استضافت جمعية أصدقاء السوسيولوجيا مساء يوم السبت 02 أبريل 2011 بقاعة الندوات بالجماعة الحضرية لتطوان ، الدكتور عبد الرحيم العطري ، الأستاذ و الباحث في علم الإجتماع بكلية الآداب و العلوم الإنسانية ابن الطفيل بالقنيطرة ، و القاص و الكاتب و الصحفي ، عضو اتحاد كتاب المغرب ، و عضو هيئة تحرير مجلة وجهة نظر و مجلة الفكر ... و تأتي هذه الإستضافة في سياق الندوة الفكرية التي نظمتها الجمعية تحت عنوان: " الشباب والتنمية بالمغرب " ، إذ طرحت جملة من الإشكالات المرتبطة بموضوع التنمية و الشباب ، حيث استهل الدكتور المحاضرة بتساؤلات عدة سعيا منه إلى اثارة قلق و تساؤلات الحضور و فضوله للمعرفة ، و واضعا إياه في ذات الوقت داخل نسق العرض و محاوره الأساسية .
فقد تناول في بداية عرضه مقدمات ثلاثة ارتبطت بموضوع الطبقة المتوسطة ، و الدرس الكولونياني ، و الدرس السوسيولوجي ، حيث ارتأى أن فهمها عنصر أساسي لعملية فهم و تفسير طبيعة موضوع العرض المرتبط أساسا بالشباب و التنمية ، مشيرا في ذلك إلى الإشكالية التي يطرحها مفهوم الشباب باعتبار الحديث عنه يقترن دائما في تمثلاتنا بالمشكلة و الأزمة ، كما دعى إلى إعادة تحديد هذا المفهوم في سياق التغيرات الآنية . بعدها انتقل إلى معالجة إشكالية إدماج الشباب في التنمية و المعيقات التي تطرحها عملية الإدماج ، واعتبر أن ذلك يفرض علينا طرح تساءلات ثلاثة لا حديث عن التنمية ما لم تتوفر في أي مشروع تنموي ، أولى هذه التساؤلات أن كل احتمال تنموي يطرح سؤال التغيير ، و ثانيها أن كل بعد تنموي يصادفه سؤال البناء ، و ثالثها أن كل فعل تنموي يتضمن سؤال التوزيع . كما ركز الدكتور المحاضر على مسألة العسر الإدماجي الذي يعانيه الشباب و صنفه في خمس أصناف : الإقصاء العمري ، الإقصاء الإجتماعي ، الإقصاء المهني ، الإقصاء السياسي ، الإقصاء الإقتصادي ، مستدلا على ذلك بما شهده المغرب خلال احتجاجات 20 فبراير ، حيث أن الشباب الذي خرج للتظاهر في هذا اليوم رفع شعارات لم تخرج عن هذه الأصناف الخمسة ، و موضحا كذلك أن دولة التيليقراطية (أي أن وسائل الإعلام هي المسيطرة وهي الصانعة للمخيال المجتمعي) ، و سوء الأحوال التنموية ، فرضت على الشباب اللجوء السياسي بالفايسبوك ( القارة السابعة كما ينعتها د. العطري ) و هو ما أفرز في نهاية الأمر حركة شبابية متمردة على واقعها على مستوى الوطني العربي تعتبر ما اصطلح عليها حركة 20 فبراير جزءا من مكوناتها . و في ختام عرضه ، خلص الدكتور المحاضر إلى أن العلاقة التي تحكم هذا الزوج التقابلي شباب / تنمية و في ظل الواقع الراهن ، يمكن اختزالها في عبارة " شباب معاق اجتماعيا ، في مقابل ظل تنمية معطوبة "