اختلفت التقديرات والتحليلات السياسية بين الباحثين في شؤون التطرف والإرهاب، لاسيما بعد إعلان موت أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي، من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على يد جنود أمريكيين وبتعاون مع تركيا والعراق وسوريا، حول مستقبل التنظيم الإرهابي الذي بعثرت أوراقه وخططه التخريبية والدموية، بهذه الضربة الدولية التي قسمته وشتتت تركيزه. وحول إن كان التنظيم سينتهي بموت “أميره” الإرهابي، قال عبد الرحمان المكاوي، الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، في تصريح ل”برلمان.كوم”، إن “مقتل أبو بكر البغدادي ومجموعة من قادة التنظيم الإرهابي في شمال سوريا لا يعني نهاية التنظيم”، مشيراً إلى أن بعض المهتمين بالشؤون الإستخباراتية المقربين من دول التحالف “يقرون بأن هذا التنظيم نظّم نفسه قبل سقوط الموصل والرقة، سواء على مستوى خلافة البغدادي، أو إعادة انتشاره”. وأضاف المكاوي، أن التنظيم الإرهابي “لم يعد يسعى إلى إقامة ما يسمى بدولة الخلافة أو جهاد التمكين la maîtrise، ولكن تحول إلى خلايا نائمة البعض منها منظم والبعض الآخر على شكل ذئاب منفردة”، موضحاً أنه رغم تحضير التنظيم لوفاة زعيمه ولتفكيك التنظيم من الناحية الجغرافية، إلا أنه نجح في إعادة انتشار الفكرة بأدوات جديدة وعصرية عبر وسائل التواصل الحالية أو مايطلق عليه بالجهاد العنكبوتي الذي يخرج عن سيطرة الأجهزة الاستخباراتية، حسب المكاوي. وفيما يخص الحالة المغربية والإستراتيجية التي يقودها “البسيج”، في مواجهة الإرهاب والتطرف واستباق حمامات الدم، أكد المكاوي، أن الاستخبارات المغربية نهجت ومنذ سنة 2003، طريقة فريدة وهي “الضربات الاستباقية”، وذلك عن طريق تكوين بنك معلومات استخباراتية وأمنية حول التطرف، وكذا المرشحين للقيام بعمليات إرهابية، منبهاً إلى أن هذا البنك المعلوماتي يتم تحديثه على مدار الساعة ما يمكن الأجهزة المغربية من إجهاض كل محاولة إرهابية من شأنها ضرب استقرار وأمن الدولة، مؤكدا أن بنك الملعومات الاستخباراتي المغربي صمام أمان لإجهاض كل المخططات الإرهابية. وزاد ذات الخبير، أن الأجهزة الأمنية المغربية تستعين بأدوات أخرى تساعد على محاربة “الفكر الداعشي الإرهابي”، “من خلال مناهج التعليم ودور الشباب والمساجد، وحتى الفن من خلال المسرح إلى غير ذلك”، مستطرداً أن “الاستراتيجية المغربية مكنت لحد الساعة من تفكيك أزيد من 160 خلية إرهابية إضافة إلى “الذئاب المنفردة”، وهذه خصوصية مغربية تعكس مساندة المجتمع لأجهزته الأمنية، وهذا يوضح ان الإرهاب لا ينجح في بيئة طاردة له، ويفشل عندما يكون المجتمع مواجها له”. وجدير بالذكر أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية المعروف اختصاراً ب”البسيج”، كان قد تمكن يوم الجمعة المنصرم، من تفكيك خلية تكفيرية متطرفة مكونة من سبعة إرهابيين بكل من الدارالبيضاء (طماريس)، وزان وشفشاون، كانوا يعتزمون القيام بعمليات تخريبية وحمام دم، حيث حجزت مجموعة من الأدوات والمعدات اللوجيستيكية والأسلحة النارية ومواد متفجرة، بحوزتهم كانوا ينوون استخدامها في عمليتهم الإرهابية.