في إطار رسالته الأكاديمية والروحية الهادفة إلى خدمة السنة النبوية المطهّرة وإبراز معالم التصوف المغربي الأصيل القائم على التزكية والتحلّي بالأخلاق المحمدية، يواصل المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية حضوره العلمي المتميّز بتنظيم ندوة علمية وطنية كبرى احتفاءً بمرور خمسة عشر قرنًا على ميلاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم تحت عنوان:«السيرة النبوية والصلوات المحمدية: دعوة لحب الأوطان وترسيخ لقيم الإحسان». تُعقد الندوة يوم الأحد 9 نونبر 2025 بقاعة الندوات الكبرى للمجلس البلدي بمدينة فاس، بمشاركة ثلة من العلماء والباحثين والأكاديميين المتخصصين في علوم السيرة والتصوف، وذلك استجابةً للرسالة الملكية السامية وتنفيذًا للتوجيهات المولوية الداعية إلى إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بأنشطة علمية وروحية وإعلامية. وتندرج هذه المبادرة في سياق ما يعيشه العالم المعاصر من تحولات فكرية وروحية تتطلب استعادة جوهر الرسالة المحمدية في بعدها الأخلاقي والتزكوي، بما يعيد التوازن بين العلم والعمل والعقل والروح، ويحصّن الأجيال من مظاهر الغلو والتفريط. تتوزع أشغال الندوة على ثلاثة محاور رئيسية هي: السيرة النبوية مدرسة للتزكية وبناء الإنسان المتوازن، دور السلاطين العلويين في ترسيخ المحبة المحمدية، وكتب الصلوات ودورها في ترسيخ المحبة النبوية، بما يبرز غنى التراث المغربي في العناية بالسيرة العطرة وتعميق قيم الإحسان. وتأتي هذه الندوة امتدادًا للنجاح الكبير الذي عرفه المؤتمر العالمي الخامس للتصوف الذي نظمه المركز قبل أسابيع في موضوع «منهج التزكية: بناء للإنسان وحماية للأوطان»، والذي لقي صدىً واسعًا في الأوساط الأكاديمية والروحية داخل المغرب وخارجه. ويواصل المركز من خلال هذا الحدث مسيرته العلمية والثقافية في خدمة السيرة النبوية والتصوف المغربي، من خلال أنشطة متواصلة بفروعه في مختلف ربوع المملكة، في انسجام تام مع مضامين المحاور العشرة المولوية التي وردت في الرسالة الملكية السامية الداعية إلى تعزيز الأخلاق المحمدية وإحياء معاني الرحمة والمحبة والسلام. ويُنتظر أن تشكل هذه الندوة محطة بارزة في مسار إحياء السيرة النبوية وتفعيل قيمها في المجتمع المغربي، تأكيدًا لارتباط الأمة المغربية بالجناب النبوي الشريف صلى الله عليه وسلم وبالعترة الطاهرة التي حبا الله بها هذا البلد الأمين وجعلها حامية لملّته ولسنة نبيّه الكريم.