المغرب هو أجمل بلد في العالم...كلام جميل. المغرب هو بلد الفوارق الطبقية بامتياز...كلام واقعي. المغرب هو بلد الانتقال الديمقراطي الاستثنائي...كلام مقبول. يحير المرؤ منا في تصنيف المغرب، هل هو بلد الرخاء ورغد العيش أم بلد الفقر والجهل وهلم جرا. فالحمد لله على نعمة الإسلام الذي علمنا أن القناعة كنز لا يفنى وأن الصبر مفتاح الفرج وأن المكتوب والمقدر لا مفر منه. فعسى أن نكره شيئا وهو خير وعسى أن نحب شيئا وهو شر. لكن دعونا نتشاءم قليلا، فقد علمونا ذلك منذ الصغر. لماذا ابتلينا بطبقة سياسية ذات مواقف ومبادئ رخوة؟ لماذا يتحكم في مصيرنا مسؤولون لا يعلمون عن المسؤولية سوى تعويضات آخر الشهر؟ لماذا نتقدم إلى الوراء كلما عقدنا العزم على تغيير حالنا؟ فالحمد لله على نعمة الإسلام الذي علمنا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والحمد لله على نعمة القرآن الذي قال لنا فيه عز من قائل: "ولنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع ونقص من الأموال و الأنفس والثمرات وبشر الصابرين" البقرة 155. فاللهم لك الحمد على ما ابتليتنا به. لكن مهلا أيها السادة، لماذا كل هذه النظرة القاتمة؟ ألم يمن علينا الله بنعمة الاستقرار و العيش في سلام بعيدا عن الحروب والنزعات الطائفية؟ ألم يهبنا الله البحر والصحراء والجبال و الفصول الأربعة فوق أرض واحدة؟ أفينا من يموت جوعا في بلدنا هذا؟ فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى. كل شيء يظل نسبيا: قراءتنا لواقعنا و نظرتنا لمستقبلنا. حتى أحلامنا نسبية: منا من يتطلع إلى القمة ومنا من يتطلع إلى عدم السقوط. منا من يصنع الأمل ومنا من يصنع الألم. كلاهما ينتج، ولكن شتان ما بين الاثنين. هكذا هو إسقاط نظرية النسبية على واقع الحال المغربي.