وزارة الخارجية تحتفل باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج    رسميا حكيمي ينافس على الكرة الذهبية بعد موسم تاريخي مع باريس        مليار درهم لتأهيل الطرق غير المصنفة بجهة طنجة تطوان الحسيمة    المحكمة الدستورية تسقط عشرات المواد من مشروع قانون المسطرة المدنية    تجريدة من لواء المشاة المظليين بالجيش المغربي تشارك في احتفالات ذكرى استقلال كوت ديفوار    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    عمر هلال يبرز بتركمنستان دور المبادرة الملكية الأطلسية في تنمية دول الساحل        في رسالة وجهها إلى الوزير الأول ونشرت بوسائل الإعلام الفرنسية .. إيمانويل ماكرون يدعو الحكومة إلى مزيد من الحزم مع الجزائر    وزير الإعلام الفلسطيني : المساعدة الإنسانية والطبية العاجلة سيكون لها أثر إيجابي ملموس على حياة ساكنة غزة    تيمة الموت في قصص « الموتى لا يعودون » للبشير الأزمي    «دخان الملائكة».. تفكيك الهامش عبر سردية الطفولة    السرد و أنساقه السيميائية    عاصفة رعدية مفاجئة تضرب منطقة "أسَاكَن" بإقليم الحسيمة وتساقط كثيف لحبات البَرَد    تعيين 24 مسؤولا جديدا في مناصب المسؤولية بالأمن الوطني    المغرب.. من أرض فلاحية إلى قوة صناعية إقليمية خلال عقدين برؤية ملكية استشرافية    زيلينسكي يدعو بوتين مجددا إلى لقاء لإنهاء الحرب في أوكرانيا والرئيس الروسي يعتبر "الظروف غير متوفرة"    فرنسا تلغي إقامة مغربي أشعل سيجارة من "شعلة الجندي المجهول" في باريس (فيديو)    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    نشرة إنذارية: موجة حر وزخات رعدية قوية مصحوبة بالبرد وبهبات رياح مرتقبة من الخميس إلى الأحد بعدد من مناطق المملكة    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية كوت ديفوار بمناسبة العيد الوطني لبلاده        ارتفاع أسعار الذهب بفضل تراجع الدولار وسط آمال بخفض الفائدة الأمريكية    سون هيونغ مين ينضم للوس أنجليس الأمريكي    وكالة: وضعية مخزون الدم بالمغرب "مطمئنة"    أكبر حريق غابات في فرنسا منذ 80 عاما لا يزال خارج السيطرة رغم تباطؤ انتشاره    البنية التحتية للرباط تتعزز بمرآب تحت أرضي جديد    الوداد الرياضي يحدد تاريخ عقد جمعه العام العادي    "أيميا باور" الإماراتية تستثمر 2.6 مليار درهم في محطة تحلية المياه بأكادير    "صحة غزة": ارتفاع وفيات التجويع الإسرائيلي إلى 197 بينهم 96 طفلا    يوليوز 2025 ثالث أكثر الشهور حرارة فى تاريخ كوكب الأرض    صيف شفشاون 2025.. المدينة الزرقاء تحتفي بزوارها ببرنامج ثقافي وفني متنوع    المغرب يواجه ضغوطا لتعقيم الكلاب الضالة بدل قتلها    تسجيل 4 وفيات بداء السعار في المغرب خلال أشهر قليلة    "دراسة": تعرض الأطفال طويلا للشاشات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب    من هم الأكثر عرضة للنقص في "فيتامين B"؟    الفتح الناظوري يضم أحمد جحوح إلى تشكيلته            رخص مزورة وتلاعب بنتائج المباريات.. عقوبات تأديبية تطال أندية ومسؤولين بسبب خروقات جسيمة    منخرطو الوداد يرفضون الاتهامات ويجددون مطلبهم بعقد الجمع العام    جو عمار... الفنان اليهودي المغربي الذي سبق صوته الدبلوماسية وبنى جسورًا بين المغرب واليهود المغاربة بإسرائيل    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    الداخلة.. ‬‮«‬جريمة ‬صيد‮»‬ ‬تكشف ‬ضغط ‬المراقبة ‬واختلال ‬الوعي ‬المهني ‬    المغرب ‬يرسّخ ‬جاذبيته ‬السياحية ‬ويستقطب ‬‮«‬أونا‮»‬ ‬الإسبانية ‬في ‬توسع ‬يشمل ‬1561 ‬غرفة ‬فندقية ‬    قروض ‬المقاولات ‬غير ‬المالية ‬تسجل ‬ارتفاعا ‬بنسبة ‬3.