لم تكن مهمة المنتخب المغربي سهلة لاجتياز عقبة ضيفه المنتخب الليبي، بعد أن فاز عليه بهدف دون رد في الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، وتعذب كثيرا أمام منتخب ليبي لم يكن بالخصم السهل. وعانى منتخب الأسود كثيرا في المباراة قبل أن يسجل عمر قادوري هدف الفوز اليتيم في الشوط الثاني، في إشارة إلى أن الفريق الوطني لم يظهر بالمستوى المطلوب، وخيب آمال الجمهور المغربي بالمستوى غير المقنع الذي قدمه اللاعبون لعدة أسباب. وسط مهزوز لم تكن جبهة الوسط المنتخب المغربي بالفعَالة والنشيطة وعانى كل من الحسين خرجة ومنير عوبادي عمر قادوري طيلة المباراة، وتميز لعبهم بالبطء ولم يقدموا التمريرات الحاسمة للمهاجمين، كما تركوا مساحات كبيرة للخصم في العديد من فترات المباراة، و تأثر منتخب الأسود كثيرا بتواضع أداء لاعبي الوسط الذين تركوا فراغا كبيرا في أسلوب لعب المنتخب الوطني. غيابات وازنة تأثر المنتخب المغربي بغياب بعض اللاعبين الذين غالبا ما يكون له دور بارز داخل التشكيلة، نظير تجربتهم وخبرتهم، وغابوا إما للإصابة أو لعدم جاهزيتهم، ولعل أبرزهم مروان الشماخ ويوسف العربي ومبارك بوصوفة، والأكيد أن حضور اللاعبين الغائبين كان سيساعد الفريق الوطني على تقديم المستوى الأفضل. حماس الخصم لا يمكن تجاهل المستوى الذي ميز المنتخب الليبي الذي لعب بحماس كبير وطموح تسجيل نتيجة إيجابية رغم صعوبة المباراة، وظهر أن اللاعبين من خلال طريقة لعبهم قد تسلحوا بالروح الجماعية والشجاعة لمقارعة المنتخب المغربي، وهو ما جعل مهمة الأخير صعبة، والأكثر من هذا أن المنتخب الليبي كان بإمكانه تسجيل هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من المباراة. تأخر في التسجيل سقط المنتخب المغربي في الفخ الذي كان المدرب الزاكي بادو قد حذر منه، عندما أكد أن منتخبه مطالب بالتسجيل مبكرا وعدم التأخر في التسجيل، لأن ذلك سيمنح الثقة للاعبي منتخب ليبيا وسيرفع الضغط أكثر على لاعبيه، وهو السيناريو الذي تابعناه خاصة في الجولة الأولى، عندما استعصى على لاعبي الأسود التسجيل فسقطوا مع مرور الدقائق في الأخطاء والتمريرات الخاطئة كما ارتبك أداءهم. إرهاق وعياء غابت الفعالية عن لاعبي المنتخب المغربي بخلاف المباريات الودية السابقة، وتميز إيقاع اللاعبين بالبطء في الجولة الأولى وعانوا في الشوط الثاني من الإرهاق والعياء، بدليل أن المدرب الزاكي بعد نهاية المباراة سلط الضوء على هذا المعطى وأكد أن لاعبيه تأثروا كثيرا بالإرهاق، لأن معظمهم يمارس بأوروبا وانتهوا مؤخرا من موسم شاق مع أنديتهم، هذا في الوقت الذي أبان فيه منتخب ليبيا على طراوة بدنية وحضور بدني جيد وحسموا مجموعة من النزالات الثنائية لصالحهم.