ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة إلى النهائي بعد تجاوز المنتخب السعودي في نصف النهاية    لقاء الجيش و"الماص" ينتهي بالبياض    تراجع عجز السيولة البنكية إلى 142,1 مليار درهم    تتويج المغربي بنعيسى اليحياوي بجائزة في زيورخ تقديرا لالتزامه بتعزيز الحوار بين الثقافات    بنكيران: "البيجيدي" هو سبب خروج احتجاجات "جيل زد" ودعم الشباب للانتخابات كمستقلين "ريع ورشوة"    الأقاليم الجنوبية، نموذج مُلهم للتنمية المستدامة في إفريقيا (محلل سياسي سنغالي)    نبيل باها: عزيمة اللاعبين كانت مفتاح الفوز الكبير أمام كاليدونيا الجديدة    مجلس الشيوخ الفرنسي يحتفل بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    حماس تدعو الوسطاء لإيجاد حل لمقاتليها العالقين في رفح وتؤكد أنهم "لن يستسلموا لإسرائيل"    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    شباب مرتيل يحتفون بالمسيرة الخضراء في نشاط وطني متميز    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لمسح الأوقاف في 48..مؤسسة الأقصى تتبنى مشروع الخارطة المفصلة للمقدسات الإسلامية
نشر في التجديد يوم 02 - 04 - 2003

لم تقتصر نكبة فلسطين عام 1948 التي نفذها الاحتلال الصهيوني على تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه، وهدم قراه ومدنه التي يزيد عددها على خمسمائة قرية ومدينة، بل امتدت يد العدوان إلى تدنيس وانتهاك وتخريب المقدسات الإسلامية واقتلاع آثارها وكل ما يدل على وجودها.
فقد تم هدم ما يزيد على 1200 مسجدا وجرف مئات المقابر، ووضعت القوانين الظالمة لمصادرة وهدم ما تبقى من آثار دلت وتدل على هوية هذه الأرض المباركة.
ومع مرور خمس وخمسين عاما على إصدار الأمم المتحدة قرارها الظالم بإسدال الستار على قضية شعب هجر من أرضه، وإعلان قيام دولة على أنقاضه تسمى "إسرائيل"، مازال الشعب الفلسطيني ينزف دما ويقف على أطلال أرضه، وبقي الفلسطينيون في الأرض الفلسطينية في الداخل (أو ما اصطلح على تسميته عرب ومسلمي 48) يدافعون عن حقوقهم وأملاكهم ومقدساتهم سيما مع حلول ذكرى يوم الأرض الخالد.
حماية الجذور
وللتغلب على الاحتلال نشط الفلسطينيون في تأسيس الجمعيات والمؤسسات الأهلية التي تعنى بالحفاظ على المقدسات والأوقاف الإسلامية والجذور الإسلامية، ومن هذا المنطلق تأسست الحركة الإسلامية ومؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية التي يرأسها الشيخ رائد صلاح لتعمل بكل الوسائل المتاحة لها بهدف الحفاظ على الجذور التاريخية للفلسطينيين وتعميق روح الانتماء إلى هذه الأرض بهويتها وتاريخها وحضارتها الإسلامية.
وتؤكد الحركة الإسلامية أنها تدرك ضخامة المشروع الصهيوني المقابل لمشروعها، والذي يسعى إلى إخفاء معالم الحضارة والتاريخ والهوية الإسلامية بتدبير منهجي ومتدرج ليشمل المقدسات من مساجد وكنائس ومقابر ومعالم القرى المهجرة والعقارات الوقفية من أرض ومبان وغيرها، إلا أنها تؤكد أن مشروعها سيستمر بكل الإمكانيات المتاحة، لضمان الثبات على أرض لها تاريخ وهوية ممتدة في عمق التاريخ الإسلامي والعربي.
وفي هذا الإطار بدأت المؤسسة مشروع الخارطة المفصلة للمقدسات الإسلامية بهدف توثيق كل ما يتعلق بها وحفظها.
