتاليمكنكم حرق مساجدنا ومنازلنا ومدارسنالكن روحنا لا يمكنكم الوصول إليهالن نستسلمفي غزة هده الليلةالنساء والأطفال سواءيُذْبَحُونَ وَيُذَبَّحُونَ ليلة بعد ليلةفيما أدعياء الزعامات يتجادلون في البعيدعن المخطئ والمُصيب..."قصة قصيرة بقلم محمد سعيد الريحانيبتاريخ: 25 يناير 2009


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.