مجلس النواب يعلن عن جلسة عمومية لمناقشة حصيلة الحكومة    الحكومة توسع صلاحيات المراكز الجهوية للاستثمار وتحدد معايير جديدة لتنظيم إدارات الدولة    الحكومة ترفض اتهامات المعارضة وتنفي مقايضة رفع الأجور بتمرير ملفات الاتفاق الاجتماعي    الحكومة تصادق على إصلاح مراكز الاستثمار وإحداث اللجان الجهوية الموحدة    النفط يتراجع لليوم الرابع عالمياً    جامعة في نيويورك تهدد بفصل طلاب تظاهروا تأييداً للفلسطينيين    رسميا.. جامعة الكرة تتوصل بقرار "الكاف" النهائي بشأن تأهل نهضة بركان    طاهرة تودع مسلسل "المختفي" بكلمات مؤثرة        حزب الاستقلال يراهن على "الكوطا الشبابية" للخروج من أزمة اللجنة التنفيذية    البرلمان يستعرض تدبير غنى الحضارة المغربية بالمنتدى العالمي لحوار الثقافات    مؤسسة المبادرة الخاصة تحتفي بمهرجانها الثقافي السادس عشر    جهة طنجة-تطوان-الحسيمة.. المخزون المائي بالسدود يناهز مليار و 100 مليون متر مكعب بمعدل ملء يصل إلى 63,84 في المائة    حادثة سير خطيرة بمركز جماعة الرواضي باقليم الحسيمة    عاجل: إحالة مسؤول بالاتحاد الاشتراكي على "جرائم الأموال" بالرباط في فضيحة "الوظيفة مقابل المال" بوزارة العدل    إطلاق طلب عروض لمشروع جديد للمكتب الوطني للمطارات    آبل تعتزم إجراء تكامل بين تطبيقي التقويم و التذكيرات    بورصة الدار البيضاء : تداولات الافتتاح على وقع الانخفاض    رغم الهزيمة.. حكيمي ضمن التشكيلة المثالية لنصف نهائي أبطال أوروبا    إلقاء القبض على إعلامية مشهورة وإيداعها السجن    تسرب الوقود من سفينة بميناء سبتة كاد يتسبب في كارثة بيئية    الطيب حمضي ل"رسالة24″: ليست هناك أي علاقة سببية بين لقاح أسترازينيكا والأعراض الجانبية    اللجنة العلمية لكورونا تخرج عن صمتها بشأن أضرار أسترزينيكا وترمي الكرة بملعب الحكومة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    مسؤولة في يونيسكو تشيد بزليج المغرب    "الراصد الوطني للنشر والقراءة" يعلن عن أسماء الفائزات والفائزين بجائزة "الشاعر محمد الجيدي" الإقليمية في الشعر    الداخلية تكشف موعد إجراء انتخابات جزئية ببنسليمان وسيدي سليمان    بذور مقاومة للجفاف تزرع الأمل في المغرب رغم انتشارها المحدود    الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل    "دراسة": زيادة لياقة القلب تقلل خطر الوفاة بنحو 20 في المائة    توقيف الدعم المالي للأسر يجر لقجع للمساءلة    نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش    الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يصدر قرارا مثيرا للجدل تجاه اللاعبين المسلمين بمنع ارتداء سراويل داخلية تغطي الركبة    عبد الجبّار السحيمي في كل الأيام!    السجن لبارون مخدرات مغربي مقيم بشكل غير قانوني بإسبانيا    قمة "نارية" بين حامل اللقب نهضة بركان ومتزعم البطولة الجيش الملكي في دور السدس عشر    العربية للطيران ترفع عدد رحلاتها بين أكادير والرباط    حصيلة نصف الولاية الحكومية: تناقضات وأسئلة عالقة    حادثة سير تسلب حياة سيدة في مراكش    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الخميس    تراجع التضخم في كوريا إلى أقل من 3 في المائة    رونالدو يقود النصر إلى نهائي كأس السعودية لمواجهة غريمه التقليدي الهلال    نائب رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية: زعماء دول عربية قالوا لي اهلكو "حماس" دمروهم لأننا سندفع الثمن    دورة مدريد لكرة المضرب: الروسي روبليف ي قصي ألكاراس حامل اللقب    هل ستعود أسعار الخضر للإشتعال؟    غضب رسمي أردني من "اعتداء" إسرائيليين على قافلتي مساعدات إلى غزة    دراسة: مجموع السجائر المستهلكة "يلتزم بالثبات" في إنجلترا    باحث إسرائيلي في الهولوكوست: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة.. وهناك أدلة كافية قبل أن صدور إدانة المحكمة الدولية    الصين تعتزم إطلاق المسبار القمري "تشانغ آه-6" في 3 ماي    اتحاد جدة صيفطو كريم بنزيما لريال مدريد وها علاش    اختفاء رئيس جماعة ينتمي لحزب "الأحرار" بآسفي بعد وضع مذكرة بحث وطنية ضده بسبب "شيكات بدون رصيد"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    البيرو..إطلاق منصة لتعلم أي لغة إشارة في العالم باستخدام الذكاء الاصطناعي    مدينة طنجة عاصمة عالمية لموسيقى الجاز    الأمثال العامية بتطوان... (586)    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    الأمثال العامية بتطوان... (584)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجم الجزيرة الأول ومقدم برنامج الاتجاه المعاكس يفصح عن اتجاهاته الفكرية في حوار صريح للتجديد
