العرائش أنفو بقلم الحلو عبد العزيز عرف القصر الكبير على امتداد زمني يعود إلى سنوات التشكل الأولى للمغرب الوسيط بحكم موقعه الجغرافي.،كنقطة ربط بين الشمال والوسط مما أعطاه مكانة تجارية، وبالتالي ثقافية جعلت من ساكنته نشيطة في مختلف المجالات والحرف، كل منا كأبناء القصر الكبير نفتخر بالمقولة التاريخية الشهيرة ،"من حاضرة القصر الكبير إلى قرية فاس" وكل منا يعرف إسم أو إسماء لمناضلين ومحاربين في جيش التحرير المغربي ضحوا من أجل الاستقلال هذا الوطن ،لكن واقع المدينة اليوم يتماهى بشكل كبير مع الشكل الغير اللائق لمقر جمعية قدماء المحاربين ، المتواجد بشارع الذي كله مقاهي و الذي يعرفه الكبير ، وقد يتخيله الشاب والصغير مجرد مقهى متواضع من حيث الشكل لكبار السن، هؤلاء المنخرطين الذين يقدم لهم اتاي بثمن رمزي، أتنظرون هنا يتحول فضاء للذاكرة الجماعة إلى مكان جامد لا يحتفي بها. نفس المشهد يتكرر مع المركز الثقافي فضاء يبكي زمنه وهو يحتفي بالجميع، ويرحب بالأدب مسرحا وشعرا ورواية… وبكل المثقفين وتنظم فيه جل الأنشطة ،لانه الوحيد الذي بقي صامدا في ساحة المسرح، بعد مسخ سينما بريس كالدوس لمقهى أرينا،،هنا رئيس المجلس لم يكلف نفسه ببحث هذا الملف مع صديقه وزير الثقافة، نفس المشهد يتكرر مع بناية حديثة دار الثقافة التي تتساؤل عن السر إعدامها، والكل ينتظر المولود الجديد دار الثقافة عبد السلام عامر الذي تجاوز لحظة الحمل به من طرف المجلس الاربع سنوات، ربما يفتتح في لحظة الاحتفال بفوز انتخابي جديد، ولانرجوا هدم دار الثقافة محمد الخمار الكنوني ،احتراما لهذا الاسم الذي يشكل أيضا جزء من التاريخ الذي نعتز به، لما لا نحول الفضاء لسينما تعوضنا عن سطوريا، التي لو كانت هنالك إرادة فعلا لجعل مدينة القصر الكبيرة جميلة، لتما إنقاذها وإحياءها من رماد الحدائق، التي لم تعرف طريقها للمدينة. وهنا أتسائل بصدق عن أي إنجازات يتحدثون تعبيد للطرق وهو دور كل المجالس طبقا للقانون قاعة رياضية مغطاة وملاعب للشباب لايتمكن من ولوجها إلى القلة والجل في فلك المخدرات والبطالة يسبحون قتلوا الفعل الجمعوي والثقافي وربطوه بالولاءفمان مكان. مناطق صناعية هي قريبة من المدينة لكن جلب الاستثمار اليها يتطلب التخطيط والعمل لا انتظار السماء تنزل الخبر السعيد، وكل استقبال لمستثمر ينتهي الحديث عنه بعد تناول البيصارة في دار بنجلون، التي تحولت لمطعم وطني ودولي شهير، ولايعود له أي أثر. لكن الفشل الاكبر هو التعايش مع القبح بل تعميقه وجعله مقبولا وعاديا، حتى أن الأزبال صارت مكون للهوية البصرية للمدينة، أما الإنسان فيتم إلهائه عن كل هذا بفعل سكيتشات يتخيل لأبطالها أنهم يقومون بفعل سياسي عميق ويتجذرون في الدفاع عن المواطنين، وهم معذرون لأنهم في الحقيقة ينسخون خطة المدرب الذي يرسم لهم حدودا للتعبير والمرواغة، من أجل البحث عن موطأ قدم في المقابلة الرسمية القادمة، الانتخابات. في غياب الفاعل السياسي المؤسساتي وهنا اقصد الاحزاب التقدمية والوطنية ومناضيلها التي تنتظر من طاكسي صغير أحمر أن يتوقف إضطراريا عند أول إجتماع حتى تقرر تعليق هذا الوضع ولبداية مرحلة جديدة وعلى الاقل المحاولة التي لابد منها حتى نرسم جميعا مستقبلا يجعلنا نمحوا الحاضر و تجعلنا أهلا لتاريخ عتيد عيد استقلال مجيد لكل القصريين.