افتتحت المنظمة الدولية للاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية، أول أمس الأربعاء بطنجة، أشغال الدورة الثلاثين لمجلسها الاستشاري بمشاركة البلدان الأعضاء والهيئات ذات الصلة. ويهدف هذا الاجتماع، الذي ينعقد لأول مرة ببلد عربي وإفريقي بحضور وازن لعدد كبير من دول أوربا وأمريكا وآسيا وإفريقيا بتعاون مع وزارة الفلاحة والصيد البحري بالمغرب، إلى تحديد ملامح استراتيجية عمل المنظمة خلال السنوات المقبلة وتعزيز التعاون بين البلدان الأعضاء من أجل ضمان سلامة الملاحة البحرية على المستوى العالمي. وأكد المدير العام للمنظمة الدولية للاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الإصطناعية إستيبان باشا، في كلمة بالمناسبة بأن انعقاد هذه الدورة بطنجة يأتي في سياق الاهتمام والالتزام الكبيرين اللذين يوليهما المغرب لضمان سلامة أكبر للملاحة البحرية وتواصل أنجع بين البواخر والبلدان الساحلية بفضل مجموعة من البنيات التحتية الحديثة التشييد. وأشار في هذا الصدد إلى تشييد المغرب لمركز مراقبة الملاحة البحرية على مضيق جبل طارق حيث تمر سنويا أزيد من 100 ألف باخرة شحن، ويعبر بين ضفتيه أزيد من 4 ملايين مسافر، فضلا عن خدمات مركز المراقبة بالدار البيضاء الذي يساهم بشكل كبير في تأمين الملاحة وتعزيز الأبحاث والإنقاذ على مستوى منطقة غرب إفريقيا. وأضاف إستيبان باشا أن هذه المنشآت من شأنها أن تساهم في تقديم خدمات عالية الجودة لضمان الملاحة البحرية العالمية، فضلا عن الحد من الحوادث التي قد تضر بالبيئة البحرية والسواحل المجاورة. وأشار الكاتب العام لقطاع الصيد البحري عبد الجبار اليوسفي إلى أن انعقاد هذا الاجتماع بمدينة طنجة يندرج في سياق جهود سفيرة صاحب الجلالة بلندن الشريفة للا جمالة العلوي لتجسيد إرادة المغرب للاضطلاع بموقع متقدم ضمن مختلف هياكل المنظمة الدولية للاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية. وأبرز أن تشييد المركب المينائي طنجة المتوسط وبناء مركز مراقبة الملاحة البحرية يجسدان من جهة إرادة المغرب للاستفادة من انتعاش النقل البحري بالمنطقة، ومن جهة أخرى عزمه على النهوض بأمن وسلامة الملاحة البحرية بمضيق جبل طارق في إطار شراكة فاعلة ومثمرة مع بلدان المنطقة. وبعد أن أشاد بخدمات المنظمة الدولية للاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية في تنسيق عمليات البحث، أكد عبد الجبار اليوسفي على أن هذه الخدمات تكتسي أهمية كبيرة في مجال قيادة عمليات إنقاذ الأرواح البشرية بالمياه الإقليمية المغربية وتساعد على تنسيق التدخلات مع البلدان المجاورة. ويضم جدول أعمال الدورة الثلاثين للمجلس الاستشاري للمنظمة الدولية للاتصالات عبر الأقمار الإصطناعية دراسة مشروع ميزانية سنة 2012، ومناقشة بعض القضايا العملية والإدارية. وسيقوم المشاركون في الاجتماع بزيارة المركب المينائي طنجة المتوسط، وكذا مركز مراقبة الملاحة البحرية بمضيق جبل طارق التابع لوزارة التجهيز والنقل، والذي تلقى أزيد من 44 ألف بلاغ من السفن العابرة بمضيق جبل طارق وساهم في تنسيق جهود التدخل لإنقاذ أزيد من 70 شخصا منذ افتتاحه في دجنبر من سنة 2010. وسيعزز عقد هذه الدورة بمدينة طنجة جهود الدبلوماسية المغربية خلال السنين القليلة الماضية داخل المنظمة الدولية للاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية، حيث استطاع المغرب أن يضمن مكانا له، لأول مرة، بثلاثة هياكل لهذه المنظمة الدولية، إذ يشغل حاليا مناصب نائب رئيس الجمعية العامة للمنظمة لمنطقة إفريقيا، وعضو اللجنة الاستشارية التي تعتبر هيئة اتخاذ القرار، بالإضافة إلى منصب رئيس هذه اللجنة. ويأتي هذا المستوى من التمثيلية داخل هيئات المنظمة السالفة الذكر نتيجة للقفزة النوعية التي عرفتها علاقات المغرب مع المنظمات البحرية الدولية عامة بفضل تجند سفيرة صاحب الجلالة بالديار البريطانية الشريفة للا جومالة، وهو ما مكن المغرب من مكانة هامة ضمن المنظمة الدولية البحرية، والمنظمة الدولية للاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية، والصندوق الدولي للتعويض عن الأضرار الناتجة عن التلوث البحري. تجدر الإشارة إلى أن المنظمة الدولية للاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية، التي يوجد مقرها بلندن وتضم 94 دولة عضو، أنشئت سنة 1998 تحت رعاية المنظمة الدولية البحرية، للسهر على تقنين الاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية والعمل على تحسين الخدمات العمومية في هذا المجال الذي يعرف تطورا مضطردا.