نشر في التجديد يوم 22 - 03 - 2002

عندما التقينا به في منزله بالدوحة اعترف لقرائنا بأنه قومي الاتجاه وإن كان لا ينتمي إلى أي حزب من الأحزاب القومية الموجدة حاليا بالساحة. وحمل ضيفنا بشدة على الليبراليين والأصوليين قائلا بأن التيار الليبرالي مرتبط بالاستعمار وقضيته ضعيفة مهما تجمل بمسوحات الديمقراطية وحقوق الإنسان . أما التيار الأصولي فهو في نظر فيصل القاسم نتاج الآخرين ومصطنع وليس ابن بيئته وقال إن جهات خارجية كانت وراء ظهور بعض التيارات الأصولية وأن الإسلاميين شجعوا في أكثر من بلد لمقارعة تيار آخر قبل أن يبدأوا في مقارعة سلطات تلك البلدان. ودافع ضيفنا عن ثقافة الصراخ وحوارات الطرشان، ولم يخلو الحوار معه من فائدة لأن الرجل ، اختلفنا معه أو اتفقنا ، ذو ثقافة واسعة وجريء جدا في طروحاته وقد دار الحوار معه كما يلي:
رسالة الاتجاه المعاكس
كيف جاءت فكرة برنامج الاتجاه المعاكس ؟ وماهي الرسالة التي يروم توصيلها؟
كنت أعمل في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وكان هناك برنامج كنت أتناوب على تقديمه مع زميلة معروفة هي مديحة رشيد المدفعي ، هو برنامج الرأي الآخر ومدته ربع ساعة ويقوم على فكرة معينة برأيين مختلفين ولكنه لم يكن برنامجا حيا يبث بشكل مباشر بل كنا نسجل البرنامج مسبقا قبل بثه. و فكرة الاتجاه المعاكس فكرة جديدة على الإعلام العربي حيث أنه لأول مرة نقوم بمناقشة موضوعات جدلية ساخنة و حساسة إلى أبعد الحدود بآراء مختلفة على الهواء مباشرة. فعندما أتيت إلى الجزيرة طلب مني أن أهيىء برنامجا ففكرت ببرنامج معين فكان أن ظهر هذا البرنامج واخترت له اسم الاتجاه المعاكس وكانت أول حلقة محكا حقيقيا حيث تعمدنا أن تكون عن مجلس التعاون الخليجي يومها قلت أريد أن أقدم حلقة ساخنة فاخترت هذا الموضوع وأتينا بالأمين العام السابق للمجلس عبد الله بشارة من الكويت وأتيت في مقابله بعبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي وأردت أن أضرب هذا المجلس من جميع الجهات وبالفعل كانت حلقة جريئة إلى أبعد الحدود تناولنا فيها كل المحرمات السياسية وعندما خرجنا من البرنامج كنت أتوقع أن يقولوا لي حزم أمتعتك واخرج من
البلد ولكن هذا لم يحدث وبدأنا من هناك وفي كل حلقة تزداد جرأتنا في بعض الأحيان لم أكن أستطيع مناقشة بعض الأفكار التي كانت تراودني بيني وبين نفسي من الخوف من أن تكون إحدى المخابرات العربية تتجسس على مخي ودماغي ولكن أسبوعا بعد أسبوع بدأت تزداد الجرعة أو الجرأة إذا صح التعبير وفي الأخير كل الأفكار التي كانت محضورة في مخيلتي ظهرت على البرنامج.
أما عن رسالة الاتجاه المعاكس فأوقول بأننا في أمس الحاجة للحوار أو شيء اسمه الحوار في العالم العربي لماذا؟ لأن ثقافتنا السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية والثقافية كلها تقوم على شعار احفظ واخرس ، في المنزل الفتى لايستطيع أن يناقش أي شيء مع والده في المدرسة وفي المصنع وفي السياسة لا تستطيع أن تأتي بأي رأي معارض فكل ثقافتنا تقوم على التلقين والتحفيظ ، ممنوع الحوار في كل شيء حتى في أسعار البطاطة والفجل والخص فأنت تؤثر على الأمن القومي ، فرسالة البرنامج أن نفتح أبواب الحوار وثقافتنا السياسية والاجتماعية والدينية يجب أن تتحرر ، فهل تستطيع أن تنافش الخطيب يوم الجمعة ؟ فقد يكون أحد خطباء ثقافته لا تتعدى ثقافة حمار، ولكن عليك أنت أن تستجيب إلى كل شيء وعليك أن تتقبل كل ما يأتي به وإن كانت أفكاره تنتمي إلى القرون الوسطى . سياسيا حدث ولا حرج ، فنحن بحاجة للتحرر من ثقافة التلقين فالأمم كلها تحررت وتطورت بالنقاش والجدل ، فالرسالة أن نرسي دعائم لنوع من الديمقراطية خاصة أنها غريبة عن كل مجالاتنا الحياتية وأعتقد أننا حققنا شيئا على أرض الواقع فلو دخلت أحد الصالونات الشعبية ترى الناس يناقشون
موضوعات كانت ضمن المحرم مثلا الناس يناقشون ما حصل في الاتجاه المعاكس وهذا كان غير مسموح به في السابق.
ولكن لماذا جئتم بشكل جماعي إلى قناة الجزيرة من البي بي سي؟
لم نأت بشكل جماعي من البي بي سي بل البعض يعتقد أن هذه القناة انتقلت إلى قطر هذا ليس صحيحا كل ما في الأمر عندما كانت الجزيرة تحضرللانطلاق كان تلفزيون البي بي سي العربي على وشك الإقفال لأسباب بينها وبين الممول عندما أقفلت هذه القناة البريطانية وجد موظفوها أنفسهم على قارعة الطريق ما الذي تتوقع من قناة ناشئة مثل الجزيرة أن تستغل هذه الخبرات فكان أن اتصلت بهم واتقفت معهم للعمل معها هذا كل ما في الأمر .