تاريخ الأوقاف الفلسطينية
وبالعودة إلى الماضي ويستدل من تقرير أعدته مؤسسة الأقصى وحصلت "التجديد" على نسخة منه أن الوقف الإسلامي في فلسطين شهد اتساعا وتراجعا على اختلاف العصور التاريخية، ففي العهد المملوكي والعثماني اتسعت رقعته في أنحاء فلسطين سواء كان أرض وقفية أو عمارات أو تكايا أو زوايا أو مساجد أو مصليات أو مقابر أو خانات، إلا أن العكس حصل في أواخر العهد العثماني بعد أن تولت جمعية الاتحاد والترقي سدة الحكم في تركيا، حيث بدأ التراجع البطيء في قضية الوقف.
وفي عهد الانتداب البريطاني حيث تم السيطرة على فلسطين، فقد بدأت بريطانيا مؤامرتها على الأوقاف والمقدسات الإسلامية منذ عام 1856م مرورا بوعد بلفور عام 1917م، وانتهاء بإقامة دولة ما تسمى "إسرائيل" عام 1948م رغم المحاولات الجادة للمجلس الإسلامي الأعلى للحفاظ على الأوقاف والمقدسات، بل وتوسيع رقعتها واهتمامه بالأوقاف الإسلامية اهتماما بالغا من توثيق وأرشفة خلال عهد الانتداب البريطاني.
وبعد قيام ما تسمى دولة "إسرائيل" وضعت المؤسسة الإسرائيلية يدها على كافة الأوراق والوثائق البريطانية ذات الصلة بالوقف الإسلامي، وقامت بمصادرة الأراضي الوقفية بحجة ما يسمى "قانون أملاك الغائبين" وصودر ما عليها من مساجد ومقابر فحولت الكثير من المساجد إلى مطاعم وخمارات وحظائر للأبقار أحيانا وكنائس ومعابد لليهود تارة أخرى.
كما جرفت المؤسسة الصهيونية المقابر ونبشت عظام المسلمين وأقامت عليها الشقق السكنية والعمارات الشاهقة.
هدم ممنهج للمقدسات والأوقاف
ويوضح تقرير مؤسسة الأقصى أنه بعد قيام دولة الكيان الصهيوني قامت المؤسسة الإسرائيلية (وهو المصطلح الذي دأبت مؤسسة الأقصى على استخدامه) بعمليات هدم منهجية للأوقاف والمقدسات الإسلامية كمحصلة لهدم القرى والمدن الفلسطينية التي نكبت وهجر أهلها مستعملة عدة أساليب كالهدم المباشر للمساجد والأوقاف والتكايا والزوايا والمقابر، أو تحويل المساجد إلى خمارات ومقاهي ونوادي أو متاحف، أو تحويل بعض المقابر إلى مجمعات للنفايات، أو مصادرة الأراضي الوقفية العامة والخاصة ونقلها إلى دائرة أراضي إسرائيل، وشركات وهمية منبثقة عن هذه الدائرة كشركة هيمونتا، أو بتشكيل شركات حكومية للإشراف على الأوقاف في المدن الساحلية كتلك التي يمكن أن تعتبر معالم سياحية تشكل رافدا ماليا كما هي الحال في عكا حيث شكلت شركة تطوير عكا.
ومن وسائل الهدم أيضا منع المسلمين من ترميم أوقافهم المتصدعة خاصة في المدن الساحلية والمهجرة وجعل عوامل الزمن تأخذ دورها في هذه الوقفيات، أو منع المسلمين من دخول القرى المنكوبة وزرع بعض الأراضي فيها بالغابات لطمس المعالم نهائيا كما حدث في بعض القرى والنجوع في ألوية بيسان وطبريا، كما حولت حكومة الاحتلال بعض الأوقاف الإسلامية إلى أوقاف يهودية خاصة فيما يتعلق بقبور بعض الصالحين والخانات والمصليات والتكايا، وعينت لجان وقف إسلامية لشرعنة مصادرة الأوقاف كما حدث في المدن الساحلية حيفا وعكا.
المشروع الجديد
في ظل المعطيات السابقة رأت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية من خلال أعضائها ورئيسها الشيخ رائد صلاح أنه لا بد من وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية بكافة الطرق والوسائل والإمكانيات المتاحة، ومحاربة الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية بكل الوسائل المشروعة القانونية والشعبية والإعلامية.
ومن هذه الوسائل القيام بترميم بعض المساجد والمصليات وتنظيف المقابر المستمر والزيارات الدورية للمقدسات وإقامة صلاة الجمعة في بعض المساجد المهجرة منذ عام 1948.
