وصف المواطن الألماني رولف بوخولز "Rolf Buchholz" الذي يحمل في جسده 453 ثقباً وقرنين في وجهه، موظفي مطار دبي ب "الأغبياء"، وذلك على خلفية منعه من دخول إمارة دبي بقرار اتخذته السلطات الأمنية في مطار دبي الدولي. المشاهد المؤلمة التي يعرضها بوخولز على صفحته تكشف "ذكاءه" البالغ في تمزيق جسده وتعليقه بالأسياخ الحديدية في مشهد تعذيب مريع، فيما برع بالتقاط صور تظهر الثقوب المتناثرة على وجهه الذي لم يعد واضح المعالم لكثرة القطع الحديدية والوشوم عليه، إلى جانب قرنين أحدثهما في رأسه، بالإضافة إلى العديد من مشاهد العري، سواء بمفرده أو مع آخرين.
مصلحة عامة يتضح من هذه الصور المروعة، أن الجهات الأمنية في مطار دبي لم تنتقص البتة من حقوق بوخولز الشخصية، حين تصرفت باحترافية وأصدرت قراراً بمنعه من دخول الإمارة، بل تصرفت بناءً على مصلحة عامة، هي بالتأكيد أهم بكثير مما كان سيحمله بوخولز في عرضه الذي كان من المفترض أن يقام بأحد الفنادق، الذي ربما اعتقد أنه باستقدامه يروج لنفسه. أسلوب لائق أجهزة الأمن في مطار دبي تعاملت بأسلوب لائق مع ضيف منح حق الزيارة دون أي صعوبات وهو ما نشره بوخولز عبر صفحته حين أظهر صورة الموافقة على زيارة الدولة لعشرة أيام، أي لم يكن هناك قرار مسبق بعدم الموافقة على زيارة الإمارة، بل المنع أتى بعد أن وصل الرجل إلى مطار دبي، وشكل ظهوره صدمه لكل من رآه، وهو بالتأكيد ما دفع الجهات المعنية إلى البحث والسؤال، وهي الأجهزة المشهود لها بدقتها التي لا تنفصل عن تعاطيها الحضاري مع أي ضيف غير مرغوب فيه، بدليل أن رولف لم يتعرض لأي مضايقة أو تحقيقات.
أذكى المطارات "الغباء" إذن لا يمكن أن يكون صفة للقائمين على أذكى مطارات العالم في التطور والخدمات، ولا يمكن أن توصف به مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجويةٌ التي تستقبل أكثر من60 مليون مسافر من جميع أنحاء العالم، وتسعى لزيادة متوسط الرحلات الجوية فيها إلى 45 طائرة في الساعة بحلول عام 2016، بحسب إحصائيات صدرت عنها مؤخراً، في إطار خطة عشريةٌ يجري تنفيذٌها. رولف "الرجل المثقوب" أعلن عبر صفحته الخاصة على تويتر أنه لن يعود إلى دبي أبداً، وإن كان مشكوراً على هذا القرار، إلا أنه وجب التذكير بأن ما منع "الموهوب الألماني" من دخول البلاد، هو حق تكفله القوانين الدولية لأي دولة، والحوادث المشابهة لهذه الحادثة على مستوى العالم أكثر من أن تحصى.