ضمن أزيد من 400 مسجد كلها تابع لدول شرق آسيا كالهند وباكستان أو تركية أو السعودية، ينتصب مسجد الهدى بحي بورتو بيلو وسط لندن الذي يرتاده عدد كبير من المصلين المغاربة حيث يؤدون شعائر الصلوات الخمس وصلاة التراويح. ففي أجواء روحانية خلال الشهر الفضيل يحافظ مغاربة لندن على المقدسات والتقاليد المغربية، حيث تم انتداب الإمام إدريس الوهابي من مسلمي سبتة ليؤمن المصلين في صلاة التراويح، وهو غير تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كما يقوم بتقديم دروس دينية في الفقه المالكي في شرح متن ابن عاشر بعد صلاتي العصر والعشاء. وحسب ما أفاد به الإمام إدريس لموقع شمال بوست، يتكون مسجد الهدى من ثلاث طوابق حيث يرتاده عدد كبير من الجالية المغربية المقيمة بلندن، كما تقام به موائد الإفطار والعشاء للمحتاجين. وأضاف الإمام إدريس الوهابي على أن مسجد الهدى يقوم بدور فعال في الحفاظ على الأمن الروحي لمغاربة لندن، حيث يعمل على نشر ثقافة السلم والتعايش المشترك بين مختلف الديانات السماوية. وأكد ذات الإمام، على أن الهاجس الأمني، يبقى المسألة التي تؤرق المسلمين بإنجلترا بعد ارتفاع نسب الاعتداء على المسلمين من طرف المتطرفين اليمينيين المعادين للأجانب بصفة عامة، حيث تعرض مسجد وسط لندن في بداية رمضان لهجوم بسلاح ناري لم يؤدي لإصابات في صفوف المصلين لكنه بث الهلع والخوف في صفوفهم. وختم الإمام ” الوهابي ” تأكيده على أن تجربة الإمامة في مسجد الهدى بلندن، كانت مفيدة بالنسبة له من الناحية الشخصية حيث مكنته من ربط أواصر الصلة مع أبناء الجالية المغربية التي تعمل قدر المستطاع الحفاظ على الهوية والتقاليد المغربية في مختلف مناحي حياتها اليومية.