وعلى ضوء العمليات التدميرية الممنهجة التي مارستها قوات الاحتلال ضد الأوقاف الإسلامية، وارتفاع منسوب الوعي لدى المسلمين فيما يتعلق بالأوقاف واعتباره الرافد الأساس لتشكيل الوعي وبناء الهوية للمسلمين في الداخل الفلسطيني، تسارعت هذه عملية الحفاظ على الأوقاف خاصة مع استغلال المؤسسة الإسرائيلية لقواتها لقطع الطريق على عملية الترميم التي بدأت متواضعة حيث نُظفت المقابر المهجرة، فَفَعَّلت إسرائيل مؤسساتها القانونية والتنفيذية (الشرطة) ولجان التنظيم المحلية واللوائية لمنع إتمام هذا المشوار.
كما أن حكومة الاحتلال في مخططاتها لعام 2020م تحرص على إخفاء أي معلم إسلامي في فلسطين، متجاهلة الخرائط والمسوحات التي قامت بها في السنوات الأخيرة وبينت معالم وقفية في أراض وبلدان منكوبة.
مشروع الخارطة المفصلة
ويؤكد الشيخ رائد صلاح رئيس مؤسسة الأقصى أنه نتيجة لهذا الوضع ولدت فكرة "مشروع مسح الأوقاف والمقدسات في الداخل الفلسطيني"، أو ما اصطلح على تسميته بعد لإنجاز مراحل من المشروع " مشروع الخارطة المفصلة للمقدسات".
ويقول الشيخ رائد صلاح أن مؤسسة الأقصى انطلقت بمشروعها " الخارطة المفصلة للمقدسات " لتشمل مسح جميع المعالم المقدسة في الداخل الفلسطيني من منطقة قيسارية إلى الخالصة والذي يشمل قضاء حيفا، عكا، بيسان، صفد، الناصرة، طبريا، مسحا هندسيا ومفصلا، والعمل على إعداد خارطة واحدة تضم جميع هذه المقدسات من مقابر ومساجد وكنائس.
أهمية المشروع
ويوضح الشيخ رائد صلاح أن للمشروع أهمية كبرى على حاضر الوقف الإسلامي ومستقبله في الداخل الفلسطيني من حيث التأكيد على وجود وقف إسلامي في فلسطين، وتأكيد الهوية الإسلامية لفلسطين التاريخية، وتعميق التواصل مع القضية الفلسطينية ببعديه الوقفي -الإسلامي والوقفي – الحضاري، ورفع منسوب الانتماء والحس الديني لدى الأقلية العربية المسلمة في الداخل الفلسطيني، ووضع لبنة أساس كمادة حية إحيائية ذات شق حضاري ومعنوي وتحقيق دور الوقف في حياة المسلمين من الداخل.
وأضاف أن هذا المشروع سيوفر مادة علمية قيمة تمثل حقلا للدراسات الوقفية الإسلامية في فلسطين يمكن من خلالها رسم صورة حية وحقيقية لدور الوقف في المدينة الفلسطينية قبل النكبة، إضافة إلى توثيق الخارطة الوقفية واعتمادها كمصدر قانوني مع الوقفيات الإسلامية في الداخل الفلسطيني من منطلق قاعدة "إنقاذ ما يمكن إنقاذه".,
آليات تنفيذ المشروع
ولتنفيذ المشروع وإنجازه يشير الشيخ صلاح إلى وضع آليات وخطط ملائمة لتحقيق الهدف المنشود فشكلت لجنة استشارية مكونة من مهندسين ومحامين وباحثين تاريخيين ورؤساء سلطات محلية وعلماء شريعة ومخططي مدن، كما تم تكليف مدير للمشروع وفريق عمل ليقوم بالبحث التاريخي في المناطق المحددة بالمشروع.
كما تم إعداد مكتب هندسة مساحة يمسح المعطيات التاريخية ويتأكد منها، ومكتب هندسة عمرانية يرسم الوضعية الوقفية (مسجد، مقبرة، أرض ...الخ)، ومصور فوتوغرافي يصور الوضعية الراهنة للوقفية المتحدث عنها، ومصور فيديو يوثق الوضعية الراهنة التي آلت إليها( قد تكون شارع، مدرسة، غابة...الخ).
