قال سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن النظام الانتخابي المعمول به في الانتخابات لا يمكّن من احترام إرادة الناخبين، مطالبا بضرورة تطويره في اتجاه تكريس تطلعات المواطنين، قائلا ليس من المعقول أن يحصل مرشح ما في دائرة انتخابية على 150 صوتا ويصبح رئيسا للجهة، لأن ذلك لا يعطي مصداقية للسياسة. وطالب العثماني، خلال مشاركته في برنامج "مباشرة معكم" على القناة الثانية الأربعاء 16 شتنبر 2015، بإنهاء ظاهرة الترحال السياسي قائلا يجب أن يتوقف الترحال السياسي لأنه هو الذي أفسد العمل السياسي، وسنناقش كل خروج عن منطق التحالفات داخل هيئة الأغلبية، ونحن في العدالة والتنمية سنتخذ القرارات الضرورية ضد الأعضاء الذين لم ينضبطوا لقرارات هيئاتهم. وشدد رئيس برلمان حزب "المصباح" على أن الحزب سيعاقب كل مستشار ينتمي للحزب خرج عن قرارات الحزب القاضية بدعم مرشحي الأغلبية الحكومية في انتخاب مجالس الجماعات والجهات، موضحا أن كل المنتخبين من حزب العدالة والتنمية احترموا تحالفات الحزب إلا بعض الحالات المعدودة على رؤوس الأصابع، ممثلا لذلك بتجميد عضوية مستشار صوت لفائدة مرشح من المعارضة لرئاسة مجلس الهرهورة وآخر بمدينة الداخلة. وأوضح العثماني، أن انتخابات 4 شتنبر خطوة كبيرة بعد دستور 2011 تبين أن المغرب نموذج خاص يمكنه مواجهة التحديات بشجاعة وبتوافق وتفاهم بين جميع المغاربة. من جانبه، اعتبر محمد الغالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن انتخابات 4 شتنبر الجماعية والجهوية كانت بمثابة تمرين ديمقراطي أول في ظل دستور 2011، برزت معها نقاط إيجابية وسلبية من تلك الايجابية احتجاجات من المواطنين ورفض بعض التحالفات، ومن تلك السلبية عدم قدرة بعض الأحزاب على التحكم في أعضائها خلال التصويت على مستوى الرئاسيات. وانتقد الغالي طريقة منح التزكيات من بعض الأحزاب السياسة لأشخاص لا تربطهم أي علاقة بالسياسة ولا بالانتماء لتلك الأحزاب، موضحا أن نظام القيم الذي يجب أن يسود في تسيير الجهات والجماعات هو ربط المسؤولية بالمحاسبة، قائلا إن الانتخابات أعطتنا الجزء الأول من الديمقراطية وهي الديمقراطية التمثيلية فيما على الأحزاب السياسية الاشتغال على الجزء الثاني من خلال الديمقراطية التشاركية، مضيفا أن الرهان هو إشراك المواطنين وإخراجهم من السلبية لينعموا بحقوق المواطنة الايجابية. يذكر أن البرنامج عرف مشاركة راشد الطالبي العالمي من التجمع الوطني للأحرار، وحكيم بنشماش عن الأصالة والمعاصرة.