الخط : ناقش عدد من الخبراء و المفكرين مغاربة وأجانب، أمس الإثنين، بأصيلة، الوضع الاقتصادي والجيوسياسي لدول الجنوب العالمي بين القوى الكبرى في عالم تعصف به الأزمات و عمليات إعادة البناء والتشكيل، بالإضافة إلى السبل الممكنة للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والجنوب العالمي، من أجل تحقيق حكامة عالمية متوازنة ومنصفة. واعتبر المشاركون في ندوة على هامش الدورة الرابعة والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، بتعاون مركز السياسيات من أجل الجنوب الجديد، بعنوان "التفكك الجيوسياسي، المناخ، الهجرة والأمن الغذائي : الجنوب الجديد وعلاقاته مع أوروبا"، أن السياق الدولي الجديد بات يفرض على بلدان الجنوب العالمي رسم شراكات جديدة لرفع التحديات المرتبطة بتأثيرات التغيرات المناخية على الأمن الغذائي. الباحث بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أحمد أوحنيني، أشار إلى أن الأمن الغذائي كان في الغالب رهينا بالأزمات السياسية والحروب، لكنه صار اليوم يتأثر أيضا بالأزمات الصحية (كوفيد19، الفيروسات، الأمراض...)، والصدمات الاقتصادية ( التضخم، ارتفاع أسعار الفائدة)، وأيضا بالتغيرات المناخية، وهذه التحديات تعيد إلى الواجهة الجدل حول الحوار بين أوروبا و الجنوب الجديد في تشكيل أساس التعاون الدولي. من جانبه، أكد حمزة مجاهد الباحث في العلاقات الدولية بمركز سياسات الجنوب الجديد، في مداخلته أن القارة الأفريقية تسعى إلى تحقيق أولويات المرونة المناخية والتنمية، بالرغم من تسجيل ضعف بنياتها التحتية وافتقارها إلى التكنولوجيا، مسجلا أن القارة السمراء مسؤولة فقط عن 8 في المائة من الانبعاثات الغازية، لكنها تعتبر من بين الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية. ورأى الخبير، أن الرهانات بين أوروبا وإفريقيا مختلفة بشأن مقاربة التغيرات المناخية، مبرزا أن أوروبا تعمل على ترسيخ ريادتها الجيوسياسية وتكريس الريادة في الاقتصاد الأخضر وتحقيق الأمن الطاقي، عبر تسريع التحول نحو الطاقات المتجددة، لاسيما بعد الحرب بأوكرانيا التي تسببت في تشوهات كبيرة في سلاسل إمدادات الطاقة و الغذاء الأوروبية. وفي ذات السياق، استعرضت الباحثة بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أمل الواصف، تطور مفهوم الهجرة أو اللجوء المناخي منذ ظهوره في سنوات الثمانينات من القرن الماضي، وتسجيل حدته مع التغيرات المناخية خلال السنوات الماضية، داعية إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار "اختلاف السياقات المحلية، ما يقتضي زيادة مرونة المجتمعات المحلية في مواجهة التغيرات المناخية، من خلال الاستثمار المستدام في هذا المجال والبحث عن بدائل لتمويل مشاريع الانتقال الطاقي ". الجدير بالذكر، أن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، تتواصل إلى غاية 26 أكتوبر الجاري.