لم يعد علي الفاسي الفهري إلى رئاسة جامعة كرة القدم منذ خروجه من المكتب الجامعي في الجمع العام المنعقد يومي 10 و11 نونبر، وتشبث الرجل بموقفه، رغم مراسلة الفيفا التي نزلت في الخامس عشر من نفس الشهر، معلنة عدم اعتراف لجنة الطوارئ بالاتحاد الدولي بأشغال الجمع المذكور، داعية إلى إعادة المسؤولية للمكتب الجامعي السابق، مع العمل على ملاءمة قوانين الجامعة مع الفيفا، وعقد الجمع العام في بحر الأشهر الستة الأولى من السنة الجديدة 2014. وتابع الجميع الوضع الاستثنائي الذي تورطت فيه الجامعة، وهو وضع غير مسبوق، يفرض الحل تفاديا لتعثر مسار كرة القدم الوطنية، وضمان الاستمرارية، وفاء لالتزامات المنتخبات الوطنية، فمن أغرب ما حدث إقامة كأس العالم للأندية في مدينتي أكادير ومراكش، ووجود المنتخبين الأول والمحلي في مشاكل. كما بلغنا أن اللقاءات التي تمت على هامش منافسات كأس العالم للأندية، وكذا الحضور المميز للرجاء الرياضي والجماهير المرافقة له في احتفالاته عوامل ساهمت في تحريك إيجاد الحل للجامعة، وقد حل وفدا عن الاتحاد الدولي «فيفا» يتكون من أربعة أعضاء بالمغرب في نهاية الأسبوع الأخير واجتمع بلجنة منشقة عن الوزارة الوصية وجامعة الكرة. وتتكون هذه اللجنة من مصطفى أزروال مدير الرياضيات بالوزارة، ومحمد حوران ونوال خليفة عن الجامعة، وتم اللقاء الذي دام أربعة عشر ساعة، من الساعة الثالثة عشية إلى الخامسة صباحا، تدارس فيه المجتمعون التعديلات المقترحة المتعلقة بالقانون الأساسي للجامعة مع ملاءمته مع ترسانة قوانين الفيفا، والانتباه إلى دور الوزارة الوصية في الجموع العامة والذي ترى الفيفا أنه لا يتعدى الدعم والمساندة. وتسعى لجنة التسوية الدولية اعتمادا على موظفي الجامعة تحت إشراف الوزارة وبتنسيق مع وفد الفيفا لإيجاد الحل، ويبدو أن الاجتماع المذكور خلص إلى الاتفاق على التعديلات المطلوبة. وفي غياب أعضاء المكتب الجامعي، ينتظر أن يتم الحسم في الأمر في شهر فبراير القادم، في جمعين عامين، واحد استثنائي لملاءمة القوانين الأساسية، وآخر عادي إنتخابي يفرز لائحة لأعضاء المكتب الجامعي، كما بلغنا في هذا الصدد أن عبد الإله أكرم غير متحمس للاستمرار في التنافس حول الرئاسة، مما يرجح كفة لائحة منافسه فوزي لقجع. وفي انتظار عودة الروح إلى حرم الجامعة بالتحاق مكتب جامعي يمارس مهامه في التسيير والتدبير تعاني الأندية من تأخر مستحقاتها العالقة لدى الجامعة، كما يعاني المستخدمون في المؤسسة ومعهم أعضاء اللجن من نفس الوضع، في غياب من يصرف حقوقهم المالية. ولولا تدخل الوزارة الوصية بمساعدة موظفي الجامعة لما تمكن المنتخب الوطني للمحليين من التجمع أياما قبل موعد نهائيات كأس إفريقيا، وقد تم الإفراج عن مبلغ مالي يناهز أربعة ملايين درهم لتغطية تكاليف المشاركة في الحدث، فحتى الحافلة الخاصة بتنقل المنتخب الوطني للمحليين لا تتوفر على تأمين، كما صعب على المكلفين بتأطير رحلة المنتخب الوطني للمحليين حجز موعدا للسفر يمكن من الوصول إلى جنوب إفريقيا وفق البرنامج المسطر، فبذلك سيسافر الوفد يوم ثامن يناير الجاري بدل الخامس منه، ولن يحل إلا في يوم التاسع بمدينة كيبتاون ويدخل غمار التنافس الرسمي بعد ثلاثة أيام. هكذا يتم تحضير منتخب وطني بأسلوب مرتبك ومرتجل يترجم مدى تأثير شتات المكتب الجامعي على مدار الكرة في البلاد. ففي انتظار الجمع العام للجامعة في فبراير المقبل واختيار مكتب جامعي يمارس مهامه، بلغنا أن التدبير المالي سيتم من عائدات كأس العالم للأندية، التي ناهزت سبعة ملايير إضافة إلى الدعم الذي وفرته المؤسسات المستشهرة وعددها ستة، وعمليات الصرف تتم بواسطة الكاتب العام للوزارة الوصية والعضو الجامعي عبد الإله أكرم. إنه وضع استثنائي تجتازه كرة القدم الوطنية نتيجة صراعات مندلعة بين مسيرين حول المواقع في حرم الجامعة، فهل استوعبوا الدرس؟ خاصة أمام رسائل الفيفا؟؟