تنطلق بعد أيام قليلة الدورة السادسة لملتقى سينما المؤلف، التي تنظمها جمعية مهرجان الرباط الدولي للثقافة والفنون من 18 إلى 26 يونيو الجاري بالرباط، تتميز بتنظيم جائزتين عوض جائزة واحدة كما جرت عليه العادة في الدورات السابقة. وخلال ندوة صحفية بالرباط، أوضح المنظمون أنه سيتم هذه السنة تنظيم جائزة الحسن الثاني الدولية التي سيتنافس حولها 12 فيلما من جنسيات مختلفة تمثل عددا من المدارس السينمائية، وجائزة يوسف شاهين للأفلام العربية التي يتبارى بشأنها عدد من أفلام المغرب العربي والشرق الأوسط . وتتشكل لجنة تحكيم جائزة الحسن الثاني الدولية، التي سيرأسها المخرج البريطاني روجي كريستيان، من مولود روبير ميمون ودارينا الجندي ونينا إيفاشوفا وأوكو فرانسيسكو كريكو ريتي والتجاني الشريكي ومحمد مفتكر فيما تتشكل لجنة تحكيم جائزة يوسف شاهين للأفلام العربية، التي يرأسها المخرج مومن السميحي، من إبراهيم العريس وأحمد الراشدي ولطيفة أحرار وسلوى النعيمي. أما بخصوص تكريم مبدعين رواد، ارتأت جمعية مهرجان الرباط الدولي للثقافة والفنون هذه السنة تكريم المنتج والسيناريست والمخرج عبد الله المصباحي، وأحمد رشدي وهو من جيل الرواد في السينما الجزائرية والذي أخرج أحد أهم أفلام حرب التحرير الجزائرية، وطبعاً اختيار أحمد راشدي لرئاسة لجنة التحكيم التي ترتبط باسم المعلم المصري يوسف شاهين، ليس «بريئاً» تماماً. فالسينمائي الجزائري كانت الدورة الأخيرة من «مهرجان القاهرة السينمائي» قد عدلت عن تكريمه، بسبب الأزمة التي اندلعت بين البلدين إثر مباراة كرة القدم الشهيرة بين الفريقين المصري والجزائري... فهل سيكون لهذا الاختيار تداعياته؟ وهل يمكن اعتباره نوعاً من التكريم للمخرج المتألق أحمد راشدي، وسبباً لإعادة ما أفسدته كرة القدم بين الجزائريين والمصريين؟. وأيضا تكريم النجمة المصرية نبيلة عبيد وأحد أبرز الوجوه النسائية في السينما المصرية منذ دورها في فيلم (رابعة العدوية) إلى مساهمتها في فيلم (الآخر) ليوسف شاهين. كما ارتأت الجمعية تكريم محمد خان الذي ساهم في بروز الموجة الجديدة في السينما المصرية وتعتبر أفلامه تجسيدا للقضايا اليومية المعاصرة للإنسان العربي، وكذا المخرج والناقد السينمائي الفرنسي إريك رومير الذي رحل في يناير الماضي بعدما طبع السينما الفرنسية خلال الخمسين سنة الأخيرة. وسيعرض المهرجان عددا من الأفلام المصرية منها 3 أفلام حديثة في أقسام المهرجان المختلفة، هي فيلم «المسافر» بحضور مخرجه أحمد ماهر وأبطاله خالد النبوي وشريف رمزي وسيرين عبد النور، وفيلم «عصافير النيل» بحضور بطليه فتحي عبد الوهاب وعبير صبري، وفيلم «هليوبوليس» بحضور بطله خالد أبو النجا. ويحتفي المهرجان هذا العام كذلك بمدرسة يوسف شاهين ويعرض أفلام عدد من المخرجين الذين تعاونوا معه وهى أفلام «شحاذون نبلاء» لأسماء البكري ، و»عرق البلح» لرضوان الكاشف وهى فوضى ليوسف شاهين وخالد يوسف. وسيعرض مهرجان الرباط لسينما المؤلف أيضا مختارات من المهرجان الدولي للأفلام القصيرة (كليرمون فيرون)، وعددا من الأفلام الوثائقية. كما ستنظم ورشة في كتابة السيناريو تديرها غلاديس مارسيانو كاتبة السيناريو وتتضمن دروسا نظرية وتطبيقية ومناقشات تهدف إلى مد المستفيدين بالأدوات المفاهيمية والتقنيات اللازمة لصياغة السيناريو وذلك من خلال سبع جلسات من أربع ساعات يوميا اعتبارا من 20 يونيو الجاري بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. فضلا عن تنظيم ورشة تكوينية في قراءة الفيلم يشرف عليها جاك كيرمابون رئيس تحرير مجلة «بريف» الفرنسية وتتضمن دروسا نظرية وتطبيقية وندوات تهدف إلى منح الطلاب مهارات قراءة وتحليل الفيلم السينمائي من خلال خمس حصص يومية من أربع ساعات ابتداء من 19 يونيو الجاري بقاعة المجلس الجهوي الرباطسلا زمور زعير. كما سيتم ُعرض فيلم «وشمة» للمخرج حميد بناني في ذكرى مرور 40 عاماً على إخراجه على اعتباره يؤرخ لبزوغ سينما مغربية. كما سيعرض فيلم «لا دولتشي فيتا» للمعلم الإيطالي فدريكو فيلليني. كما يُعرّف المهرجان بالسينما البلجيكية، من خلال تجربة الأخوين داردين، ويعرض أفلامهما «الوعد» (1996)، و«روزيتا» (1999)، و«صمت لورنا» (2008). أما الندوة، فمحورها هذا العام «سينما المؤلف في العصر الرقمي». وكان يُفترض أنّ يشارك الفيلم السوري «مرة أخرى» بعدما وُجّهت إليه الدعوة رسمياً. وهو أحدث إنتاج سينمائي ل«مؤسسة السينما» في سوريا، ويحمل توقيع المخرج الشاب جود سعيد. وقد جرى اختيار الشريط للمشاركة باعتباره ينتمي إلى مدرسة يوسف شاهين «سينما المؤلف». إلّا أنّ مؤسسة السينما اعتذرت عن المشاركة. وتنظّم على هامش المهرجان أيضا مجموعة من النشاطات الفكريّة واللقاءات.