الساهر والمنور يتألقان مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة

غنى الفنان كاظم الساهر والفنانة المغربية الشابة, متعددة المواهب أسماء المنور, مساء السبت الماضي بفضاء باب الماكينة التاريخي, في إطار فعاليات مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة, «حكايات الروح» في امتداد للقاء الذي كان بينهما في أغنية «المحكمة». ووقف الساهر والمنور على خشبة باب الماكينة أمام جمهور غفير من كل الأعمار حج إلى هذا المكان الحافل بعبق التاريخ والحضارة, وحيث تألق الفنان العراقي بأجمل أغانيه القديمة والجديدة التي استمتع بها الحضور ورددها معه قبل أن يصفق لها طويلا.
وسبقته في أداء أغاني دينية, في مدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم, الفنانة المغربية الشابة أسماء المنور التي قال عنها الساهر, إنها تتميز ب` «صوت قوي ورائع».
وقدمت الفنانة المغربية أغاني من التراث الغنائي المغربي ومن أنجح إبداعاتها التي كان لها الوقع الكبير على الجمهور المغربي الذي عبر عن حبه لأدائها ومسيرتها الفنية السائرة في طريق النجاح والتميز.
وبعدما صعد الساهر على خشبة الموقع التاريخي باب الماكينة وأدى إحدى أغانيه الناجحة, كان الدور على الساهر والمنور ليغنيا «المحكمة» التي تعتبر دويتو رائع جمع القيصر وصاحبة الصوت المميز, والتي كتب كلماتها الشاعر كريم العراقي ولحنها كاظم الساهر ووزعها فتح الله أحمد, وهي واحدة من الأغنيات التي تضمنها ألبوم الساهر الأخير بعنوان «الرسم بالكلمات».
يشار إلى أنه سبق للمنور, التي اشتغلت مع فنانين مرموقين من أمثال المغني الهندي بالي ساغوا المقيم بلندن, وكوكب حمزة الذي عرفها على الشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم, إلى أن شكلت دويتو مع الساهر قبل نحو شهر بالرباط, وهي اليوم تكرر التجربة بفاس من خلال أداء أغنية «المحكمة» التي أبانت فيها عن نضج فني كبير.
ومن بين الأغاني التي قدمها الساهر في هذه الأمسية, ما قبل الأخيرة من أماسي مهرجان فاس المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس, تحت شعار «حكم الكون», و»زيديني عشقا زيديني», و»أشهد أن امرأة», و»أحبيني بلا عقد».
كما غنى للأرض وفاء للعطاء الذي تمنحه للإنسانية وهي كما قال «موجهة لكل من له حس بأنه يحمل رسائل إنسانية» نبيلة.
ويبقى الساهر أحد أعلام الأغنية العربية البارزين الذين يجسدون روح الأغنية العربية التي أرسى أسسها كل من محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ, وحضوره يشكل استمرارية حقيقية للعصر الذهبي للطرب العربي المغلف بالرومانسية واللطافة والحلم.
وكان الساهر قد قال في ندوة صحفية عقدها قبل الحفل, إنه من «الصعب» إرضاء جمهور مدينة فاس, السميع والذواق للفن الراقي, خاصة وأنه يتوفر على أزيد من 400 أغنية.
واعتبر أن المنظمين توفقوا في انتقاء عشر قصائد يؤديها في مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة تناسب نوعية الجمهور الذي سيحضر الحفل, وكذا هذه التظاهرة العالمية الكبرى, وتتضمن, على الخصوص, قصائد منسوبة للمتصوف أبي منصور الحلاج.
يذكر أن مهرجان فاس للموسيقى العريقة العالمية, الذي سيسدل الستار على فعاليات دورته لهذه السنة مساء اليوم الأحد, شكل منذ انطلاقه عام 1994, موعدا دوليا للاحتفاء بقيم السلام والروحانية الكونية في مختلف تجلياتها الثقافية التي تجد موطئ قدم لها في العاصمة الروحية للمملكة.