بعدَ أيامٍ قليلةٍ على اعلانِ استئنافِ العلاقاتِ الدبلوماسية، بينَ المغربِ وإسرائيل يوم الخَميس الماضي، خرجت وسائلُ إعلامٍ إسرائلية تتحدثُ عن نيةِ وزارةِ التربيةِ الوطنية المغربية، إدراج تاريخِ الجاليةِ اليهودية وثقافتِها قريباً في المناهجِ الدراسية في البلاد. لكنّ وزارةَ التربيةِ الوطنية من جهتِها، نفت هذا الخبر جملةً وتفصيلاً وقدمت تفسيراً آخر لما تناولته وسائل الإعلام الإسرائلية. مصدرٌ (رفضَ الكشف عن اسمه) من خليةِ التواصل داخلَ الوَزارة كشفَ ، في تصريحٍ خاصٍ لموقعِ "قناة كاب "24 بأنّ هذا الخبر غير دقيقٍ بالمرة. وأوضحَ في حديثهِ لموقعنا، بأنَّ معظم النصوصِ التربوية حولَ الثقافةِ العبرية الواردة في المقرراتِ الدراسيةِ المغربية، أُدرِجت منذُ بدايةِ السنةِ الدراسيةِ الحالية، ولا علاقةَ لها باستئنافِ العلاقاتِ المغربيةِ الإسرائلية. مصدرُنا من الوزارة، عزّزَ قوله هذا، بمجموعةٍ من الوثائقِ أرسلها ل"موقع كاب 24 تيفي"، وهي عبارةٌ عن صفحاتٍ من المقرراتِ الدراسية لمادةِ الاجتماعيات للسنةِ السادسة من التعليمِ الابتدائي. وتناولَ كتابُ "النجاح في الاجتماعيات" الذي اطّلع عليه موقعنا، موضوعاً حولَ مدينةِ الصويرة كمكانٍ للتعايشِ بين مختلِفِ الديانات والعرقيات. كما تناول زيارة الملك محمد السادس للمتحفِ المغربي اليهودي"بيت الذاكرة". فيما تناولَ كتابُ "المسار الاجتماعيات" موضوعاً حولَ أقدم وثيقةٍ حول اليهودِ بالمغرب. بالإضافةِ إلى "عهدِ السلطان محمد بن عبد الله وانفتاحِ المغرب على المحيطِ وعلى التعدد". في هذا الإطار، يرى أستاذُ التاريخِ بجامعةِ محمد الخامس بالرباط،"نور الدين بلحداد" في تصريحٍ "لموقع كاب 24 تيفي" بأن المغربَ بلدٌ متنوعٌ في ثقافتهِ وحضارتهِ وتركيبتهِ الاجتماعية، لضمهِ العنصر العربي والأمازيغي والإفريقي واليهودي. وأضافَ، بأنَ يهودَ المغرب هم جزءٌ لا يتجزأُ من التركيبةِ الاجتماعية التي كانت سائدةً عبرَ عصورٍ كثيرة في الدولةِ المغربية. و أنَّ هذه الفئة تركت بصماتٍ قويةً في التاريخِ المغربي لا يمكنُ القَفز عليها. ومن هنا يؤكدُ أستاذُ التاريخ، على ضرورةِ العملِ على إحياءِ الثقافةِ اليهودية، من خلال إدراجِها في المنظومةِ التربويةِ المغربية، والعملِ على إحياءِ رسومها ومنابعِها لكي يتعرفَ أبناء المغرب المعاصرين وحفدة هذهِ الجالية اليهودية على التراثِ اليهودي-المغربي المشترك بينهما، والذي ظلّ قائماً على أساسِ التعايش وتَعدد ِالثقافات". وأوضح بلحداد، بأنَّ وضعَ فصولٍ من هذه الثقافة في برامجنا التعلييمة سيتمُ من خلالِ "البحث والتنقيب في أصولِها وإنجازِ ندواتٍ ولقاءاتٍ بين الجانبين. ستُمكِن لا محالة، من الدفع بها نحو الأمامِ وإحياءِ السلامِ والأمنِ والعيشِ الكريم". ويرى أستاذُ التاريخ، في تصريحهِ لموقعنا بأن المخزنَ المغربي أولى اهتماماً خاصاً بهذهِ الطائفة. ووفرَ لها المناخ الملائم للمساهمةِ في إغناءِ تراث المغرب وإحياء ثقافتهِ المتنوعة. وكانت وسائلُ الإعلامِ الإسرائلية، قد أعلنت أيضاً أنّ أولى الحصصِ الدراسيةِ باللغة العربية، ستعطى اعتباراً من الموسمِ الدراسي المقبل في السنةِ الأخيرة من المرحلة الابتدائية، حيث يبلغُ عمر التلاميذ حوالى 11 عاماً.