‬1 ‬في ‬المائة ‬    في ‬دلالات ‬المضمون : ‬ توطيد ‬المسار ‬الديمقراطي ‬و ‬تطوير ‬الممارسة ‬السياسية ‬لتعزيز ‬الثقة ‬في ‬المؤسسات    الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي فرضها ترامب تدخل حيز التنفيذ    منشق شمالي يدخل كوريا عبر الحدود البحرية    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    وقف حرب الإبادة على غزة والمسؤولية الوطنية    حين يتحدث الانتماء.. رضا سليم يختار "الزعيم" ويرفض عروضا مغرية    دعم السينما يركز على 4 مهرجانات    تكريم كفاءات مغربية في سهرة الجالية يوم 10 غشت بمسرح محمد الخامس    نحن والحجاج الجزائريون: من الجوار الجغرافي …إلى الجوار الرباني    اتحاديون اشتراكيون على سنة الله ورسوله    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أركان.. رمز الصمود والتأقلم مع الظروف المناخية
نشر في بيان اليوم يوم 15 - 05 - 2022

شهدت مدينة أكادير الاحتفاء بالذكرى الثانية لليوم العالمي لشجرة أركان تحت شعار: "أركان، رمز الصمود والتأقلم"، كما نظمت بالموازاة مع ذلك الدورة السادسة للمؤتمر الدولي للأركان، باعتماد تقنية التواصل عن بعد، من 11 إلى 13 ماي الجاري. ويقدم المؤتمر خلال مختلف دوراته نتائج ومستجدات البحوث العلمية بغية تنمية قطاع سلسلة شجرة أركان.
ونظمت هذه التظاهرة بشراكة مع الأمم المتحدة، وتم بثها مباشرة على القناة الإلكترونية التابعة للأمم المتحدة، ومختلف شبكات التواصل الاجتماعي. وتليت تباعا كلمات بالمناسبة من قبل كل من السفير الممثل الدائم للمغرب بالأمم المتحدة، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، والمدير العام للمنظمة الصحة العالمية، ونائبة المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والمديرة المساعدة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والمدير التنفيذي للصندوق الأخضر للمناخ، حيث أجمعوا على أهمية الحفاظ على شجرة أركان كتراث إنساني وأبرزوا أدوارها المتعددة من مختلف المستويات وكونها شجرة فريدة في العالم وملك للإنسانية جمعاء تتطلب العناية، وشجرة مباركة عمرت بالمغرب، وتوارثها الأجداد و"قاومت كل الظروف المناخية والعوامل البشرية حتى أصبحت مثالا يحتذى به في التكيف بكل أبعاده" مما يستوجب تنمية مجالها الحيوي كموروث الطبيعي .
وتعد شجرة أركان سادس عنصر ثقافي غير مادي مغربي يدخل قائمة التراث الثقافي غير المادي، مدرج ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية بمنظمة اليونيسكو .
وأفاد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي في كلمته عبر تقنية التناظر المرئي أن تنمية سلسلة الأركان تنبني على كل من استراتيجيتي "الجيل الأخضر 2020-2030" و"غابات المغرب 2020-2030"، واللتان تعتمدان على خمس ركائز من أجل مواصلة برنامج غرس 50 ألف هكتار في أفق سنة 2030، وتأهيل 400 ألف هكتار من المجال الغابوي تبعا لبرنامج تدبير مستدام يعتمد على التعاقد بغية حماية المجال الحيوي لشجر أركان بمقاربة تشاركية، ودعم تثمين الإنتاجية وتنمية الصادرات زيت أركان، ودعم البحث العلمي، وهيكلة التنظيم المهني حول مشاريع التجميع الفلاحي.
