وصلَ قبلَ قليلٍ الوفدُ الإسرائليُ الأمريكيُ إلى العاصمةِ الرباط قادماً من تل أبيب. الوفدُ الذي يترأسهُ مستشار الرئيس ترمب، جاريد كوشنر، وأعضاء من الحكومة الإسرائيلية، سيُجري مباحثاتٍ مع عددٍ من المسؤولينَ المغاربة. وعلى رأسِ جدولِ أعمال الوفد، توقيعُ اتفاقياتِ تعاونٍ بين الرباط وتل أبيب في مجالاتٍ عدة. وتشملُ هذه الاتفاقيات، ذات الطابعِ الإقتصادي، قطاعات السياحةِ والنقلِ الجوي والاستثمارِ والصناعةِ والزراعة، بالإضافةِ إلى قطاعاتٍ أخرى يُجري إعداد اتفاقياتٍ بشأنها. في هذا الإطار، يرى المحللُ السياسيُ محمد زين الدين في تصريحٍ لموقعِ قناة "كاب 24 تيفي"، أنَّ زيارةَ الوفدِ الإسرائيلي رفيع المستوى إلى المغرب، والذي يضمُ رئيس الأمنِ القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، إلى جانبِ مستشار ترمب جاريد كوشنير، تحملُ بين طياتها أوجه عدة تعكسُ رغبة حقيقية في إعادةِ التعاونِ والعلاقاتِ الدبلوماسيةِ بين المغرب وإسرائيل، بعدَ انقطاعها سنة 2002، على إثرِ توقف مكتبِ الاتصالِ الإسرائيلي بالمملكة. واعتبرَ المحللُ السياسي بأن هذا التعاون، سيكونُ على وجهِ الخصوص اقتصادياً وأمنياً. وأوضحَ في تصريحِهِ لموقعنا، أنَّ القراءةَ الأوليةَ للوفد المرافقِ لكوشنير وأجندةِ الزيارة، تبينُ :"أن هناك حرص إسرائيلي كبير على تطويرِ العلاقاتِ التجارية والاقتصادية بين البلدين. وتحديداً في المجالاتِ المشتركة بينهما على المستوى الصناعي والتجاري، بما في ذلكَ مجال الطيرانِ المدني والفلاحة. وكذلك على مستوى الطاقاتِ المتجددة، لكونِ المغرب يعتبرُ رائداً في هذا المجال أفريقيا. وهي الخطوة التي سيمكنُ من تحقيقِ المصالحِ الاقتصادية المشتركة، للبلدين معاً". وتابعَ محمد زين الدين في حديثهِ لموقعنا قائلاً: "الزيارة تحمل كذلك بعداً أمنياً، مما سيحققُ التعاون الأمني المشترك بين المغرب وإسرائيل. وهنا نتحدث عن الجريمةِ المنظمة، وعن القضايا المتعلقةِ بمحاربة الإرهاب والتعصب وغيرها. إلى جانبِ إثارة قضايا أخرى ذات طبيعة اجتماعيىة وثقافية وسياسية، ستساهمُ لامحالة في تنشيطِ الحياةِ السياسية بين البلدين". واختتم المحللُ السياسيُ قراءته لأولِ زيارةٍ إسرائيلة رسميةٍ إلى المغرب بالقول، "إنَّ إسرائيل لديها رغبة كبيرة في تسريعِ مجالاتِ التعاون مع المغرب". ويرجع محمد زين الدين هذه الرغبة، إلى الدور الريادي الذي لعبته المملكة المغربية في ملفِ المصالحةِ الفلسطينية الإسرائيلية، وكذلك على مستوى الخصوصيةِ الداخلية لإسرائيل. يوضح أكثر :" نتحدث اليوم عن أزيد من مليونِ مغربي يقطنون في إسرائيل، بل أكثر من ذلك يحتكرون مراكز القرار السياسية هناك، وفي مختلِفِ المجلات: في الحكومةِ والبرلمان والمجالسِ المحلية المنتخبة. ولعلَّ هذا ما يفسر لنا الأهمية الكبيرة التي توليها تل أبيب لمسألةِ ضرورةِ تسريع مجالات التعاون مع المغرب، حتى تشمل مختلِف المجالات، سواء ذات طبيعة اقتصادية اجتماعية وحتى سياسية".