إستفحلت ظاهرة الجريمة بالشارع المغربي ، هذه الأيام بشكل يدعو إلى التوقف وإعادة ترتيب الأوراق من جديد .. بداية هذا الأسبوع تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي ، مشهد مروع لقاتل وحشي ، وكيف كان يفعل بالقتيل !! وكأنه يصور فيلماً هوليوودياً ، والناس يتحلقون من حوله في واضحة النهار ، منهم يولول ، ومنهم من يضرب كفاً بكف ، ومنهم يصيح بحرقة ولسان صمته يقول لاحول ولا قوة إلا بالله .. ومنهم يرفع هاتفه ليسجل أطوار المجزرة الوحشية .. من أجل ضمان " البوز" على حساب "قاتل وقتيل" .. إنها حقاً مأساة ، لايهم ما قيل أو ما يقال ، ودون الغوص في التفاصيل لإدانة الجاني ، وتبرئة المجني عليه .. ولا تقديم هنا لحصيلة الجرائم من حيث الكم ، بل ما يهمنا هو الكيف .. كيف وصلنا إلى هذه الحالة المأساوية التي أصبحت تنخر يوماً عن يوم أزقة الأحياء الهشة أو الشبه المقصية .. ولماذا شباب هذه الأحياء وحدهم من ينساقون وراء حبال الجريمة ..!! ليست كل الجرائم تنتج عن تعاطي المخدرات وأقراص الهلوسة ، بل هناك جرائم أسبابها أشياء تافهة ، وغالباً ما تكون المرأة طرفاً في إرتكابها .. إذن تتعدد الأسباب وتبقى الجريمة واحدة ، في غياب قانون رادع لكل من يحمل السلاح الأبيض .. والحلول الناجعة لإستأصالها هو وضع قانون لايتسامح مع من يتباهى بحمل السلاح الأبيض ، والتهويش به في وجه المارة ، وزرع المخاوف والرعب بأزقة الأحياء .. إذن ليكون قانون عشر سنوات سجناً نافذاً في حق كل من تسول له نفسه حمل السلاح وترهيب النفوس .. غير قابلة للإستئناف ..!!