واستعرض الوزير حصيلة عقد البرنامج الخاص بتنمية سلسلة أركان من سنة 2012 إلى 2020، إذ تم تأهيل ما يفوق 164 ألف هكتار من المجال الغابوي في إطار مقاربة تشاركية مع ذوي الحقوق، كما عرفت المناطق الهشة غرس 10 آلاف هكتار من أركان الفلاحي بتمويل وشراكة مع الصندوق الأخضر للمناخ، وذلك في أفق تثمين أراضي الخواص عبر مشاريع الفلاحة التضامنية، ومن خلال اعتماد النباتات الطبية والعطرية كنظام بيني لشجرة أركان. وتتضح أهمية هذا النظام الإيكولوجي في الدور الفعال في الحد من التصحر والتعرية وكذا في خصائصه المتميزة كنظام غابوي-رعوي وفلاحي متكامل يوفر شروط التعايش المتوازن بين الإنسان وباقي المكونات الطبيعية لهذا النظام من وحيش وغطاء نباتي.
وتناول ابراهيم الحافيدي مدير عام الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان سياق ودواعي الاحتفاء بشجرة أركان ومختلف المنجزات التي قامت بها الوكالة وانعكاسها على مستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.
تنمية قطاع أركان .. أهمية علاقة الإنسان بالطبيعة
ويعترض مجال أركان وسلسلته الإنتاجية إكراهات متزايدة تتجلى في الضغط المستمر على النظام البيئي، كما تتضح جليا في التحولات الاجتماعية والاقتصادية ثم تزايد الطلب على منتوجات أركان وكذا الحاجة المشتركة لبناء اقتصاد وتنمية ترتكز على تثمين الموارد الطبيعية المحلية.
وساهمت الاستراتيجيتان الجديدتان "استراتيجية الجيل الأخضر" واستراتيجية "غابات المغرب" في تعزيز مكتسبات مخطط المغرب الأخضر في القطاع الفلاحي والاستفادة من إنجازاته، وفي صياغة نموذج أكثر شمولية لقطاع الغابات، وذلك في سياق الوعي بالدور المتكامل للموارد الطبيعية والفلاحية في تعزيز تنمية مستدامة ومرنة، وإعادة تأهيل النظم البيئية لفضاءات غابات شجرة أركان بالمغرب. ومكنت الاستراتيجيتان بشكل متكامل من إعطاء نفس جديد لتحديد آفاق العقد المقبل من حيث تطوير سلسلة أركان وترميم وإعادة تأهيل مجالها. وتتغيا هذه الاستراتيجيات دعم الأجيال القادمة، وذلك بإعطاء الأولوية للعنصر البشري من خلال دعم نمو الطبقة الوسطى والمقاولين الشباب في المجال القروي. وترتكز الرؤية المشتركة لقطاع أركان على تحسين وتحديث علاقة "الإنسان والطبيعة" في إطار تنمية اجتماعية واقتصادية شاملة ومستدامة، تدمج البعد البيئي من خلال تدخلات تقنية ومؤسساتية وسياسية وتنظيمية تستند على الإنجازات العلمية في المجال. وتستهدف هذه الرؤية جميع الفاعلين خاصة الباحثين، من أجل المساهمة في صياغة حلول مناسبة وإنتاج معرفي، ودعم تنمية سلسلة أركان وكذا النظم الايكولوجية لمجال أركان.
وتتميز سلسلة أركان بديناميكية ملحوظة خلال العقد الأخير، من حيث: البحث العلمي -زيادة في الإنتاج العلمي، وتطوير أركان الفلاحي أكثر من 10.000 هكتار مغروسة، وكذا تأهيل الغابات الطبيعية -أكثر من 180.000 هكتار بالإضافة الى هيكلة التنظيم المهني. ولذلك وجب تسخير نتائج البحث العلمي من أجل نقل المعرفة والابتكار لتنمية سلسلة أركان ومجالها الحيوي.
يشار أن شجرة أركان ومجالها الحيوي بات لهما اعتراف دولي، توج بإعلان يوم 10 ماي يوما عالميا لشجرة أركان من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك لدورها المحوري في تحقيق التوازن الإيكولوجي كما تعتبر عنصرا أساسيا من عناصر التراث الطبيعي والثقافي للبشرية.
