خلص اجتماع ثلاثي بين رئيسي المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ومجلس النواب عقيلة صالح، وقائد الجيش المشير خليفة حفتر، في العصمة المصرية القاهرة، إلى تأكيد المشاركة في جولة الحوار التي دعت إليها بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا. جاء ذلك في بيان نشره المكتبان الإعلاميان للقيادة العامة للجيش والبرلمان، بعد اجتماع وصفه البيان ب"التشاوري" ضم القادة الثلاثة في القاهرة، الأحد، بحضور رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل. ونقل البيان عن القادة الثلاثة ترحيبهم بالمشاركة في الحوار، شرط "عدم إقصاء أي طرف، ومراعاة تحفظات المجتمعين ومطالبهم والأخذ بها". وقال البيان إنّ القادة الثلاثة أكدوا "أهمية الجهود التي تقودها بعثة الأممالمتحدة، ودعم الحل الليبي- الليبي المتوازن بما يُحقق تطلعات الشعب الليبي وآماله لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة"، ودعوتهم البعثة الأممية في ليبيا إلى "إيجاد أرضية مُشتركة تضمن نجاح الحوار". ولم ينشر المكتب الإعلامي للمنفي أي إشارة إلى الاجتماع والبيان الذي أعقبه، لكن عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي قال "بصفتي أحد أعضاء المجلس الرئاسي، أود أن أوضح أنه لا علم لي باللقاء الذي عقد اليوم في جمهورية مصر العربية، وما رشح عنه بعد ذلك، إلا من خلال القنوات الإعلامية". وأضاف اللافي في تغريدة على منصة إكس "إن مواقف المجلس الرئاسي يتم التعبير عنها في بيانات رسمية صادرة عنه مجتمعًا، حسب نصوص اتفاق جنيف، وما دون ذلك فيعبر عمّن شارك من أعضاء المجلس بمفرده، وعمن يمثله داخل المجلس"، في إشارة إلى رفضه الضمني لاشتراك المنفي في موقف صالح وحفتر. وفي الثالث عشر من نوفمبر الماضي، دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا عبدالله باتيلي، قادة الأطراف المؤسسية الرئيسية في ليبيا إلى المشاركة في اجتماع سيعقد في الفترة المقبلة بغية التوصل إلى تسوية حول القضايا مثار الخلاف السياسي، المرتبطة بتنفيذ العملية الانتخابية. وطلب باتيلي في دعوته عقد اجتماع تحضيري بمشاركة ممثلي الأطراف الرئيسية وهي المجلس الرئاسي ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وحكومة الوحدة وقيادة الجيش لتحديد موعد اجتماع قادتهم ومكان انعقاده وجدول أعماله، والمسائل العالقة التي يتوجب حلها لتمكين المفوضية العليا للانتخابات من الشروع في تنفيذ قانوني الانتخابات الصادرين عن مجلس النواب. وتشكل الخطوة تراجعا عن الموقف الذي سبق وأعلن عنه مجلس النواب بشأن رفض المشاركة في الاجتماع الخماسي دون دعوة رئيس الحكومة المكلفة من المجلس أسامة حماد للمشاركة، مع تأكيد تمسكه بتشكيل حكومة مصغرة للإشراف على الانتخابات. وأبدى رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة قبول الدعوة، لكنه رهنها بأربعة شروط قال إنها "ضرورية لنجاح المبادرة"، كما شدد على أولوية إقرار دستور دائم للبلاد قبل الذهاب إلى الانتخابات في التفاف على مبادرة باتيلي للحفاظ على مركزه في سلطة القرار. وتأتي هذا التطورات بعد أيام من زيارة عقيلة تركيا ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان لبحث "عدة ملفات سياسية" تتمحور حول إقناع القيادة التركية بضرورة وقف دعمها لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها والمساهمة في جهود الدفع نحو تشكيل حكومة جديدة توافقية تتولى إدارة العملية الانتخابية. وفيما لم يعلن تكالة أي موقف رسمي من دعوة باتيلي، أبلغ حفتر باتيلي باستعداده لدعم الجهود الأممية لجمع القادة الأساسيين الخمسة حول طاولة حوار سياسي. تشهد ليبيا فوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، وتتنافس على السلطة حكومتان، الأولى تسيطر على غرب البلد ومقرها طرابلس ويرأسها الدبيبة وشُكّلت إثر حوار سياسي مطلع 2021، وأخرى تسيطر على شرق البلاد ويرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير حفتر.