حمل عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في كلمته التي ألقاها منذ أكثر من أسبوع أمام برلمانيي حزبه، والتي “أجاز” نشرها أمس الجمعة فقط، كل أصناف الكلام الناري على عدة مستويات وشخصيات وجهات. وبدأ بنكيران كلامه لبرلمانيي حزب المصباح، بالتنظير حول “المشروعية السياسية” لحزبه بالقول إن “الشعب هو الذي يعطي المشروعية للحزب، والذي يوجد في أعلى هرم السلطة لاعلاقة له بنا.. لأننا جئنا بصوت المواطن العادي.. ولكن رغم ذلك فإن تعاملنا مع المواطنين يجب أن يوازيه تعامل مع من هم في الأعلى.. بشرط ألا ينسينا التعامل مع الأعلى التعامل مع من هم بالأسفل” بنكيران الذي وصف ما حدث من وقائع سياسية في حزبه “بالزلزال السياسي” ذهب إلى أن “ما تعرض له الحزب لم ينطلق يوم 15 مارس (تاريخ إعفائه من طرف الملك) لكن حُضّر له حتى جاء موعده”، حسب وصفه. كما انتقد بنكيران تدخل محمد حصاد، المعين في حكومة العثماني وزيرا للتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، في جدل مقررات التربية الإسلامية، بالقول “كيفاش حصاد ولاوزير تربية ناض ضد اساتذة التربية الاسلامية، هذا السرعة منين جات”، مخاطبا حصاد في الفيديو الذي قطّعت منه عدة لقطات “واش كيصحابك راسك مازال في وزارة الداخلية؟ آش هاد الزربة؟ ما يمكنش نسكتو على هاد الشي”. وتابع بنكيران كاشفا عن تفاصيل إصلاح مقررات التربية الدينية بالقول “الملف كان تحت إشراف وزير الأوقاف ووزير التربية الوطنية السابق والمجلس الأعلى للتربية والتعليم تحت إشراف الملك.. خصك تمشي بشوية وتعرف أشنو واقع.. انت سي حصاد غالط” بنكيران الذي مازال يعيش على وقع إعفائه من منصب رئاسة الحكومة، خاطب جمع البرلمانيين بالقول “عدد من الأحزاب أرادت أن تنسخ نموذج العدالة والتنمية لأنه نجح في الانتخابات.. والعدالة والتنمية لا يمكن أن ينقلب بسرعة على مبادئه ويقبل ماكان يرفضه، وبين عشية وضحاها وبسرعة يتوقف عن الكلام”. كما أرسل بنكيران سهام انتقاداته اللاذعة لإلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بالقول “أعطيت له جهة ومدينة كاملة وعندما تخرج الاحتجاجات يخرج ليقول أنا مع الاحتجاجات الاجتماعية”، وأضاف “حنا ماكانلعبوش وهذا اللعب حنا ماعندناش معاه”. وتابع بنكيران الذي رفع من حدة كلامه هذه المرة مخاطبا بالتلميح هرم الدولة قائلا “نحن مكلفون بالدفاع عن هذا الوطن ككافة المواطنين، ولا يمكن لهذا الشيء أن يكون مسؤولية شخص واحد.. الدولة بعد الله لا يحفظها شخص.. بل يحفظها وعي مواطنيها جميعا.. الشخص القوي قد يقوي الدولة في مرحلة معينة وفي منطقة معينة.. لكن الدولة تتقوى عندما تصبح عناصرها تتقوى في نفس الاتجاه الصحيح”.