البحث الزراعي بالمغرب.. نتائج مبتكرة وآفاق واعدة
يلعب البحث العلمي دورا أساسيا لإنجاز دراسات تستشرف التوقعات المستقبلية وتبدي حلولا مناسبة، عبر تصميم حلول مبتكرة وخيارات تكنولوجية وإدارية قادرة على الحفاظ على الخدمات التي يقدمها مجال أركان، وكذا السهر على إبقائه قيمة مضافة تنافسية على الصعيد المحلي لصالح الساكنة المحلية.
ويقدم البحث العلمي الأدلة والنظريات التي تناولت مجال أركان وكذا فهم القضايا وزيادة الوعي العام، والمساهمة في تطوير المعرفة.
وضمن المداخلات العلمية الافتتاحية للمؤتمر الدولي لشجرة أركان استعرض المدير العام بالمعهد الوطني للبحث الزراعي فوزي بكاوي برنامج البحث للتحسين الجيني لأصناف أركان حيث تم تطوير 13 صنفا بمميزات جد عالية.
وكشف بكاوي وجود بحوث عدة تهم نوع وسلالة شجرة أركان، مشيرا إلى أن الأبحاث والتحاليل المخبرية بينت أن هناك أصنافا من شجرة أركان لديها 20 كروموسوم(Chromosome) ، وأخرى 22 كروموسوم، وأخرى 24 كروموسوم. و هذه النتائج في طور للتدقيق من قبل المعهد الوطني للبحث الزراعي بشراكة مع كلية العلوم ابن زهر. وعليه ما زال هناك تدقيق في هذه النتائج التي يمكن أن تبين أن هناك نوعا فرعيا، مما أثار جدالا واسعا وردود أفعال متباينة ونقاشا حادا بين الباحثين والعلماء لجرأة هذا الاعلان وصعوبة التصريح بوجود أفراد من الأشجار مختلفين جينيا يمكن أن يشكلوا سلالات أخرى فرعية.
ولتوضيح الأمر تم الاتصال بفريق البحث المكون من الباحثين والباحثات نعيمة آين عابد، عبد العزيز ميموني، مريم طوفان، عبد الغني طاهري، رشيد بو حرود، والطالب الباحث في سلك الدكتوراة علي البخاري، لاستجلاء الموضوع وبسط النتائج المتوصل إليها وتقديم تبريرات علمية تقنع الباحثين في الضفة المقابلة من نفس التخصص. والذين أكدوا أن هذه النتائج في طور التدقيق بشراكة مع كلية العلوم ابن زهر.
واعتبر فريق البحث أن شجرة أركان عبارة عن شجرة معقدة وأن أحدث الأبحاث التي أجراها المعهد الوطني للبحث الزراعي بالتعاون مع جامعة ابن زهر قد أسفرت عن تحديد وتوصيف الأنماط البيئية للشجرة، والتي قد تكشف عن وجود أفراد مختلفين جدا وراثيا يمكن أن يشكلوا نوعا فرعيا. فخلال التسعينيات، كان البحث عن شجرة أركان في المعهد الوطني للبحث الزراعي فرديا ومعزولا ولم يتم اعتماد أي برنامج بحث رسمي. ومع ذلك، فمن خلال مخطط المغرب الأخضر، أنشأ المعهد الوطني البحث الزراعي برنامجا بحثيا حول شجرة أركان وزراعته على وجه الخصوص.
