عدها للنشر الزميل فكري ولدعلي مسؤول على الموقع بالحسيمةأصدقائي و مواطنيٌ الريفيين الأعزاء و باقي العائلات المغربية ، مع كل الحب و الاحترام اللٌذان أكنٌهما لكم أحيطكم علما أنه بكل عزم و عمل دءوب ، يوما بعد يوم ، كُنت و لا زلت أجمع كل نوع من الأخبار و الأشياء و الصور و التذكارات و أدوات الزينة و أواني الخزف و الجلابيب و البدلات و النعال و الأحزمة و القبعات و سلاسل العنق و الجواهر و العطور و الأصداف إضافة إلى رمال شاطئ "كيمادو " و القواقع الحلزونية و بعض المحفظات الجلدية و محراث تقلدي و سلٌة و مرايا و أباريق و أكواب الشاي و إبريق للقهوة و غليون و أوعية السكر و الوسائد و الأطباق المختلفة ، بالإضافة إلى الصور الخلاٌبة لمدينة الحسيمة . منذ 1923 إلى الآن 2010 ، و التي تُبرز توسعة الميناء و اختفاء الحجرة الأولى لمدخله . إن صديقي العزيز صديق عبد الكريم أضاف إلى المتحف عدة تُحف من أدوات الزينة خزفية و جلدية و قُبعات و حافظات من القش ، أتحف بها هذا المتحف الصغير في حجمه و الكبير في قيمته ، و الذي خصصتُه لمدينتنا التي لي معها ذكريات بعيدة ، تُعد جزءا من حياتي الماضية . إنني فخور جدا بمولدي في مدينة الحسيمة حيث أبصرت النور أول مرة والتي ستبقى في قلبي أبد الدهر . أخط ٌ هذه الكلمات لهذه الجريدة المغربية التي أظن أن لها اهتماما بهذا المتحف الصغير . لدينا هناك صديق كبير و هو السيد صديق عبد الكريم ، أستاذ الإنجليزية ، و الذي زار المتحف عدة مرات . فمن خلال هذا المنبر ، أريد أن أ ُعبٌر له عن تشكٌراتي العميقة ، سواء لزياراته أو للهدايا التي قد ٌمها للمتحف ، دون أن ننسى الأشياء التي قد ٌمها صديقه شعيب كبايو و التي ساهمت في إغناء المتحف . و أظن أن ٌ رؤية جزء من أرضه في وسط مدريد قد أثٌر كثيرا في إحساسه . فهو الذي يستطيع أن يُحدثكم عن المتحف ، و يحكي عن كل ما رأى , أما أنا فخلال صباي كنت ُ أسمع دائما والدي قائلا بأنه من الأوائل الذين وصلوا إلى شاطئ " صاباديا " . و والدي كان أول من افتتح حانة في شاطئ " كيمادو " , لمٌا أتى من قرية في إقليم "مالقة" تُدعى " بينألمادينا " . تزوج مع والدتي في سنٌها الثامن عشر و اصطحبها إلى "فييا سانخورخو " ، اسم " الحسيمة " القديم لقد كان عنده خمسة أولاد ، و اشتغل في مخبزة " لاإستريا " بالليل كما بالنهار، لعدة سنوات . و لقد رأيته يبكي لمٌا غادرنا الحسيمة على ظهر الباخرة " فيثينتي بوتشول " ، و سمعته يقول : " أحبٌ هذه المدينة و أتأسف كثيرا على تركها بكل ما يجيش في قلبي من ألم ، و ذلك حسرة على كل الأعوام الطوال التي اشتغلت ُ فيها و كلٌ ما تركت هناك " . لقد فهمتُ بان والدي ترك شيئا ما هناك ، لقد كنت في عمري السادس عشر آنذاك ، و مع مرور الزمن فهمت بأنه ترك وراءه هناك في تلك الأرض أباه و أمه ، أي جدٌي و جدٌتي المدفونان في الحسيمة ، لقد ترك هناك أعظم ما يمكن أن يمتلكه الإنسان ألا و هما الوالدان . كان هذا هو الذي أيقظ في نفسي هذه الفكرة , فكرة جمع كل الوقائع التي لعبتها الحسيمة في حياتي و حياة أسرتي ، و بدأت أبحث عن كلٌ الذكريات التي حملناها و بقيت في صناديق أمتعتنا . فمنذ ثلاثين سنة ، بدأت أعلٌق صورا لعائلتي و أخرى لمدينة الحسيمة : شوارعها , ثم بناياتها ، و بعد ذلك حدائقها ، و ذلك في مكتبي بمتجري الذي يبيع الأنابيب و قطع الغيار المائية لقد شاهدتُ تلك الصور في إحدى الكُتب، فأحدثتُ نُسخا منها و بدأتُ إلصاقها بجُدران المكتب. و تعاقبت الأيام تلو الأُخرى و أنا أجمع مئات الصور الشاهدة لتلك المدينة الكائنة في أعماقي و التي تُصور تاريخها منذ إنشائها سنة 1925 ، كما تُبيٌن سُكانها و أحداثها الاجتماعية و مناظرها الطبيعية . و تُبيٌن أيضا حالتها الماضية كما الحالية التي خلقت بالنٌسبة لي تاريخا جميلا لمدينتنا ، و الذي يمتدٌ كما تعلمون من شتنبر 1925 إلى الآن 2010 ، أي 84 سنة من التاريخ المُشترك ، و من سنة 1956 تاريخ استقلال المغرب ، حيث و صل عدد سُكانها 80 ألف نسمة حاليا . و أُريد منكم مواطنيٌ الأعزاء أن تعلموا بأننا نُمثٌلُ قُدوة للعالم ، حيث أنهُ في هذا المكان من العالم ، تساكنت عدة ُ ديانات وعدة أعراق و عدة ثقافات في وئام تام مع احترام معتقدات بعضها البعض . إنه فخر كبير لمدينتنا أن تُحقٌق هذا الأمر الواقع ، إنه شيء يستحقٌه أهل مدينتنا . إن مُستقبل الحسيمة يتجلٌى في تقدٌمها و ازدهارها ، و ذلك بالطريق السيٌار و بالصناعة و بالتجارة و بالجامعة و بالمنتزه الطبيعي و بالسياحة و بثقافتها و بمتحفها المستقبلي ، و لما لا , بمينائها و بتلك الشواطئ التي تجعلها جوهرة البحر الأبيض المتوسط . و إلى اللقاء مع احتراماتي . مانويل بالومو روميرو مدير متحف الحسيمة في مدريد . ( ترجمة : صديق عبد الكريم )