واقع الحوار العربي
كيف تنظر إلى واقع الحوار في العالم العربي من خلال تجربة الاتجاه المعاكس ؟
كما قلت ثقافتنا العربية تقوم على مبدأ احفظ واخرس إذن نحن ليس لدينا حوار ، البعض يأخذ على الحوار الذي يحدث بالاتجاه العاكس بأنه نوع من صراع الديكة والغوغائية والإثارة وبأن العرب لايفهمون أسس الحوار وإلى غير ما هنالك من هذا الكلام ، ولكن أنا أرد على هذا القول نحن أمة مكبوتة ممنوعة من الكلام وأسوق مثالا على ذلك الرسم الذي رسمه الفنان الكريكاتوري علي فرزان حيث رسم قفصا عن يمين وشمال المذيع وفي داخل القفصين هناك شخصان وكل مافعله المذيع أنه فتح لهما الأبواب وهذان الشخصان يمثلان العالم العربي وهذا الأخير عندما تفتح له الأبواب سينفجر إذن هناك نوع من الكبت وبدأ يخرج وهناك كثير من القضايا الساخنة المدفونة منذ عشرات السنين تحت الرماد ولا يمكن مناقشتها إلا بنوع من الالتهاب مثلا الصحراء" الغربية" عندما تأتي بشخص ممثل للمغرب ولآخر للبوليساريو هذان الطرفان يتحاوران منذ أكثر من 25 عاما بالحديد والنار فجأة يلتقيان بالاتجاه المعاكس وجها لوجه هل تعتقد أن الحوار بينهما سيكون بتبادل الورود وبالهدوء أم أنهما سينقضان على بعضهما البعض؟ . من جهة أخرى يأخذون علينا نحن العرب أننا لا نفهم فن الحوار وهذا غير صحيح
فكل المجتمعات فيها نوع من هذا الحوار مثال على ذلك انظر إلى الجلسات التي تدار داخل البرلمانات الغربية في أم البرلمانات بريطانيا يتعاركون ويتصايحون ويتقاتلون بطريقة أعنف بكثير مما يدور بالاتجاه المعاكس بل كانوا يتعاركون بالكراسي بالبرلمان الإيطالي إلى وقت قريب إلى أن جاء قرار من رئيس البرلمان بتثيت كراسي البرلمان بالإسمنت المسلح كي لا يستخدمها أعضاؤه في التحاور فيما بينهم .
سمعنا أنكم تعدون كتابا عن الحوار، هل من لمحة عنه؟
حاليا أعد كتابا عن ثقافة الحوار والبرامج الحوارية بشكل خاص . والكتاب سيعالج هذه القضية من وجهات نظر سياسية واجتماعية وثقافية وسأدافع عن ثقافة الصراخ في البرامج الحوارية وسأتحدث عن أن أي حوار هو عبارة عن حوار طرشان لأن هدف الحوار هو تماما كهدف المبارة الرياضية هناك طرفان يتحاوران وكل منهما يحاول أن ينتزع أكبر عدد من النقاط أو أن يتفوق على الآخر.
هل سينشر هذا الكتاب ضمن سلسلة كتب الجزيرة ؟
لا كتابي سينشر بشكل مستقل.
متى سيصدر ؟
خلال الأشهر القادمة إن شاء الله .
الحوار كما نعلم لابد أن يقود إلى نتائج ملموسة ومساحة مشتركة كما فعل الأوربيون باتحادهم فهل من خلال طرحكم ووجهة نظركم هل سيكون الحوار العربي العربي بدون نتائج؟
لا لن يكون بدون نتائج ولا تستطيع أن تحكم على كل هذه التجربة في خمس سنوات نحن في بداية الطريق دعنا أولا نتحاور على مستوى الأسرة والمدرسة لأن الديمقراطية ليست شيئا نفرضه بين عشية وضحاها ، الديمقراطية نبتة وبذرة تزرع وتسقيها وما إلى هنالك من هذا الكلام إذا لم نستطع أن نحقق الديمقراطية على مستوى المنزل والعلاقات الاجتماعية فكيف لنا أن نحققها على مستوى البرلمان والسياسة وهكذا ، يجب أن نبدأ . إننا بدأنا نرسي قواعد للحوارفمجرد أننا بدانا نتحاور فهذا شيء إيجابي حتى ولو تحاورنا بالصحون خاصة في مثل مجتمعاتنا التي تعيش في مرحلة المجتمعات الأبوية والقبلية ، نحن في حاجة إلى تربية أنفسنا أولا. أما قولك أن حوارالأوربيين تمخض عن وحدة هذا صحيح ولكن قبل توحدهم ارتقوا بمجتمعاتهم وجعلوها قادرة على التحاور وحققوا الديمقراطية الداخلية قبل أن يتحدوا ، وأنا أعتقد أن أحد أهم أسباب فشل مشاريع الوحدة العربية هو وجود أنظمة ديكتاتورية مستبدة لوكانت لدينا أنظمة ديمقراطية لتحققت الوحدة منذ زمن بعيد كل حاكم عربي يتعامل مع بلده كأنها مزرعته الخاصة يذبح وينكل بشعوبها يرفع من يشاء وغيرها من الأمور لأنه عندما يحقق
الديمقراطية تنتفي فكرة المزرعاتية في السياسة.
وإذا عندنا إلى مسألة الحوار هل تستطيع أن تنكر أن السياسة صراع ؟ في الانتخابات الأمريكية تجد أن المتنافسين يتبادلون شتى أنواع الشتائم والاتهامات من أجل الفوز بالرئاسة وهو شيء أصبح موجودا ومباركا إن صح التعبير وعلى مدى التاريخ الناس تتصارع كي يفوز واحد بشيء ، وفي السياسة يتنافس حزبان في الانتخابات فيفوز أحدهما والآخر يخسر وإذا كانت السياسة كهذا فلماذا لايكون على مستوى الحوار خاسر ورابح ؟! والديمقراطية في الغرب تقوم على مبدأ الرابح يأخذ كل شيء .
