المناظرة الوطنية الأولى حول الإشهار.. الدعوة إلى وضع إطار قانوني موحد لتحديث القطاع وتقوية تنافسيته

دعا المشاركون في المناظرة الوطنية الأولى حول الإشهار، اليوم الخميس بالدار البيضاء، إلى وضع إطار قانوني موحد للإشهار وإرساء آليات للشفافية المالية، بهدف تحديث القطاع وتقوية تنافسيته، ومواءمته مع المعايير الدولية.
وحثوا، أيضا، في توصيات توجت أشغال هذه المناظرة، المنظمة على مدى يومين، من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت رعاية الملك محمد السادس، إحداث سجل مهني للفاعلين في قطاع الإشهار، وإحداث هيئة تنظيمية ذات حكامة تمثيلية للقطاع، تتوفر على مهام واضحة وأدوات فعالة للتدخل.
وفي ما يخص الحكامة والشفافية وأخلاقيات المهنة، أوصى المشاركون، على الخصوص، باعتماد ميثاق سلوك (ميثاق أخلاقي ومهني) خاص بالقطاع، منسجم مع المعايير الدولية وموقع من قبل مختلف الفاعلين في الميدان.
وفي ما يهم المعطيات ونسب المتابعة، دعوا إلى إحداث منصة مشتركة لقياس نسب المتابعة، قابلة للتشغيل البيني بين مختلف الوسائط ووسائل الإعلام الحالية والمستقبلية، وإحداث قاعدة معطيات موحدة حول سوق الإشهار، علاوة على إحداث "مرصد للإشهار والإعلام" تابع للهيئة التنظيمية.
أما على مستوى الجبايات والتوازنات الاقتصادية، فقد شملت التوصيات، على الخصوص، التخفيف من الضغط الضريبي على الفاعلين العموميين والخواص الوطنيين، وإحداث نظام جبائي خاص بالفاعلين الدوليين الذين يستهدفون الجمهور المغربي.
وتضمنت التوصيات، على مستوى السيادة الرقمية والابتكار التكنولوجي، تشجيع التآزر بين القطاعات الوزارية المعنية من أجل تطوير منظومة تمك ن الفاعلين الوطنيين من إنتاج حلول موجهة لصناعة الإشهار، وتشجيع تطوير أدوات محلية للقياس والتحسين والاستهداف.
وفي ما يخص التكوين ومواكبة المهنيين، دعا المشاركون إلى إعداد خطة للتكوين الأساسي والمستمر تشمل مهن صناعة الإشهار ومسارات نيل الشهادات المهنية، وتشجيع ومواكبة التظاهرات المهنية المشتركة لتعزيز الحضور والإشعاع على المستويين القاري والدولي.
وفي هذا السياق، أبرز الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، عبد العزيز البوجدايني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التوصيات التي توجت أشغال هذه المناظرة، التي عرفت مشاركة ثلة من الخبراء والمتخصصين والفاعلين في المجال، تروم تأطير قطاع الإشهار والنهوض به، وتعزيز مكانة الإشهار كرافعة محورية للاقتصاد الوطني.
وأكد السيد البوجدايني، في هذا الصدد، على ضرورة تظافر جهود كافة المتدخلين بغية إنجاح تنزيل هذا الورش، مشيرا إلى أن هذه التوصيات تروم إلى أن تشكل خارطة طريق لبلورة تصور شامل لقطاع الإشهار بالمغرب.
يشار إلى أن هذه المناظرة، المنظمة تحت شعار "الوضعية الراهنة وآفاق المستقبل"، شكلت فضاء مؤسساتيا رفيعا للحوار والتشاور وتبادل الرؤى جمع مختلف الفاعلين المعنيين من مؤسسات عمومية ومهنيين في مجال الاتصال والإشهار ووسائل إعلام ووكالات إشهار ومعلنين، بغية تسليط الضوء على أبرز التحديات التي يواجهها القطاع وبحث السبل الكفيلة بتطويره وتأهيله.