وإضافة إلى الاستعدادات السابقة سيتم حوسبة المعطيات ورسم الخوارط الوقفية، ورسم الخارطة الوقفية الكلية محوسبة ونشرها في الإنترنت.
خطة العمل
وتشير مؤسسة الأقصى إلى أنه وفي إطار خطة العمل المعدة تم حصر القرى والمدن والنجوع في الألوية الواقعة بين قضاء صفد وحيفا (من المطلة وحتى قيساريا) (حيفا، طبرية، صفد، بيسان، عكا، الناصرة).
كما أنه من المقرر إجراء دراسات تاريخية مقارنة، وبحث ميداني يعتمد على مقابلات للشخصيات الحية المهجرة من بلدانها وجولات ميدانية إلى جانب المسوحات الهندسية والتوثيق التاريخي، وسيتم دراسة ملاءمة المعطيات التاريخية مع الواقع.
وفي إطار الخطة أيضا سيتم المسح الهندسي ويليه العمراني، ثم رسم الخارطة وإدخالها إلى شبكة الإنترنت، وتوثيق المادة وحوسبتها، وأخيرا إصدار الخارطة في إطار المشروع العام لمسح باقي الأوقاف والمقدسات.
وبعد اكتشاف معالم الأوقاف والمقدسات الإسلامية من قبل المندوبين أو الإحصائيين أو حسب الخطة السابقة تقوم الطواقم المختصة من جهتها بالتعرف على معلم الأوقاف والمقدسات الإسلامية ميدانيا، ويتم بعد ذلك مقارنة معالم الأوقاف والمقدسات الإسلامية بالمواد التاريخية الموجودة، ومن ثم يؤكد الاسم الصحيح له.
بعد ذلك تقوم فرق المساحة بتجميع المواد الهندسية المطلوبة لمسحه والعمل على تجهيز خرائط مساحة له بالإضافة إلى الأراضي التي تحده إن كانت موقوفة على اسمه، ويعمل كذلك المهندس المعماري على قياس معلم الأوقاف والمقدسات الإسلامية قياسا دقيقا لكي يستطيع تجهيز خرائط تفصيلية له.
وتشير مؤسسة الأقصى إلى أنه وبعد الانتهاء من الخطط السابقة يتم تجهيز الخرائط بالحاسوب لتسنى إدخالها في موقع الإنترنت، وسهولة تغيير بعض الأمور أو زيادة في الخرائط. كما سيتم تصوير معلم الأوقاف والمقدسات الإسلامية فوتوغرافيا، وتصوير فيديو للتوثيق.
العوائق
وتؤكد مؤسسة الأقصى أن خططها ومشروعها وطواقمها يواجهون عوائق عدة في مسار عملهم منها المضايقات من قبل المستوطنين اليهود الذين تقع بعض مواقع الأوقاف والمقدسات قريبة منهم، وعملهم على منع السماح بدخول الطاقم للقيام بعمله، الأمر الذي أجبر طاقم العاملين بتنفيذ عمله خفية في هذه المواقع.
ومن العوائق أيضا تسييج بعض المواقع من قبل السلطات الإسرائيلية الرسمية، وصعوبة التعرف عن بعض المعالم الوقفية المقدسة بسبب التغيير المعماري لها، كتحويل مسجد إلى بيت سكني أو متحف..الخ، وهدم الكثير من معالم الأوقاف والمقدسات الإسلامية، ووقوع بعض المعالم الإسلامية على سفوح جبلية وتلال يصعب الوصول إليها أو بين البيارات وأنقاض البنايات القديمة وكثرة الأعشاب والأشواك المرتفعة والتي اخفت ظهور هذه المعالم، وبالتالي صعوبة الاستدلال عليها.
ولكن رغم هذه الصعوبات فإن مؤسسة الأقصى تؤكد أن طاقم المشروع وفرق العاملين واصلت العمل وأنجزت الكثير لتحقيق أهداف مشروع "مسح المقدسات".
إنجازات
ورغم العوائق إلا أن مؤسسة الأقصى تؤكد على عدد من الإنجازات واجتياز خطوات كبيرة في مشروع الخارطة المفصلة للمقدسات الإسلامية.
