وجهت الكنيسة المشيخية الأمريكية صفعة للاحتلال الإسرائيلي بقرارها سحب استثماراتها في ثلاث شركات أمريكية توفر لجيشه المعدات والخدمات للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربيةالمحتلة. وصوت زعماء الكنيسة المذكورة بأغلبية على سحب استثماراتها المالية التي تقدر ب 21 مليون دولار من شركات كاتربلر وهيوليت باكارد وموتورولا. ذكرت الكنيسة المشيخية في بيان لها قبل التصويت على القرار المذكور، أن شركة كاتربلر تزود جيش الاحتلال الاسرائيلي بجرافات يستخدمها لهدم بيوت الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، و تزود هيوليت باكارد سلطات الاحتلال بمعدات المراقبة الالكترونية ومعدات تساعدها في حصار غزة، فيما تزودها موتورولا بمعدات اتصالات ورقابة تستخدم في المستوطنات. بطبيعة الحال مارس الإعلام الغربي المهيمن التعتيم على القرار المذكور، ولم تعره معظم وسائل الإعلام العربي أهمية، لكن أثره كان قويا على الاحتلال الإسرائيلي ووصفه رئيس وزرائه بنيامين نتياهو قبل ثلاثة أيام في حديثه لبرنامج "واجه الصحافة" بقناة "ان بي سي" الأمريكية بأنه " قرار مخز جدا، فغالبية الأمريكيين تتفهم ان اسرائيل هي منارة للتحضر والاعتدال". والحال أن قرار الكنيسة المشيخية المذكور ياتي ضمن حركة متنامية في الولاياتالمتحدةالأمريكية تدعو لمقاطعة أو سحب الاستثمارات من الشركات التي تتعامل مع الاحتلال الاسرائيلي وتشجع سياسته الاستيطانية، وهي الحركة التي امتدت لأوروبا كذلك. نتنياهو في رده على قرار الكنيسة المذكور، وصف دولة الاحتلال بكونها "منارة للتحضر والاعتدال" وأنها " الديمقراطية الوحيدة" في الشرق الأوسط "التي تعلي حقوق الانسان وتحمي حقوق كل الأقليات بما فيها الأقلية المسيحية"وأنها" ديمقراطية محاصرة". ويعتقد أن الرأي العام الغربي بشكل عام مايزال يصدق هذا الهراء والحال أن الأمر ليس كذلك، وأن الطبقة الوحيدة التي تروج لذلك الهراء في الغرب عموما هي طبقة السياسيين والإعلاميين ورجال المال والأعمال الواقعين تحت تأثير ونفود اللوبيات الصهيونية. أما ماعداهم فأغلبهم يعرف الحقيقة العنصرية والفاشية للاحتلال الاسرائيلي وكيف يسعى لتحويله لدولة دينية، ويعرفون مخططاتها الجهنمية ودسائسها لوئد التجربة الديمقراطية والانقلاب على إرادة الشعوب العربية والإسلامية. وأوضح مثال لذلك ماحصل في مصر باعتراف مسؤولين كبار من الاحتلال الاسرائيلي، فضلا عن وقوفه الدائم ضد المصالحة الفلسطينية وغير ذلك كثير، لأنه يعلم أن وحدة الفلسطنيين ومحاربة الفساد والاستبداد في العالم العربي يقضي على مشاريعه الهيمنية الاستعمارية. ويكفي هنا استحضار مثال الفساد في ملف الطاقة بمصر وكيف استفاد الاحتلال من ذلك الفساد ومن عشرات الصفقات لتوريد الغاز بأرخص الأثمان. مايحز في النفس، هو كيف تتنامي بالغرب حركة الضغط على الاحتلال الاسرائيلي لدفعه لاتفاق سلام حقيقي و كف عدوانه على حقوق الشعب الفلسطيني، وإيقاف حركة بناء المستوطنات، مقابل حالة تراخ واضحة في العالم العربي في محاربة التطبيع مع ذلك الاحتلال ؟