وفي هذا السياق نفذ المركز الجهوي للبحث الزراعي بأكادير برامج بحثية متوسطة المدى على مدى 4 سنوات منذ 2014. ومن خلال هذه البرامج، حقق باحثو المعهد الوطني للبحث الزراعي بالتعاون مع شركاء آخرين نتائج بحث مشجعة. وتتجلى هذه البحوث في الاختيار والتسجيل في السجل الرسمي لستة أصناف عالية الأداء ومنتجة من شجر أركان، وسبع أصناف أخرى في طور التسجيل في السجل الرسمي من بينها صنف واحد ملقح. وثم تطوير البصمة الوراثية لشجرة أركان باستخدام الأدوات الجزيئية في بحث علمي نال جائزة الحسن الثاني الكبرى في 2015. وسجل بحث آخر في السجل الرسمي في سنة 2021 لستة أصناف أخرى منتجة للغاية ( 50 كجم / شجرة) غير متناوبة مع معدلات زيت عالية تتراوح بين 40 و 55 في المائة. وتم الاختيار والتسجيل في السجل الرسمي كذلك في سنة 2021 مجموعة التلقيح اللازمة لبرامج زراعة أركان، وثم تحديد وتوصيف الأنماط البيئية لشجرة أركان ذات عدد الكروموسوم المتغير والتي تم تأكيدها، حيث قد تكشف عن وجود أفراد مختلفين جينيا يمكن أن يشكلوا سلالات فرعية. وفي سياق الابحاث المكثفة التي يجريها المعهد الوطني للبحث الزراعي وشركاؤه، تم تحديد 14 نوعا من حشرات تلقيح أركان، 3 منها تدعو أكثر إلى التفاؤل (نحل العسل Apis mellifera-Eristalis tenax – Eristalinus taeniops)
وهكذا، طور فريق البحث تقنيات فعالة لتكاثر نباتات أركان من أصناف المعهد الوطني للبحث الزراعي عن طريق تكثير النباتات بغرس أَغصان منه. وتوج هذا العمل أيضا بجائزة الحسن الثاني الكبرى في عام 2019.
وتوصلت البحوث إلى تكاثر نباتي ناجح بنسبة تصل الى 30 في المائة من الاشجار البالغة مع وجود تأثير كبير للطراز العرقي (effet du génotype) ، وتحسين إنتاج جذور عالية الجودة وفقا لأصل المادة النباتية، وتأثير التشطيب، وتأثير الطبقة التحتية وتأثير التركيب الوراثي ثم التمكن من زراعة النباتات المطعمة قيد الإنتاج حاليا في سن 5 إلى 6 سنوات، وهي قيد الإنتاج الأولي حاليا ولم تتم ملاحظة أي علامة على عدم التوافق بين السليل والطعم الجذري على مستوى قطعة الأرض المزروعة. وتم تحديد الاحتياجات المائية للحقول الصغيرة (1800 إلى 2200 م 3 / هكتار) والبالغات (2600 إلى 3200 م 3 / هكتار)، وكذا تحديد احتياجات عنصر التسميد لبساتين أركان اليافعة. ثم تحديد أمراض وآفات شجرة أركان في المشاتل والحقول الصغيرة والكبيرة بهدف المساهمة في تطوير قواعد تقنية متعلقة بشجرة أركان والتي تستلزمها أو تتطلبها مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA).
وأظهرت نتائج الدراسات التي أجريت بالمركز المعهد الوطني للبحث الزراعي أن تأثير حبوب اللقاح على خصائص زراعية معينة مهم جدا. لذلك يوصى بشدة بزراعة الملقحات عند إنشاء حقول أركان. ومن ناحية أخرى، كان السؤال الذي نشأ في ذلك الوقت هو تحديد ناقل/ ناقل حبوب اللقاح، وذلك بالنظر إلى أن الدراسات السابقة أظهرت أن أكثر من 88 في المائة من التلقيح هو بفعل الحشرات. و تم تحديد ما مجموعه 14 نوعا على أنها ملقحات لزهور أركان مع 3 أنواع تعتبر ملقحات محتملة لشجرة أركان، لذلك تعتمد زراعة أركان بشكل كبير على التلقيح من الحشرات ويجب تصميم إدارة غابات أركان وحقوله لتعزيز التنوع البيولوجي لمجتمع الحشرات والحفاظ عليه.
وفي نفس الاتجاه وأثناء دراسات توصيف المفصليات المرتبطة بشجرة أركان، اكتشف فريق البحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي على مستوى علم الحشرات اكتشاف نوعا جديدا من النمل من جنس (Temnothorax) الفريد من نوعه في العالم والذي يوجد فقط على أشجار أركان في منطقة تامري شمال أكادير. تم تمييز هذا النوع كمؤشر حيوي لشجرة أركان وتم تسميته لاحقا (Temnothorax tamriensis) نسبة إلى المكان الذي تم اكتشافه فيه.
