1. الرئيسية 2. المغرب في رسالة إلى المجلس العلمي الأعلى.. الملك محمد السادس يبسط خارطةَ طريق من 10 نقاط لإحياء مرور 15 قرنا على المولد النبوي الصحيفة من الرباط الأثنين 15 شتنبر 2025 - 12:14 قرر الملك محمد السادس الإعداد لاحتفاء خاص بذكرى مرور 15 قرنا على مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك وفق ما جاء اليوم الاثنين في رسالة مطولة وجهها إلى المجلس العلمي الأعلى، متضمنة 10 نقاط. وجاء في الوثيقة "يسعدنا أن نبلغكم أننا، من موقع ما أناطه الله بنا من حماية الدين بمقتضى إمارة المؤمنين، قد قررنا أن نوجه إليكم هذه الرسالة في موضوع ما ينبغي أن يقوم به العلماء، في ربوع مملكتنا الشريفة، برسم إحياء المناسبة الجليلة التي تحل بالعالم هذه السنة، ألا وهي ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، وهو المبعوث رحمة للعالمين". وأوردت الرسالة الملكية "يتعين على مجلسكم القيام لهذه الغاية بأنشطة علمية وإعلامية تكون في المستوى الذي يثلج صدرنا وصدر المغاربة، وهم جميعا على المحبة الأكيدة الصادقة للجناب النبوي المنيف، وبهذا الصدد نود الإشارة عليكم بمحاور تندرج في هذا الاتجاه". أولى المحاور التي أشار إليه الملك هي "إلقاء الدروس والمحاضرات وتنظيم الندوات العلمية في المجالس والمدارس والجامعات والفضاءات العامة، والقيام بالتواصل الإعلامي الرصين للتذكير والمزيد من التعريف بالسيرة النبوية الغراء وذلك بأسلوب يناسب العصر ويمس عقول الشباب خاصة، مع التركيز على أن أعظم ما جاء به صلى الله عليه وسلم، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، هو دين التوحيد، وهذا الإحياء مناسبة سانحة للعلماء لكي ي بي نوا للناس أن الترجمة الأخلاقية للتوحيد، في عصرنا، والتي يمكن أن يفهمها الجميع، هي تربية الأجيال على التحرر في حياتهم الفردية والجماعية من الأنانية"، وفق ما جاء في الرسالة. وثانيا، دعا العاهل المغربي إلى "القيام بأنشطة مماثلة، على نطاق واسع، شكرا لله تعالى على أن جعل إمامة هذا البلد من ذريته صلى الله عليه وسلم، حافظة لعهده، جارية على سننه، خادمة وحامية لما نزل عليه من الهدي وما شخ صه من الشمائل بمثاله وإسوته"، أما ثالثا فحث على "القيام بما يناسب المقام شكرا لله تعالى على ما هدانا إليه في مقام وراثة إمارة المؤمنين، الأمر الذي أه لنا للحرص على توفير الشروط المثلى لأفراد أمتنا حتى يقوموا بكل ما يرضي الله من رعاية شئون الدين الذي جاء به جدنا النبي الأكرم، سواء على سبيل العبادة أو على سبيل غرس مكارم الأخلاق في نفوس المؤمنين والمؤمنات". ونصت الرسالة في محورها الرابع على "التعريف بجهودنا الخاصة وجهود ملوك دولتنا العلوية الشريفة في العناية بتركة النبوة، ولاسيما في ما يتعلق بالحديث الشريف"، وبهذا الصدد، يقول الملك، "يجدر بمجلسكم إصدار نشرة علمية لكتاب السلطان سيدي محمد بن عبد الله، الفتوحات الإلهية في أحاديث خير البريو، أما خامسا فدعا إلى "التعريف بما برز فيه المغاربة من العناية بالأمانات التي بعث من أجلها الرسول صلى الله عليه وسلم، كما جاءت في قوله تعالى: هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة"، وأضاف "فعناية الأمة المغربية بأولى هذه الأمانات مما يثير إعجاب العالم، ألا وهي عناية المغاربة الفائقة الخاصة بالقرآن الكريم، حفظا وتجويدا وتفسيرا". سادسا، دعا الملك إلى "التذكير بما برز فيه المغاربة من العناية بثانية أمانات الرسول الأعظم وهي التزكية، وذلك من خلال ما نبت في أرض المغرب عبر العصور من مؤسسات التربية الروحية المسماة بطرق التصوف، ومعلوم أن الجوهر الذي تقوم عليه تربيتها هو محبة الرسول الذي تنتهي إليه أسانيد هذه الطرق في الدخول على الله من باب الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في إخلاص العبودية لله". وفي المقام السابع، حث العاهل المغربي على "تعريف عموم الناس بما أجاد فيه المغاربة من صياغة غرر المديح النبوي تعبيرا عن تمجيد الرسول الأكرم في المجالس الخاصة والعامة، إغناء للفطرة السليمة وغذاء للوجدان واستمدادا من روحانيته المحمدية عبر فن السماع". أما ثامنا فأمر ب"إظهار ما برز فيه المغاربة من صياغة الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم، من مثال "ذخيرة المحتاج" للشيخ المعطى الشرقاوي، وقبله كتاب "دلائل الخيرات" للإمام الجزولي، هذه الصلوات التي كانت في القرن الخامس عشر الميلادي شعار المغاربة في جهادهم لتحرير الأراضي المحتلة، ولطالما تعلق المغاربة بالرسول صلى الله عليه وسلم في أوقات الشدة، كما وقع في السياق الذي ألف فيه أبو العباس العزفي في القرن السابع الهجري كتابه "الدر المنظم في مولد النبي المعظم". وفي النقطة التاسعة، دعا الملك المجلس إلى "الإعداد العلمي اللائق لنشرة محق قة لكتاب القاضي عياض الذي عنوانه "كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى"، وهو كتاب السيرة النبوية الذي اشتهر به المغرب في العالم قبل الاشتهار بكتاب دلائل الخيرات". وختم العاهل المغربي، في النطقة العاشرة، إلى "توجيه الناس، لاسيما في هذه الذكرى المجيدة، إلى أن يكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم امتثالا لقوله تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، وأن تقوم المجالس العلمية بإقامة مجالس حافلة للصلاة على النبي، مجالس يحضرها القيمون الدينيون وطوائف الذاكرين وعموم الناس وأن يصحب هذه الصلوات التوجه إلى الله تعالى بنية طلبه سبحانه بأن يديم أمنه وأفضاله على بلدنا وأن يمتع شخصنا وأسرتنا بالصحة والعافية التامة وحسن الختام". وأهاب العاهل المغربي بالمجلس العلمي الأعلى أن يشرك في فعاليات إحياء ذكرى 15 قرنا للمولد النبوي، وبرامجه، المواطنين المغاربة في الخارج، وذلك عبر المجلس العلمي المغربي لأوروبا وغيره من المؤسسات، وعلى نفس المنوال عليكم أن يتم إشراك مواطني البلدان الإفريقية، ولاسيما عبر "مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة".