قام المكتب المركزي للأبحاث القضائية فجر يوم أمس الثلاثاء، بتفكيك خلية إرهابية بحي المحيط وحي بوتلامين بمدينة الراشيدية، في ثلاث عمليات متفرقة، الموالية لتنظيم ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" (داعش)، وتضم 3 أشخاص متشبعين بالفكر المتطرف ينشطون بمدينة الراشيدية، ويبلغون من العمر على التوالي 37 و27 و21 سنة. وأوضح بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن عمليات التفتيش المنجزة بمنازل المشتبه فيهم، وأيضا محل تجاري مملوك لأحدهم، مكنت من حجز معدات معلوماتية وذاكرتي تخزين وهواتف محمولة، وملابس شبه عسكرية، ومخطوطات عديدة مكتوبة بخط اليد وأخرى مطبوعة من الأنترنت تحرض وتمجد العمليات الإرهابية، فضلا عن ملصقات تتحدث عن ما يسمى "ولاية خراسان" باعتبارها قاعدة جديدة للقتال، فما هي دلالات العثور على هذه الوثائق لدى هذه الخلية الارهابية بالمغرب؟. وبهذا الخصوص، قال إحسان الحفيظي الباحث في الدراسات الأمنية، إن إثارة اسم "إمارة خراسان" في ارتباطات هذه الخلية يؤكد حجم التأثير الذي تمارسه هذه الجماعات والغاية من بلاغات إعلان تبنيها العمليات الإرهابية. وأضاف الخبير الأمني في تصريح لموقع "برلمان.كوم"، أن الإمارة المذكورة عادت إلى الواجهة بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت مطار كابل في أفغانستان بالتزامن مع استيلاء حركة طالبان على البلاد، وهي الهجمات التي وقعها "تنظيم الدولة الإسلامية في إمارة خرسان" حيث تشكل المناطق الحدودية الباكستانية الأفغانية الإيرانية قاعدة جغرافية لنشاطها. وأشار الخبير إلى أن هذا التنظيم هو نتاج لانشقاقات ظهرت في حركة طالبان باكتسان التي تعادي اليوم حركة طالبان الأفغانية وتعتبرها حليفة الولاياتالمتحدةالأمريكية في منطقة آسيا الوسطى. واعتبر الحفيظي، أن الوثائق والمخطوطات التي جرى حجزها لدى خلية الراشيدية تظهر حالة الاقتلاع الجغرافي الذي يعيشه أفراد الجماعات المتطرفة حيث يرتبطون فكرا وممارسة وعبر الوسائط الافتراضية بمشاريع تخريب عالمية تخدم أجندة الإرهاب. وفي هذا السياق، ذكر المتحدث بيقظة الأجهزة الأمنية المغربية وقدرتها على استشراف المخاطر واستباق وقوعها، وهي يقظة دائمة ومستمرة تتطلب تقديرا دقيقا لحجم تأثير نشاط الجماعات الإرهابية في الخارج على الداخل، يردف الحفيظي. وتجدر الإشارة، إلى أن جماعة "ولاية خراسان" التابعة "للدولة الإسلامية" في العراق والشام تعتبر بمثابة فرع محلي لتنظيم "داعش" يعمل في أفغانستان وباكستان، بحيث تعد من أكثر الجماعات تطرفا وعنفا بين المسلحين الموجودين في أفغانستان. ولقد تشكلت هذه الجماعة في يناير من سنة 2015، عندما كان داعش في أوج سطوته في العراق وسوريا، وكان يحلم بالسيطرة على جغرافيا المناطق التي ذكرها في خارطته المزعومة، وذلك قبل الإطاحة بالتنظيم من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها. هذا، ويتم تجنيد عناصر في "داعش خراسان"، من بين المتشددين الأفغان والباكستانيين، وخاصة من بين أعضاء طالبان السابقين الذين لا يعتبرون تنظيمهم متطرفا بما فيه الكفاية.