ولكن ، بالنسبة لمسألة للديمقراطية التي أترتموها، هناك تغيرات في المجتمعات العربية نحو الديمقراطية هناك برلمانات وأحزاب سياسية وغيرهما ؟
كل البلدان العربية لديها برلمانات لكنها للضحك على الذقون للأسف الشديد ، إننا أخذنا من الديمقراطية شكلها الخارجي ولم نطبق أي شيء منها ومعظم البرلمانت العربية عبارة عن شهود زور ومشكلتنا في الوطن العربي هي الزعيم الديكتاتور وطالما الدولة أنا وأنا الدولة وهو الشعار الذي تستخدمه كل الأنظمة العربية فليس لدينا ديمقراطية.
هل حصل وأن ندمت على تقديم قضية معينة في برنامجك أو لم تعرضها ؟
لا أعتقد أنني نادم على أي قضية طرحتها على العكس تماما ، لم يعد الأمر بهذه السهولة أن أحجب قضية ما لا تستطيع أن تفعل ذلك في الإعلام الحر قد أكون أنا مثلا ممتنعا عن إثارة قضية معينة وتقدم حلقة ويأتي ضيف فيدخل فيها مباشرة فتخرج من يدك أصلا .
دكتور فيصل أشرت إلى أن برنامجك تناول قضايا كثيرة دينية وسياسية واجتماعية ولكن دعنا نضع خطا تحت كلمة دينية لأن الملاحظ أنك لم يتناول القضايا الحساسة دينيا بما فيه الكفاية فما هو ردك؟
بالعكس هناك حلقات كثيرة تناولت القضايا الدينية وأعتقد أنها كانت من أنجحها وأهمها ففي الحلقات الأولى من البرنامج كانت هناك حلقة مدوية عن العلمانية والإسلام بين الشيخ القرضاوي وبين واحد من أكبر العلمانيين العرب صادق جلال العظم وتكررت الحلقات التي تتناول الجانب الديني خاصة الحلقة التي ضمت كلا من الدكتور محمد عمارة ونصر أبو زيد وكانت هناك حلقات استضافت الفزازي من المغرب في أكثر من حلقة وهو الآن قابع في منزله جرد من وظيفته ومنع من أي تحرك بسبب مشاركته بالبرنامج فقد تناولنا الموضوعات الدينية الخلافية .
الآن وبعد مرور أكثر من خمس سنوات على حياة البرناج ألاتفكرون في تغير طبيعته أو تطويره تحاشيا لاستمرار الرتابة ؟
وجهة نظري تقول الآتي ليس المهم دائما الإطار قد يكون لديك إطار لصورة معينة فهذا الإطار يكتسب أهميته وجماليته وقيمته من خلال الصورة الموضوعة داخله ، المهم في الاتجاه المعاكس ليس الإطار هل لايزال لدينا الكثير من القضايا الخلافية لم نتناولها أم لا ؟ لايزال لدينا آلاف القضايا الخلافية التي يمكن أن تملىء بها إطارا مثل الاتجاه المعاكس ، طبعا نفكر في التغيير بشكل بسيط ولكن نحن العرب أمة ملولة فنحن نعتقد أن برنامجا مر عليه خمس سنوات يجب أن نغيره ونأتي بغيره هناك برامج في القنوات الغربية لم تتغير منذ عشرات السنين من مثل برنامج " 60 دقيقة " في محطة CBS الأمريكية عمره ثلاثة وثلاثون عاما وهناك مسلسلات تلفزيونية في القنوات البريطانية عمرها أكثر من أربعين عاما وهنا أسأل هل الموضوعات التي يمكنها أن يناقشها الاتجاه المعاكس خفت أوانتهت ؟ بالعكس لديك دائما موضوعات جديدة لأسباب كثيرة فنحن جدد على ساحة النقاش والحوار والإعلام الحر.
ولكن هناك تكرار لكثير من الموضوعات بالإضافة إلى تكرار الضيوف وإهمال لبعض الدول ؟
ليس تماما طبعا بالنسبة للضيوف لا نعتقد أننا نكرر كثيرا كما في بعض البرامج الأخرى التي لا تستطيع العيش إلا على ضيف واحد يكررونه ويظهر في بعض البرامج أكثر من ظهوري أنا على قناة الجزيرة نحن لا نكرر إلا ما ندر.
كما أن البرنامج لا يهمل أي بلد فقد ناقشت قضايا كل الدول العربية دون استثناء
اليمن والمغرب مثلا لم يتم يتناول برنامجك قضاياهما إلا في بضع حلقات؟
نعم اعترف لك بأن هناك دولا لم تأخذ نصيبها ولكن هذا ليس من باب الإهمال بل يعتمد على الأحداث التي تفرض نفسها على الساحة العربية وقد تناولنا قضاياتتعلق باليمن والمغرب وغيرهما في أكثر من حلقة وربما سنتناول قضية الصحراء في قريب واالتقارب الأمريكي اليمني
الإعلام المؤدلج
يقال بأن الاتجاه المعاكس أضحى برنامجا بلا مضمون رغم إثارته لقضايا لكن من أجل الجدال والصراع وما إلى ذلك من هذا الكلام ؟
أنا أختلف مع هذا الرأي تماما ماذاتريد من برنامج سياسي ؟ هل تريد وصفة سياسية ؟ البرنامج ليست هذه مهمته نحن كإعلاميين ليست مهمتنا أن نكون مبشريين سياسين مهمتنا أن نطرح قضايا ونزيل الغبار عنها ونفضحها ونكشفها وهذه خدمة إعلامية جليلة وفعلا يستضيف البرنامج ضيفين يتناقشان ويتشاجران ويترك للمشاهد الرأي، وهنا نعود إلى الإعلام المؤدلج التوجيهي أو الإرشادي الذي ابتليت به الساحة الإعلامية العربية منذ أكثر من خمسين عاما هل تستطيع أن تنكر أن الحلقات التي تقدم تستفيد مهنا وتطلع على أمور جديدة وعلى وجهات نظر و آفاق وآراء جديدة طبعا كل ذلك من محصول البرنامج .
