الخط : إستمع للمقال عرفت مناطق عديدة في المملكة المغربية خلال فصل الصيف الجاري موجة غير معتادة من الأمطار الرعدية، همّت بشكل خاص المناطق الجبلية والداخلية، وتسببت في اضطرابات جوية قوية ومفاجئة، وتميزت هذه الأمطار بطابعها العنيف والمركّز، حيث تهاطلت بكميات كبيرة في فترات زمنية قصيرة، مما أدى إلى حدوث فيضانات محلية وسيول جارفة، خاصة في المناطق المحادية لسلسلة جبال الأطلس. وفي هذا السياق، حذرت المديرية العامة للأرصاد الجوية، في تواصلها مع موقع "برلمان.كوم"، من حالة جوية غير مستقرة تشهدها مرتفعات الأطلس خلال هذه الأيام، مؤكدة أن هذه الوضعية قد تتسبب في تساقطات رعدية غزيرة، مصحوبة أحياناً بالبرد (التبروري) وهبات رياح قوية. وأوضحت المديرية أن هذه الظواهر الجوية ترجع إلى تداخل مجموعة من العوامل المناخية والتضاريسية المعقدة، أبرزها التباين الحراري الكبير بين الطبقات السفلى الحارة من الغلاف الجوي، الناتجة عن الارتفاع المفرط في درجات الحرارة، والطبقات العليا التي تتسم أحياناً ببرودة مفاجئة بسبب تسرب كتل هوائية باردة. وأكد المصدر أن هذا التباين الحراري يؤدي إلى صعود الهواء الساخن والرطب بسرعة نحو الأعلى، مما يُشكل بيئة ملائمة لتشكل سحب ركامية عنيفة، تكون أحياناً مصحوبة بعواصف رعدية قوية. وأضافت أن هذه الحالة تتفاقم عند تزامنها مع امتدادات مدارية رطبة، حيث تصعد كتل هوائية غير مستقرة من الجنوب، وهو ما يزيد من حدة عدم الاستقرار الجوي. وأشارت المديرية إلى أن المرتفعات الجبلية تلعب دوراً محورياً في تفجير هذه الاضطرابات، من خلال ما يُعرف ب"الرفع التضاريسي"، حيث يُجبر الهواء الرطب على الصعود السريع بفعل التضاريس، ما يُعجّل في تكوّن سحب رعدية ركامية كثيفة، تؤدي إلى أمطار غزيرة ومركزة في وقت وجيز، وقد تتسبب في سيول مفاجئة، كما حدث مؤخراً بمنطقة أوريكة. وشددت المؤسسة على أهمية اتخاذ الحيطة والحذر، خصوصاً في المناطق المعرضة للسيول والانحدارات، داعياً المواطنين إلى متابعة النشرات الجوية والإنذارات الرسمية الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية، والامتثال لتعليمات السلطات المختصة لتفادي أي مخاطر محتملة. خطر السيول يرتفع ومن جهة أخرى ما أصبح يثير الانتباه في السنوات الأخيرة هو التحول اللافت في نمط الأمطار الصيفية، حيث لم تعد مجرد زخات محلية محدودة كما كان معتاداً في بعض مناطق الأطلس، بل باتت تتسم بحدة استثنائية، إذ تسجل بكميات غزيرة خلال فترات زمنية وجيزة، مما يرفع من خطر السيول الجارفة والفيضانات المفاجئة. كما اتسعت رقعة هذه الظاهرة لتشمل مناطق لم تكن تعرف مثل هذه الحالات في السابق، مثل بعض سهول الجنوب الشرقي والوسط، ما يؤكد اتساع نطاق الاضطراب المناخي. ويُسجَّل أيضا تزايد في تواتر هذه الأحداث خلال أشهر الصيف، وهو مؤشر مقلق يُنذر بتغيرات مناخية أعمق، تتطلب تكييف السياسات البيئية والوقائية، وتعزيز آليات الرصد والتدخل السريع لحماية الساكنة والبنية التحتية في المناطق المعنية. الوسوم أمطار رعدية المغرب فياضانات