وجدت دراسة حديثة صلة "محتملة" بين تلوث الهواء وانخفاض نوعية الحيوانات المنوية لدى الرجال. ويسبب تلوث الهواء ملايين الوفيات المبكرة كل عام، وهناك أدلة متزايدة على تأثيره السلبي على خصوبة الذكور.
وفي وقت سابق من هذا العام، أشار بحث كبير إلى أن "الحياة الحديثة" هي المسؤولة عن انخفاض نسبة الحيوانات المنوية في البلدان الغربية بنسبة 60% في غضون 40 عاما فقط.
وتعد الدراسة الجديدة هي الأكبر بعد التحقيق في الآثار الصحية للجسيمات الدقيقة الملوثة على نوعية السائل المنوي. وتشير نتائج الدراسة إلى أن "عددا كبيرا" من الأزواج "قد يعانون من العقم الناتج عن تلوث الهواء"، وفقا لفريق البحث.
وقال الدكتور لاو شيانغ تشان، المؤلف الرئيس للدراسة والباحث في الجامعة الصينية بهونغ كونغ: "إن تلوث الهواء هو أكبر خطر صحي بيئي في العالم".
ويذكر أنه عند التواجد في منطقة ذات مستويات عالية من تلوث الهواء، تمر الجسيمات الدقيقة التي تحتوي على المواد الكيميائية السامة، مثل المعادن الثقيلة، إلى الرئتين ومن ثم إلى مجرى الدم.
وفي النتيجة، يمكن أن يلحق تلوث الهواء ضررا كبيرا بالسائل المنوي، وهو ما ثبت "جزئيا" في الدراسات المخبرية.
وقام الدكتور لاو وفريقه بأخذ بيانات نوعية الحيوانات المنوية لدى 6500 رجل (تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاما) في تايوان، وذلك من أجل مطابقتها مع مستويات الجسيمات الدقيقة المنتشرة في أماكن سكنهم. ووجدوا ارتباطا قويا بين ارتفاع مستويات تلوث الهواء وشكل الحيوانات المنوية المشوه.
وكانت الآثار صغيرة نسبيا، ولكن نظرا لتفشي تلوث الهواء، لاحظ الباحثون أن التغيرات الصغيرة الناجمة عن ذلك يمكن أن تشكل تحديا كبيرا للصحة العامة.
وتجدر الإشارة إلى أن العلماء غير مقتنعين بأن هذه هي النتيجة النهائية بشأن تلوث الهواء وخصوبة الذكور. ويقول البروفيسور كيفن ماكونواي، إحصائي بيولوجي في Open University: "هذه الدراسة مثيرة للاهتمام، ولكن من المهم أن تكون على بينة من حدودها".
وبالرغم من ذلك، أوضح الدكتور لاو أن حجم الدراسة والتكنولوجيا الجديدة التي استخدمها فريقه، تجعل نتائجها قوية وصارمة.
وذكر البروفيسور آلان باسي، وهو عالم في مجال الأمراض بجامعة شيفيلد، أنه على الرغم من جودة هذه الدراسة، إلا أنه لا ينبغي أن يكون هناك تركيز كبير على شكل الحيوانات المنوية غير الطبيعي عند تقييم الخصوبة.
واستطرد باسي قائلا: "ولكن استنادا إلى هذه الدراسة وغيرها، ما زلت أعتقد أن تلوث الهواء ربما يكون قادرا على التأثير سلبا على الصحة الإنجابية عند الذكور".
