حذرت روسيا بقوة الدول الغربية من مغبة التفكير بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، وذلك على وقع تصاعد الأزمة بين طهران والعواصم الغربية بشأن مضيق هرمز وتداعيات البرنامج النووي الإيراني. وقالت موسكو إن شن هجوم عسكري ضد الجمهورية الإسلامية سيهدد استقرار العالم برمته. فقد قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إن شن هجوم عسكري غربي على إيران سيكون «كارثة» ستفاقم من الانقسامات الخطيرة القائمة بالفعل في العالم الإسلامي، بل إن الهجوم -إن حدث- سيسبب «سلسلة من ردود الأفعال» ستهدد الاستقرار الدولي. ولدى سؤاله في مؤتمر صحفي عما إذا كانت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها سيشنون هجوما عسكريا على إيران، قال لافروف «فيما يتعلق باحتمالات ما إذا كانت هذه الكارثة ستحدث أم لا عليكم أن تسألوا من يتحدثون عن هذا بشكل متكرر». وتابع قائلا «ليس لدي شك في أن هذا سيسكب الوقود على نار مشتعلة بالفعل، النار المشتعلة الخفية الخاصة بالمواجهة بين السنة والشيعة، والأكثر من هذا (أنه سيحدث) سلسلة من ردود الأفعال لا أدري أين ستتوقف». وعبر الوزير الروسي عن قلق بلاده العميق من أن يكون الخيار العسكري ضد طهران قيد البحث بالفعل، وتعهد بأن روسيا ستسعى حثيثا إلى منع قيام ذلك، وفق ما نقلت صحيفة إندبندنت البريطانية. وكانت الصحافة الروسية قد ذكرت الأسبوع الماضي أن المناورات السنوية التي يجريها الجيش الروسي في جنوب البلاد ستركز هذا العام على سيناريوهات متصلة بالتداعيات الإقليمية لصراع عسكري محتمل في إيران. وكانت روسيا قد أيدت عقوبات على إيران، لكنها تعارض حاليا توسيع تلك العقوبات أو فرض عقوبات جديدة. وقال لافروف أمس في مؤتمره الصحفي إن العقوبات الغربية على إيران تهدف إلى إثارة سخط شعبي من خلال «خنق» الاقتصاد. وأكد لافروف موقف روسيا من تشديد عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران بشأن برنامجها النووي قائلا إن عقوبات المنظمة الدولية «استنفدت» إمكاناتها، لافتا إلى أن العقوبات الإضافية «تهدف إلى إحداث تأثير خانق على الاقتصاد الإيراني والشعب الإيراني ربما أملا في إثارة السخط». وتصاعدت حدة التوتر بين واشنطنوطهران مؤخرا على خلفية تهديد الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز حال تعرض قطاعها النفطي لعقوبات.