في نفس هذا الإطار يثير الاتجاه المعاكس قضايا جزئية لا تخدم لا المشاهد ولا مصالح البلد الواحد ولا التقارب العربي العربي بل تساهم في التشتت و التشرذم كما يقال؟
مثل ماذا؟
تناول قضايا الأقليات مثلا؟
لماذا تعتبر أن تناول مثل هذه القضايا لا يخدم المشاهد، ألا تعلم أن الصراعات العربية العربية أو ما يسمونها بالموضوعات الجزئية أوالتافهة أو الهامشية بالورقة والقلم قتلت من العرب أكثر مما قتل في الصراع الرئيسي ألا وهو الصراع العربي الإسرائيلي ، هذه القضايا التي يسمونها صغيرة هي السبب الرئيس في تخلف العرب ، نحن العرب مشكلتنا وتحت شعارات كبيرة جدا " الوحدة العربية" والأمن القومي العربي " والقومية العربية " نتستر على كثير من الأمراض السياسية السلطانية العربية بحجة أنها لا تخدم القضايا العربية علينا أن نناقش كل شىء كما فعل الغرب الذي ناقش كل الأمور الصغيرة والكبيرة ولم تؤثر لا على وحدته الوطنية أو القومية أو تطوره بالعكس بالشفافية والحرية تطور ونحن لازلنا متقوقعين بحجة عدم حرج هذه الوحدة أو تلك.
اختيار الضيوف
يلاحظ كذلك أنكم في اختياركم طرفي الحوار أنه يكون أحدهما أضعف من نده ويقال بأنكم إذا أردتم مناصرة رأي أو فكرة تختارون لها خضما ضعيفا؟
دعني أقول لك شيئا إنني أشعر بكثير من الحزن والإحباط عندما يكون لدي ضيف أقوى من الآخر فعندما يقع مثل هذا فإنني عادة ما أتدخل لخلق نوع من التوازن في الحلقة ولا أقصد بأي حال من الأحوال أن يكون واحد أضعف من الثاني بل أكون في غاية النشوة والانبساط عندما يكون الضيفان قويان إذ بهما تكون الحلقة قوية وأكون سعيدا جدا ولا أقصد أن أمرر وجهة نظري بل هذه ستمر شئت أم أبيت هذا من جهة. أما لماذا يتغلب ضيف على آخر في بعض الأحيان؟ في الاتجاه المعاكس هناك صراع فكري مثلا إذا كان لديك محمد علي كلاي وبطل آخر ضده في النهاية سيتغلب أحدهما على الآخر إما بالضربة القاضية أو بعدد النقاط حتى في الحياة هناك غالب ومغلوب فكيف بالاتجاه المعاكس. وفي بعض الأحيان هناك قضايا رابحة لأسباب كثيرة فقد تأتي بضيف قوي جدا جدا لكن القضية التي يدافع عنها قضية خاصة مثلا موضوع التطبيع مع إسرائيل موضوع من الصعب أن تدافع عنه لأنه مهما تكون فكل المشاهدين لن يتفاعلوا معك لأنها قضية وطنية . لكن أعترف في حلقات كثيرة لم نوقف لأسباب كثيرة منها الاعتقاد بأن الضيف الفلاني قوي وعندما ظهر على الشاشة كان العكس لأسباب كثيرة إما لأنه ارتبك أمام
الشاشة أو أن الضيف الآخر لم يعطه المجال للحديث وغيرها ففي بعض الحلقات كنا نعتقد بأن هذا الضيف سيستحود على مجريات الحلقة لكن بعد 10 دقائق ينتهي.
وكيف تختاورن الضيوف ؟ أو ماهي المقاييس المعتمدة في اختيار الضيوف ؟
عندما نحدد موضوعا معينا نبدأ البحث عن من يستطيع التحدث عنه مثلا إذا كانت هناك قضية يمنية نبدأ بالاتصال بمعارفنا هناك من صحفيين وسياسيين وأصدقاء ما إلى هنالك من هذا الكلام ولدينا حاليا خبرة معينة بالشخصيات الموجودة بالساحة العربية أيضا ونقوم بالاستشارة واختيار نماذج نناقش معها موضوع الحلقة وهكذا . فعملية الاختيار عملية معقدة جدا وهذان الضيفان اللذان يظهران في البرنامج لانختارهما إلا بعد جهد جهيد .
هل حصل أن اعتذر ضيف عن عدم الحضور في اللحظة الأخيرة ؟
في بعض الأحيان هناك دول منعت الضيف من الحضور أو يأتي إلى هنا ويتلقى مكالمة من بلده تقول له عد إلى بلدك ولا تشارك .
هل يكون لديكم بديل؟
في آخر لحظة لا يكون هناك بديل . أما إذا ما وقع مثل ذلك قبل يوم من انعقاد الحلقة قد نفعل شيئا وقد حدث أن اتصل بي ضيف قبل ساعتين من بث الحلقة من الفندق وأخبرني بعدم مشاركته.
بالنسبة لاختيار الموضوعات هل لديكم جدول أعمال أم حسب الأحداث؟
نحن في معظم الأحيان نساير الأحداث لماذا ؟ هناك الكثير من القضايا السياسية والاقتصادية والفكرية وغيرها التي يمكنك أن تناقشها في أي وقت وهي قليلة مع ما يسمى بأحداث شؤون الساعة فنحن نساير الأحداث المطروحة على الساعة بقوة .
