عديدة هي الشخصيات التي بصمت على مسار متميز في حياتها المهنية والخاصة، ونجحت في تقديم أعمال رائدة أو تحقيق إنجازات مهمة، نقلتها إلى عالم الشهرة وأدخلتها في قلوب الناس جيلا بعد جيل. عبر هذه السلسلة الرمضانية، “شخصيات صنعت التاريخ” يغوص “برلمان.كوم” بقرائه في عوالم شخصيات دونت اسمها في قائمة أفضل شخصيات العالم، وسنتوقف في حلقة اليوم عند شخصية “كيفن سيستروم” الشاب الأمريكي الذي أحب البرمجة الإلكترونية منذ الصغر وأصبح اسمه رقما صعبا في عالم تطبيقات الشبكة الاجتماعية العملاقة. ولد كيفن” في 30 دجنبر 1983 بولاية ماساتشوستس الأمريكية، تلقى دراسة جيدة في صغره وخلال فترة دراسته تعلم مبادئ البرمجة، جرب ألعاب الفيديو التي زادت شغفه بالكمبيوتر والبرمجة. درس سيستروم في جامعة ستانفورد للحصول على شهادة عليا في العلوم والهندسة، حيث اختير مع 11 طالباً آخر للخضوع لتدريب في إطار برنامج حول ريادة الأعمال عالية التقنية، مشاركة سيستروم في البرنامج منحته فرصة للعمل كمتدرب في شركة “أوديو” وهي نفس الشركة التي طورت فيما بعد موقع “تويتر” وتحولت لشركة بنفس الاسم. بدأ سيستروم بالعمل في عملاق التكنولوجيا “غوغل” في عام 2006 كمدير مساعد لترويج المنتجات وساعد في تطوير العديد من الخدمات التي تقدمها الشركة مثل”جيمايل” و”غوغل دوك” وشيت”، وبعد سنتين من العمل في الترويج انضم سيستروم لفريق التطوير في الشركة. شرع “سيستروم” في استخدام نظام ال Code في المشاريع الصغيرة، وبدأ يطور نفسه تدريجيا في المجال الإلكتروني، ويعتبر أول عمل حقيقي حققه كيفين سيستروم بفضل Nextstop والتي كان عملها يرتكز على إرشاد المستخدمين للمواقع واكتشاف المناطق باستخدام خدماتها، وفي عام 2010 قام موقع Facebook بشراء الشركة. قرر سيستروم بعد بيع “Nextstop” البحث عن تمويل لمشروع جديد حيث حصل على تمويل بقيمة 500 ألف دولار وقام بتأسيس شركة Burbn في سان فرانسيسكو مع زميله مايك كريغيرين، وأطلقت الشركة تطبيقا باسمها تضمن خدمات مثل مشاركة الصور والمواقع وكسب النقاط بناء على النشاط في الموقع، ومع ذلك قرر سيستروم تغيير طبيعة التطبيق ليكون جاذباً للمستخدمين بشكل أكثر فعالية. ومن أجل جعل التطبيق مركز على موضوع واحد وهو مشاركة الصور قرر سيستروم وفريق التطوير في العام 2010 تغيير اسم التطبيق إلى “إنستغرام” Instagram المشتق من كلمتي Instant أي فوري وtelegram أي تلغراف، وبعد شهر فقط من إطلاقه حقق التطبيق أكثر من مليون مستخدم، وحققت فكرة استخدامه عبر الهواتف المحمولة شعبية كبيرة بين المستخدمين بفضل بساطته وتصميمه المميز. تضمن تطبيق “إنستغرام” مجموعة من الخصائص كمشاركة الصور مع شبكات التواصل الاجتماعية الأخرى مثل “فايسبوك” و”تويتر” مما زاد في شعبيته وانتشاره، وأصبح رقماً صعباً في مواقع التواصل الاجتماعي مما دفع “شركة “فايسبوك” لشرائه في 2012 مقابل 1 مليار دولار أمريكي، وحقق سيستروم لوحده ربحاً بلغ 400 مليون دولار بفضل أسهمه في Instagram. ظل سيستروم وزميله مايك كريغر في موقعهما في تطوير وإدارة عمليات Instagram الذي وصل عدد مستخدميه في يناير 2020 مليار مستخدم، ووصلت ثروة سيستروم إلى 800 مليون دولار ليعتبر واحدا من أنجح رجال الأعمال في السنوات العشر الماضية. في شتنبر 2018 أعلن مؤسسا تطبيق إنستغرام أنهما سيغادران الشركة ، بعد تقارير حول توترات بين الثنائي وشركة “فيسبوك” المالكة للتطبيق، وقال سيستروم 34 عاما في بيان إنه وكريغر 32 عاما، يخططان لأخذ بعض الراحة لاستكشاف إبداعهم وفضولهم مجددا.