فبعد دراسة معالم الأوقاف والمقدسات الإسلامية من ناحية البحوث التاريخية ما بين الخالصة وقيساريا وجدت (1155) معلما للمقدسات والأوقاف الإسلامية, كما نجحت في التعرف على (313) معلما للمقدسات والأوقاف الإسلامية وتصويرها وإعداد 90 خارطة مفصلة لها، وإعداد تقارير هندسية وتعريف للوضع الحالي لها من حيث مساحة الموقع ووضعه الحالي وما يلزم لصيانته.
كما تم إعداد قوائم بجميع القرى الواقعة بين قيسارية والخالصة مع معالم المقدسات والأوقاف الإسلامية الموجودة بكل قرية على حدة. ونجحت في الحصول على الوثائق اللازمة لِ 754 معلما للمقدسات والأوقاف الإسلامية أما بالنسبة لباقي المعالم فتؤكد أنها ستقوم بالعمل على إيجاد الوثائق اللازمة لهذه المعالم من خلال مؤسسات مختلفة أخرى.
وتشير المؤسسة إلى أنها نجحت في إعداد تعريف تاريخي ل744 معلما للمقدسات والأوقاف الإسلامية وستجتهد لتجد لبقية المعالم مصدرا تاريخيا لاستكمال تعريفها.
وأشارت المؤسسة إلى أنها نجحت في إدخال ما يخص المشروع من المواد إلى موقع الإنترنت (www.Islamic-aqsa.com ) وسنقوم بتزويد هذا الموقع وتغذيته في مواد أخرى حسب التقدم واستمرارية العمل في المشروع من المواد والخرائط والصور والتعاريف الهندسية والتاريخية إلى موقع في الإنترنت.
وأكدت المؤسسة أنها ستواصل بحثها الميداني حتى تتعرف على مصير بقية مواقع المقدسات التي يصل عددها إلى ( 1155) موقعا.
استثمار المشروع
وتؤكد مؤسسة الأقصى إلى نيتها استثمار نتائج المشروع بإعمار وصيانة كل المساجد والمصليات والمقابر التي تم مسحها، وتحويل هذه المادة العلمية إلى موسوعة ثقافية وكذلك تحويلها إلى مجموعة أدلة سياحية مثل دليل عكا السياحي ودليل حيفا السياحي وهكذا، وإقامة متحف وبنك معلومات لكل الأوقاف والمقدسات والسعي إلى استعادة الوثائق الوقفية الموزعة في بعض المؤسسات الأوروبية والإسرائيلية، وكذلك استعادة المخطوطات الإسلامية التي كان يزخر بها مسجد حسن بك بيافا ومسجد الجزار بعكا.
وإضافة إلى ما سبق سيتم نقل المعلومات إلى الحاسوب بشكل صفحات وكل صفحة تشمل كل المعلومات أي من نبذ تاريخية وخرائط وصور فوتوغرافية ويتم تحضير هذه الصفحات لنقلها عبر الانترنيت.
وفي هذا الإطار أكدت المؤسة سعيها لتعاون مع صحف العالم العربي والإسلامي لوضع زاوية تتحدث أسبوعيا تتحدث عن كل قرية مهجرة وتاريخها، وعن المواقع المتواجدة فيها، وعن الترميمات التي تمت لهذه المواقع إن حصلت.
ومن الخطط الاستمثارية أيضا إحياء السياحة الإسلامية وإجراء جولات ميدانية للتعرف على كل موقع في كل منطقة وقضاء، وتشكيل فرق حراسة لمراقبتها ومتابعتها لإعطاء نبذة بسيطة عن التطورات التي تحصل كل شهر. والعمل على تحويل نتائج هذه المسح إلى خارطة مفصلة، قطرية والسعي الضاغط للاعتراف بها من قبل المؤسسة الإسرائيلية لأن من شأن هذا الاعتراف أن يجعلها محمية مباشرة من قبل القانون الذي ينص على حماية الأوقاف والمقدسات ومعاقبة كل من يعتدي عليها، حيث أن القانون لا يحمي هذه الأوقاف والمقدسات التي تم مسحها لان المؤسسة الإسرائيلية منذ عام 1948م وحتى الآن لا تعترف بها كأوقاف ومقدسات بل تعتبرها (ملك غائب مصادر).
فلسطين-خاص


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.