ولكن في بعض الحلقات لا يتم تناول حدث الساعة مثلا قمة عمان العربية في يوم الثلاثاء 27/ 3/ 2001 لم يتناولها الاتجاه المعاكس؟
صحيح يومها كانت الحلقة عن طالبان و ذلك راجع إلى أسباب كثيرة منها قد يكون الموضوع قد نوقش في أكثر من برنامج أو ليس لديك أي شيء عن القمة ، قد أناقشها بعد أسبوع من انعقادها ولكنننا لا نتجاهل الحدث أبدا .
في نفس الاتجاه قد تطرحون قضية معينة للنقاش فيكون هناك رد فعل رسمي من طرف الدولة المتضررة فيقوم البرنامج باستضافة من يصححون خطأ الاتجاه المعاكس ؟
أقول بكل صراحة لم يحدث أبدا أننا قدمنا حلقة عن بلد واضطررنا أن نوازن إذا حدث ذلك فهو يحدث لأسباب مهنية وإعلامية بالدرجة الأولى ليس لإرضاء هذا الطرف على حساب ذاك أو لتصحيح الوضع فهي ليست عملية مفروضة بل هي عملية تقوم على اعتبارات مهنية كما قلت، قد يعتقد بلد ما بأنه ظلم في حلقة ما وأنا ليس لدي أي مانع أن يرسل ذلك البلد بممثل عنه ويدافع عن القضية فنحن لسنا في معرض ازعاج بلد ما إذا كان هو مزعوجا فليتفضل وليشارك في حلقة من الحلقات خاصة وأن كثيرا من الأنظمة تتمنع ولا تشارك وليست هناك عملية تصحيح بالطريقة العربية المعروفة أو تكفييرا عن الذنوب، هي نوع من الموضوعية.
مضايقات بسبب البرنامج
هل تدافعون عن ضيوفكم الذين يتضررون من مشاركتهم في البرنامج ؟
فعلا لا أنكر مجموعة من الضيوف الذين شاركوا بالاتجاه المعاكس بعضهم كما يقول الإخوة المصريون "ذهبوا في 60 ألف داهية" بعض الضيوف سرحوا من عملهم وعقبوا عقابا شديدا وبعضهم سجن وآخر عوقبت عائلته وتعرضت لضغوط ، عندما يكون لدينا إثباتات كاملة لا مانع لدينا أبدا أن نقف إلى جانب الضيوف الذين ضيقوا بسبب البرنامج وفي الأيام القادمة إن شاء الله سيكون هناك اتصالات مع أشخاص يقولون أنهم تعرضوا للمضايقة سنعطيعهم المجال ليتحدثوا عن ما يتعرضوا له.
بالنسبة لكم شخصيا هل تعرضتم لمضايقات ؟
لو كنت أنا الوحيد الذي تضررت لكان الأمر مقبولا حتى إخوتي تعرضوا لمضايقات ولضغوظ ولعلك تذكر أن أخي المطرب مجد القاسم طرد من مصر بسبب الاتجاه المعاكس لمدة ثلاثة أشهر ورحل عنها وعائلتي في أكثر من مكان تم التضييق عليهم بسبب أنهم إخوتي وشخصيا تمارس علي ضغوظ كثيرة فالاحتجاجات الرسمية التي قدمت ضد الاتجاه المعاكس ومقدمه بالمئات وهناك بلدان وضعتني في القائمة السوداء وهناك بلدان لا أستطيع الذهاب إليها.
غيابكم الأخير عن الاتجاه المعاكس هل كان إنذارا من إدارة الجزيرة أم من جهات أخرى؟
لاتستطيع أن تقول أنه بمتابة إنذار ، طبعا تغيبت لمدة ثلاثة أسابيع باتفاق مع قناة الجزيرة ولا أنكر في ذلك الوقت كانت هناك ضغوط علي وعلى القناة حتى سمعت مدير القناة يقول أن أمريكا أوعزت إلى شركاتها إلى عدم الإعلان بالجزيرة ومازالت الضعوط مستمرة.
وماذا عن عدم تناول قضايا مرتبطة بأحداث سوريا مسقط رأسكم ؟
أولا قدمنا العديد من الحلقات التي مست الشأن السوري بينما أنت تقول هذا الكلام هناك إخوة سوريون يقولون لي لماذا تتناول القضايا السورية بكثيرمن الحدة هل لتبرهن للآخرين بأنك لست منحازا لسوريا ذلك أنه حتى في الحلقات التي لا علاقة لها بأحداث بلدي تأتي على الشأن السوري بعنف وقوة بل هناك دعوة قضائية مرفوعة ضد الاتجاه المعاكس في سوريا بسبب أحد الضيوف الذين شاركوا في البرنامج ، بالعكس تماما هناك انطباع لدى بعض الإخوة السوريين بأن البرنامج يستهدفهم بل البرنامج نفسه لاينظر إليه بإعجاب في كثير من البلدان العربية ومنها سوريا.
الجزيرة والخارجية القطرية
وبشأن قطر ؟ لماذا تركز على بلدان دون أخرى ؟
نحن ليس لدينا أي هدف معين أو مصلحة ما هل تستطيع أن تنكر بأن القضايا التي تحدث بمصر أكثرمن القضايا التي تحدث بقطر بخمسين مرة وكذا المغرب والجزائر وغيرهما المشكلة أن أحداث قطر قليلة وعندما يحدث أي جديد نتناوله ، عندما كان هناك المؤتمر الاقتصادي بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا تناولناه وكان هناك ضيف هو عبدالله النفيسي شن هجوما عنيفا على وزير خارجية قطر وكذلك مؤتمر التجارة العالمية حتى قناة الجزيرة تعرضت لهجوم في الاتجاه العاكس
بذكر وزير خارجية قطر هناك من قال بأنه صاحب فكرة قناة الجزيرة وبصفتكم من المؤسسين الأوائل للقناة كيف كان تأسيس القناة؟
هناك الكثير من الإشاعات والأقاويل عن الجزيرة وعن برامجها وأطرها ، عن نفسي مثلا اتهمت ولله الحمد بأنني تعاملت مع معظم وكالات الاستخبارات الدولية باستثناء ساحل العاج وبوركنافاسو. من جهة أخرى اتهمت في يوم بأنني أصولي وفي آخر بأنني علماني وماسوني وصهيوني حتى قناة الجزيرة اليوم تمولها العراق وغدا إسرائيل وبعده أمريكا وهلما جرا ، قناة الجزيرة تمول من الحكومة القطرية لكنها تتمتع بهامش كبير من الاستقلالية والحرية.
