منذ الساعات الأولى لإعلان سليمان الريسوني الدخول في إضرابه الإعلامي عن الطعام وزوجته خلود المختاري تصدح في تدويناتها بأن زوجها اختار الموت بديلا، حتى أنها في إحدى التدوينات اخبرت أنها اشترت له لوازم الجنازة كاملة بما فيها الكفن. وإذا كان من واجب الزوجة ان تصون بيت زوجها وكرامته فإن من مسؤولياتها أيضا أن تحفظ حياته ولا تلقي به إلى التهلكة مادام أبغض الحلال عند الله هو الطلاق وليس تمني الموت للزوج. وما دامت خلود المختاري تحب الموت لزوجها ما استطاعت اليه سبيلا، وضدا عن كل القيم والاخلاق الزوجية، فإنها لا تختلف كثيرا عن زوجة عبد اللطيف مرداس التي تآمرت على زوجها في جريمة نكراء هي من أبشع الجرائم في السنوات الأخيرة. لقد نشرت المختاري تدوينة محشوة بالأوهام والحبكة الضعيفة تحكي فيها عن لقاء تدعي أنه جمعها باخت الراحلة سعيدة المنبهي التي قضت بسبب إضراب عن الطعام داخل السجن سنة 1977، إلا أن خيال المختاري كان عقيما حيث تدعي ان تلك السيدة عرفتها من زوجها و اخذت بتلابيب لباسها وانهارت باكية بعد أن تذكرت اختها، وهو اسلوب اصطنعته زوجة سليمان الريسوني لاستيراد الرمزية، وهي بذلك تعمق امانيها بان تكون ارملة في اقرب الايام. وإذا كانت المختاري تستجدي بأوهامها المصطنعة وحبكتها الضعيفة صورة الراحلة سعيدة المنبهي التي عانت التعذيب فيما يبدو داخل السجن واختارت الوفاة برمزية، فالاجدر بزوجة الريسوني أن تعرف أن الإضراب الذي اعلنته المنبهي في سجنها لم يمهلها أكثر من شهر واحد وثلاثة أيام لانه إضراب حقيقي لا تتخلله المقويات واكل المشهيات كالعسل والتمر ومشتقات الحليب. وإذا كانت سعيدة المنبهي قد اختارت الموت طواعية فسليمان الريسوني متشبت بالحياة بالرغم عن أنف زوجته التي تسارع الايام كي تستقبل جثته، وكأنه كان يضايقها داخل البيت او كأنها تعبت من زياراته او كأن همسات الوالي السابق حسن أوريد أثرت كثيرا على قواها العقلية والتفكيرية التي اصبحت تفرز أماني وأحلام تتناقض مع طبيعة الحياة الأسرية. وإلا فكيف لشخص أن يضرب عن الطعام والماء لأزيد من سبعين يوما ويستطيع المشي على قدميه واستقبال عائلته ومحاميه. لقد حاول سليمان الريسوني أن يجعل من شخصه بطلا بإعلانه الدخول في إضراب عن الطعام والماء، لكنه سرعان ما تحول إلى أضحوكة يسخر منها الرأي العام.إن فقهاء الإسلام يؤكدون جميعا أن من واجب الزوجة أن تصون حياة زوجها مهما كان مقصرا أو مهملا، بل من مسؤولياتها أن تساهم في إصلاحه وتوجيهه بالوعظ والنصيحة، وقد حرموا جميعا أن تتمنى الزوجة وفاة زوجها او تدعو إليه بذلك، واعتبروها زوجة نشاز من حقها تمني الفرقة والطلاق وليس من حقها تمني الموت او الدعاء به. اما الشاعر الفلسطيني محمود درويش فقد اكتفى ببيت واحد ليلخص فيها كل شئ: "ونحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا".