41 عاماً بالتمامِ والكمال، قَضاهَا داخلَ سُجونِ الاحتلالِ الإسرائيلي ولازالَ إلى اليوم خلفَ القضبان. "نائل البرغوثي" أقدمُ أسيرٍ فلسطيني في سجونِ الاحتلال، قضَى أطول مدةِ اعتقالٍ في تاريخِ الحركةِ الفلسطينةِ الأسيرة وفي العالم بأسره. يَطلقُ عليهِ البعض لقبَ "أبو اللَّهب" لشخصيتهِ القياديةِ الثورية، أما الأسرى فيُسمونهُ "أبو النُّور"، كما يُلقب ب"عميدِ الأسرى الفلسطينيين". نائل.. أسيرٌ منذُ 1978 اعتقلَ الاحتلالُ نائل البرغوثي (63 عاماً) أولَ مرةٍ في أبريل عام 1978، بعمرِ 19 عاماً، حينَ كانَ يدرسُ الثانوية العامة. حُكِم بالمؤبدِ مع شقيقهِ الأكبر عمر وابن عمه. ليقضى بعدها 34 عاماً، بشكلٍ مُتواصلٍ في سجونِ الاحتلال. في أكتوبر 2011، تمَّ الإفراجُ عنه، ضمنَ ما يعرفُ بصفقةِ "شاليط"، التي شملت الإفراجَ عن أكثر من 1000 أسيرٍ فلسطيني، مقابلَ الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط"، ليعادَ اعتقالهُ في العام 2014، إلى جانبِ العشراتِ من المحررينَ في ذاتِ الصفقة ويعادَ لهُ حكمهُ القديم بالمؤبد. زواج "نائل" ب الأسيرة المحررة "أمان نافع" لم ينتظر نائل طويلاً بعد أن أُفرجَ عنه، ليعلنَ عن زواجه أولَ مرةٍ عام 2011. شرعَ وقتها الأسيرُ الفلسطيني معَ زوجتهِ الأسيرة المحررة "أمان نافع" في تجهيزِ مراسمِ الزفافِ خارجَ القضبان. فرحةٌ لم تدُم إلاَّ 33 شهراً، أعادَ الاحتلالُ بعدهَا اعتقالَه. حُكم على البرغوثي بالسجنِ 30 شهرا، بعدَ اعتقاله الثاني، لكنهُ فوجئَ بعد انتهائِها بقرارٍ إسرائيليٍ يعيدهُ إلى حكمِ المؤبد. سنواتُ الأَسر والحرمان خلالَ سنواتِ أسرهِ الأولى، تعرضَ الأسيرُ البرغوثي لشتَى أنواعِ التعذيبِ والحرمان التي مارستها سلطاتُ الاحتلال بشكلٍ ممنهج. فتنَقلَ بينَ السجونِ، وعاني من العزلِ الانفرادي ووُضِع في زنازينَ تفتقرُ لكل مقوماتِ الحياة. على مدارِ أربعةِ عقودٍ من الاعتقال، فقدَ البرغوثي والديه، وقبل وفاتهِما زرعاَ شجرة ليمون لا تزالُ باسمهِ في حديقةِ المنزل منذ اعتقاله. يُشتهَر نائل البرغوثي بين الأسرى بأنهُ قارئ نهم، ولديه ثقافةٌ واسعةٌ جدًا، وقادرٌ على التحدثِ بالإنجليزية والعبرية، حيث كان قد تعلمها داخل السجن، ويُعدهُ الأسرى مرجعًا لهم في محطاتِ النضال الفلسطيني، بدءًا من الانتفاضة الفلسطينية الأولى حتى اليوم. حروبٌ وثوراتٌ مرت، وأبناءٌ وأحفادٌ ولدوا وعَرفَ بعضَهم خلفَ القضبان، حالُهُ حالُ ثلاثينَ أسيراً فلسطينياً يقبعونَ في سجونِ الاحتلال منذ أكثرَ من ثلاثينَ عاماً. استمرارُ الأَسر يربطُ الاحتلالُ الإسرائيلي قضيةَ البرغوثي والأَسرى المعاد اعتقالهم بعدَ تحريرهم، ضمنَ صفقةِ "شاليط"، بإفراجِ المقاومةِ الفلسطينيةِ عن الجنودِ المأسورينَ لديها في قطاعِ غزة منذ حربِ عام 2014. من جهتها، تشترطُ المقاومةُ إطلاقَ سراح "محرري الصفقة" الذين تعتبرهُم "رهائن"، قبلَ الإفصاحِ عن أي معلومةٍ حولَ الجنودَ الإسرائيليين الأسرى لديها.