الاتجاه الفكري لفيصل الفاسم
الدكتور فيصل مما يحسب لك أن مشاهدي برنامجك يعجزون عن تحديد اتجاهك الفكري عند استضافتك لضيفين متنافضين في أي قضية بعكس مقدمين آخرين يظهر توجههم في أول عشر دقائق فكيف تصنف نفسك للقراء؟
أنا لا أستطيع أن أنكر بأنني عروبي الاتجاه فأنا تهمني القضايا العربية من المحيط إلى الخليج ، يهمني أن أعمل بمبدأ الأقربون أولى بالمعروف إذا كانت هناك قضية عربية وآخرى غير عربية أهتم بالأولى هذا هو تصنيفي لكن لا أستطيع أن أحسب على تيار سياسي معين لماذا؟ صنفت مرة أني قومي عروبي وأنا كذلك لكن ليس على المستوى الحزبي لأن الأحزاب القومية العربية صارت مهزلة حتى أن البعض كفر بهذه الأحزاب التي تسمي نفسها قومية هذا من جهة . من جهة ثانية كلما توسعت في القراءة كان من الصعب أن تتخندق في خانة معينة ونحن في عصر المعلومات من الصعب أن نصمد في مكان معين لفترة طويلة وهناك مثال فرنسي يقول الأغبياء فقط لا يغيرون أراءهم بل من الصعب أن تشكل وجهة نظرك فقد تكون اليوم صحيحة ولكن بعد عشرة أيام قد تصبح خاطئة ، بشكل عام تألمني أي قضية عربية سواء كانت في مصر أو موريتانيا أو أي مكان آخر.
في إطار ما قلتم به من تغيير الأفكار والتصورات لقد فشل التيار القومي العربي وظهر تيار إسلامي ألا يؤدي هذا إلى تغيير في أفكار الدكتور فيصل القاسم ؟
أولا التيار الإسلامي ظهر على أنقاض التيارين القومي واليساري والتيار العروبي نجح في أحد حروبه لكنه فشل في غيرها من الحروب الكثيرة وخاصة في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي والتياراليساري فشل وانهار مع انهيار الاتحاد السوفيياتي فاستفاد التيار الأصولي من الفراغ الأيديولوجي وامتطى العربة وحتى هذا التيار استعار الكثير من مفردات التيار القومي العربي وأنا أعتقد بأن التيار الأصولي نتاج الآخرين ومصطنع فهو ليس ابن بيئته وأعتقد أن هناك جهات خارجية كانت وراء ظهور بعض التيارات الأصولية وفي أكثر من بلد شجع الإسلاميون لمقارعة تيار آخروبعدها انقلب على السلطة.
ولكنه لعب على التوازانات ؟
سمعت هذا الكلام وأعطوا مثال الفرس والروم وما إلى هنالك من هذا الكلام .
كثيرا ما تثيرون قضية الصراع العربي الإسرائيلي في الاتجاه المعاكس ، ما هو الخيار الأقوم لحل هذه القضية من وجهة نظركم ؟
إن المقاومة هي الخيار الأمثل حسب ما نرى ولدينا الكثير من الأمثلة في جنوب لبنان وكل الصراعات العالمية وحركات التحرر حسمت في نهاية المطاف لصالح المقاومة وأعتقد أن ما تفعله المقاومة الفلسطينية الآن واضح للعيان ناس عزل وبدون سلاح يقارعون أعتى قوة عسكرية في الشرق الأوسط وهناك من يقولن لماذا يلجأون إلى العنف ؟ لدينا في التاريخ خيار النبي شمشون الذي لم يجد أي خيار آخر ففجر نفسه ، وخيار المقاومة خيار ناجح على شرط أن تستمر وأن لا تخذلها القيادات كما فعلت أكثر من مرة مشكلة الثورات العربية في قياداتها ثورة القسام كادت أن تنجح لولا تدخل الدول العربية وبعض الحكام العرب.
هل ترون أن المستقبل هو للتيار الليبيرالي في الدول العربية في ظل التوازنات الدولية الحالية؟
من خلال تجربتي في الاتجاه المعاكس التيار الليبيرالي لازال ملعونا حتى ولو حمل أجمل القيم مثل حقوق الإنسان والديمقراطي وغيرها مازال مرتبطا بالاستعمار لكن لا نستطيع أن ننكر للصيغة الديمقراطية بشكلها الغربي شئنا أم أبينا طبعا الديمقراطية كما قال تشيرشل ليست أفضل شيء ولكنها أفضل الشرين وحتى الآن لم يستطع العالم أن يبتكر صيغة مثلها.
كيف تنظرون إلى تجربة الجزيرة في ظل الواقع الإعلامي العربي ؟
طبعا تجربة الجزيرة تجربة رائدة بكل المقاييس مقارنة بواقع الإعلام العربي عامة بل هي ثروة في الإعلام العربي بل لأول مرة تستطيع أن تشكل رأيا عاما عربيا ، نحن العرب دائما كنا ضحية لوسائل الإعلام الغربية نستقي منها أخبارنا ومعلوماتنا وكل شيء ، لأول مرة هناك وسيلة إعلام عربية قادرة على أن تقدم الخبر والرأي الصحيح وقادرة على أن تخوض في كثير من الأمور بجرأة وحرية إذن هي تجربة رائدة ومطلوبة جدا في عالم عربي مهمة الإعلام فيه هي التطبيل والتزمير للحكام والجزيرة قضت على هذا التقليد .