وعلى المستوى الزراعي، أكدت بحوث الفريق أنه تم تطوير المسار التقني لشجرة أركان في زراعة أركان على مستوى المعهد الوطني للبحث الزراعي بهدف تحسين الجودة والعوائد في الإنتاج. و أدى الري المقترن بمدخلات الأسمدة (التسميد) إلى تحسن كبير في نمو النباتات الصغيرة والدخول المبكر في الإنتاج من السنة الثالثة بعد الزرع. وبالنسبة لأشجار أركان البالغة، لوحظ أيضا التأثير الإيجابي للري على النمو الكلي للنباتات وخاصة نمو الفروع وانبعاث الفروع الجديدة وإنتاجية حبة الفاكهة. وبعد إجراء الميزان المائي، تكون حقول من نباتات أركان الصغيرة والكبيرة بكثافة 200 نبتة / هكتار من 1800 إلى 2200 م 3 و 2600 إلى 3200 م 3 على التوالي.
من ناحية أخرى، فالاحتياجات من وحدات التسميد لكل هكتار لنباتات أركان الصغيرة. كما أظهرت الدراسات التي أجريت على مستوى التنقيب عن الأمراض والآفات التي تصيب شجرة الأركان والتعرف عليها ومعالجتها أن الفطريات الممرضة للنبات المرتبطة بشجرة أركان هي من جنس (Aspergilus) و(Rhizopus). بينما الآفات الحشرية التي تم تحديدها هي: من جنس (Macrosiphum)، حشرة من جنس (Nysius)، و4 أنواع من الخنافس (xylophagous)، ونوع واحد من الذبابة البيضاء وآخر من القرمزية. وقد ساهمت هذه البيانات في تطوير اللوائح التقنية المتعلقة بشجرة أركان التي تتطلبها خدمات المكتب الوطني للسلامة والصحة النباتية وتنفيذ إدارة الصحة النباتية على مستوى حقول أركان عند الضرورة.
المؤتمر الدولي حول أركان.. التقائية بين الباحثين والمهنيين لغاية تطوير القطاع
يشار أن الانجازات المتكاملة للبحث العلمي ساعدت في صياغة رؤية واضحة للأولويات العلمية، وتوجيه المعارف لصالح سلسلة أركان ومجالها الحيوي. ومع ذلك، فإن التركيبة المعقدة للمنظومة البيئية تتطلب التعبئة المستمرة للخبرات المختصة لمواكبة الرؤية الاستراتيجية والمستقبلية. وفي إطار رؤية تطلعية مستدامة، يرنو المجتمع العلمي إلى دراسة إمكانات شجرة أركان ومحيطها الحيوي لبلوغ تنمية شاملة وإيجاد أبحاث ونتائج مبتكرة تلبي الاحتياجات المستقبلية وترسم مسارا يستوجب ترشيد الاستخدام للموارد الطبيعية بشكل المستدام مع تحقيق الالتقائية بين الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في سياق دولي متحول.
يذكر أن المؤتمر الدولي لأركان يعد فرصة للتلاقح الأفكار والتجارب بين الباحثين والمهنيين في أفق معالجة مختلف قضايا شجرة أركان ومحيطها الحيوي. وأضحى المؤتمر موعدا دوليا في أجندة الفاعلين المعنيين بشجرة أركان ومجاله الحيوي. وقد راكم، بعد 5 دورات من العطاء العلمي، العديد من البحوث الأكاديمية الوازنة. ويمكن المؤتمر من تعزيز الدعم العلمي لآفاق تنمية شجرة أركان ومجالها الحيوي. وبات المؤتمر يلعب دورا في توفير الالتقائية والحوار بين الباحثين والمهنيين وكذا صناع القرار ومنظمات المجتمع المدني و بناء تقييم استباقي للتطورات التكنولوجية من أجل الابتكار وإنتاج المعرفة..
يذكر أن المؤتمر في نسخته السادسة عرف مشاركة عدد من الباحثين وكذا ممثلين حكوميين ومهنيي السلسلة، فضلا عن شركاء تقنيين وماليين، وكذا ممثلي المجتمع المدني والإعلام. ونقلت فقرات المؤتمر باستعمال تقنية التواصل حيث شهد متابعة دولية من قبل المهتمين والباحثين وذوي القرار الزراعي والبيئي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.