تدارست «حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي»في اجتماع لها احتضنه مؤخرا مقر الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان بالرباط , مقتضيات مشروع القانون الأساسي لجمعية قررت الحلقة تأسيسها وتحمل نفس الإسم وكذا وثيقة تأسيسية. وخلال هذا الاجتماع تم الاتفاق على تجاوز الأساليب التقليدية واعتماد آلية قانونية وتنظيمية تتجاوز المقتضيات التقليدية للعمل الجمعوي كما جرى تدقيق مقتضيات مشروع القانون الأساسي للجمعية وإغناء الأهداف التي تصبو إلى تحقيقها والمتمثلة أساسا في حفظ ذاكرة المرحوم محمد الحيحي وتراثه وجعلها حية تتفاعل مع الأسئلة الراهنة المطروحة على الحركة التربوية والتطوعية والجمعوية والحقوقية. كما تشمل هذه الأهداف توثيق كتابات الراحل الحيحي وعطاءاته المختلفة والتعريف بالدور الذي قام به في مجال الحركة الجمعوية التطوعية والتعريف بأهداف ورسالة العمل التطوعي والعمل على إشعاع قيمه وربط علاقات مع الجمعيات والمؤسسات والهيئات الوطنية والدولية التي تسعى إلى تحقيق نفس الأهداف وتعبئة الطاقات والموارد الكفيلة بتحقيقها وفق رؤية واضحة المعالم سيتم تحديدها في وثيقة تأسيسية. وأفرز الاجتماع الذي أثرت نقاشاته فعاليات متعددة المشارب والاهتمامات جملة اقتراحات همت بالخصوص التفكير في إحداث هيئة استشارية تشتغل إلى جانب الحلقة وتضم في عضويتها أشخاصا ذاتيين ومعنويين. كما تم التأكيد على أهمية الإبقاء على ذاكرة محمد الحيحي حية متقدة وصون صنيعه الجليل في الحقلين التربوي والحقوقي والاجتماعي ومواصلة النقاش حول القضايا التي كرس الراحل حياته لها من قبيل «التطوع» كقيمة مجتمعية فضلى. وقد دعت «حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي» في مشروع أرضيتها التأسيسية إلى «استحضار الروح والفلسفة التي أطرت المسيرة النضالية للراحل محمد الحيحي أحد أبرز وجوه الحركة الجمعوية والنضال التربوي والحقوقي بالمغرب خلال النصف الثاني من القرن الماضي». وأبرزت الأرضية أن الدعوة لتأسيس حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي هي تعبير عن إحساس مشترك من طرف المبادرين لها، بضرورة الالتفات إلى ما خلفه الراحل «من أثر عميق في مسار الحركة التربوية والحقوقية ببلادنا سواء من خلال تأسيسه وتسييره لكل من الجمعية المغربية لتربية الشبيبة والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أو من خلال دعواته ونضاله لتوحيد جميع الديمقراطيين والديمقراطيات بالمغرب، وكذا نضاله من أجل حق جميع الأطفال والشباب في التربية والتعليم والترفيه، ونضاله من أجل المساواة وتكافؤ الفرص بين النساء والرجال». وبهذا المعنى، تسعى «حلقة الوفاء لذاكرة المرحوم محمد الحيحي» إلى أن تكون فضاء للحوار والنقاش والتفكير في القضايا التي تهم مستقبل الحركة الجمعوية الديمقراطية. وتوفي الراحل محمد الحيحي في 11 سبتمبر 1998 بعد مسيرة حافلة من العطاء في العمل الجمعوي والتطوعي، وسبق للفقيد أن ترأس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة والجمعية المغربية لحقوق الإنسان كما اشتغل في ميادين التربية والشباب والطفولة.