في تقديركم الشخصي نجاح الجزيرة يعود إلى نشرات أخبارها أم إلى برامجها الحوارية؟
لكي نكون منصفين في بداية انطلاق الجزيرة كانت البرامج الحوارية هي التي استندت عليها القناة إلى حد كبير ولازالت تشكل هذه البرامج وتشغل حيزا كبيرا في البث ولكن لا نستطيع في نفس الوقت إنكار الجانب الإخباري فهو مهم جدا خاصة وأن هناك أخبارا على مدار الساعة ولا أحد يستطيع أن ينكر التغطيات الممتازة التي تقوم بها الجزيرة في أكثر من مكان تغطية الانتفاضة والعراق والشيشان وأفغانستان فإذا كان هناك عمودان تقوم عليهما الجزيرة فهما الأخبار والبرامج الحوارية .
تحريض على العنف
تتهم القناة بأنها تحرض على العنف وتأجج المشاعر ؟
أعتقد أن المناظر التي يرتكبها الإسرائليون ليست بحاجة لأحد أن يحرض ضدهم وكل ما تقوم به الجزيرة أنها تنقل ما يحدث في فلسطين من مجازر وغيرها والمناظر التي تصلنا عبر الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام الغربية لا تدفع فقط للعنف بل تدفع إلى السخط الشديد وإلى كثير من الأمور
ولكن ألا يحسب لإسرائيل أنها تسمح بالتصوير في الوقت الذي تمنع فيه دول عربية الجزيرة من تصوير مظاهرة مناصرة للانتفاضة؟
كلام صحيح ولكن لا تستطيع أن تغطي الشمس بغربال فهناك انتفاضة كبيرة جدا وهناك مجازر وجرائم ترتكب ولا تستطيع إسرائيل أو غيرها التستر عليها.
تتهم الجزيرة كذلك بأنها بوابة للتطبيع ما رأيكم في هذا القول؟
من وجهة نظري الشخصية ولا أتكلم كممثل لقناة الجزيرة لو كان الأمر بيدي لما سمحت ولو لصهيوني واحد الظهور على أي شاشة عربية لأني أعتقد بأنه نوع من الاختراق للشارع السياسي والعربي وتسميمه بهذه الأفكار الصهيونية وأنا ضد كل أنواع التطبيع مع عدو بالمنطقة العربية أما إذا أردت أن تحصل على جواب شافي عن هذا الموضوع فالأفضل أن تتوجه به إلى القناة وليس إلى أحد موظفيها .
أجرى الحوار في الدوحة:
عبد الحكيم أحمين- منير الماوري
من هو فيصل القاسم؟
فيصل القاسم من مواليد مدينة السويداء عام 1961م الواقعة جنوب الجمهورية العربية السورية .
حاصل على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة دمشق عام 1983 وكان الأول على جامعة دمشق في ذلك العام حيث تخرج بتقدير جيد جداً .
عمل خلال الدراسة الجامعية مدرساً للغة الإنجليزية في مدارس دمشق والسويداء ، كما عمل مترجماً فورياً في العديد من المؤتمرات الدولية في سوريا ، بالإضافة إلى كتابة المقالات الثقافية في بعض الصحف .
بعد تخرجه عين معيداً في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة دمشق لمدة عام ، ثم أوفد إلى جامعة هال في بريطانيا ، حيث حصل منها على شهادة الدكتوراه " قسم الأدب الإنجليزي " وكانت أطروحته عن الأدب والمسرح السياسي الحديث في أوربا .
ركز في دراسته على العلاقة بين الأيديولوجيا و الأدب وإعادة كتابة التاريخ وتصحيح المفاهيم .
اختار للدراسة مجموعة من الأدباء والكتاب المسرحيين الذين ساروا في اتجاه معاكس لمفاهيم وقيم المجتمع السائد في بريطانيا وألمانيا والذين حاولوا تصحيحها عبر الأدب و المسرح من أمثال بريخت وجون آردن .
وبعد الحصول على الدكتوراه ، اتجه إلى الإعلام تاركاً المجال الأكاديمي ، خاصة وأنه كان يعشق الإذاعة والتلفزيون ، فتقدم إلى هيئة الإذاعة البريطانية .
عمل في البداية بالقسم الثقافي وقدم برنامج موازييك الخاص بالأدب والفن بالإضافة إلى برنامج مشاهد وأحداث الذي يركز على أحداث شؤون الساعة غير السياسية ، لكن سرعان ماترك القسم الثقافي وانتقل إلى قسم الأحاديث السياسية حيث أعد وقدم هناك مجموعة من البرامج السياسية مثل الرأي الآخر ، وأضواء ، وبرنامج الأمن والدفاع ، والصحافة البريطانية .
ثم انتقل بعد ذلك إلى قسم شؤون الساعة معداً ومقدماً ومخرجاً لأهم برامج القسم مثل العالم هذا الصباح ، عالم الظهيرة ، شريط الأنباء ، العالم هذا المساء ، وحصاد اليوم الإخباري .
وعندما سنحت له أول فرصة للعمل التلفزيوني ، حيث انتدبه تلفزيون البي بي سي العربي لمدة عامين ، قدم فيه نشرات الأخبار الرئيسية بالإضافة إلى البرامج الحوارية السياسية إلى أن أغلق التلفزيون عام 1996م .وبعد ذلك انضم إلى قناة الجزيرة حيث يقدم فيها برنامج الاتجاه المعاكس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.