ظلت المدارس العلمية العتيقة بماسة عبر تاريخ منارات يستضيء بنورها أبناء جل مناطق المغرب، ويغرف من معين هذه البنايات المتواضعة شبان يسر لهم الله تعالى أن يحشروا في زمرة ورثة الأنبياء بهذا الوطن، تلك هي المدارس العلمية بسوس والتي تخرج منها العديد من الأساتذة والأطر الجامعية والأئمة والخطباء والدعاة، والتي استمرت مفتوحة في وجه طلبة العلم منذ قرون بفضل المحسنين وساكنة سوس الذي ورثوا الإحسان لهذه المدارس أبا عن جد وسوف نتحدث عن المدرسة الصوابية العتيقة بماسة . أسسها الشيخ أحمد الصوابي ( أحمد بن عبد الله من قبيلة أيت صواب توفي عام 1149 ه ) أحد تلاميذة مدرسة تامكروت ، الذي نزل بوادي ماسة غير بعيد عن دوارجوابر . من الشبوخ الذين تخرجوا منها أحمد الورزازي دفين تطوان ، والحضيكي والأدوزي . من الشيوخ الذين درسوا بها التلاميذ التاسكاتي والعلماء المرزكانيين . وانقطعت بها الدراسة في بداية القرن الرابع عشر . لم يبق منها الآن إلا مسجدها ومقبرتها المتهالكة. المرجع: المدارس العلمية العتيقة بسوس لمؤلفه المتوكل عمر الساحلي. الجزء 3 ص 97 2- مدرسة أحمد الصوابي بجوار سوق الثلاثاء بماسة وهي مدرسة حديثة عتيقة تأوي حاليا أكثر من 70 طالب علم ، وقد شهدت منذ2006/2007 تغيرات في البرامج التعليمية إذ أدخلت التعليم العصري وفقا لبرنامج وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، وقد نال فيها شهادة الباكالوريا فوجان من الطلبة والأئمة وقد ذاع صيت المدرسة على الصعيد الوطني فتقاطر عليها طلاب العلم من عدة جهات من المملكة إن الطلبة يعيشون في جو إجتماعي يسوده البحث والتعاون والجد في العمل نظرا لأن ظروف المنطقة تساعد على التحصيل، أما مواد التحصيل تكاد لا تختلف عن بقية المدارس العلمية العتيقة الأخرى نظرا لإدخال نظام التعليم العمومي في برنامجها الدراسي، ومن تم أصبحت تدرس مجموعة من المواد كالاجتماعيات والرياضيات والنصوص الأدبية والفلسفة والفكر الإسلامي ... بالإضافة إلى الفقه والمنطق والتوقيت وعلوم القرآن والسيرة والمتون وعلوم العروض والبلاغة لكن تفتقر المدرسة إلى الاهتمام الضروري وإلى خزانات كتب وقاعات متعددة الوسائط المجهزة بالحواسيب، كما لا يخفي طلبتها طموحهم بالرفع من قيمة منحهم لمواصلة مشوارهم الدراسي في ظروف ملائمة ولو بشكل نسبي 3- مدرسة إخربان العتيقة مدرسة عتيقة يتلقى فيها التعليم أكثر من 35 طالبا بالطريقة التقليدية وتعتمد المدرسة في تموينها للطلبة على مساهمات المحسنين، كما يتوصل الطلبة بمنحهم خ على حد قول أحدهم خ بشكل منظم، و تمكن الطلبة من التحصيل في ظروف مناسبة. وهذه المدرسة التي يكشف بنيانها على جذرها التاريخية تشكل فضاء لتجمع سكان القبيلة والتقائهم خلال عدد من المناسبات ومنها كما يوضح احد المسؤولين عن المدرسة للتجديد مناسبة ختم البخاري ليلة السابع والعشرين من رمضان كل سنة ، وذكرى مولد الرسول الأكرم بالاضافة إلى مناسبة أخرى تسمى لدى الأهالي بالمعروف يحضرها الأطفال بالخصوص لربطهم بهذه المدرسة منذ الصغر، ويضيف المتحدث أن هذه المناسبات تعتبر كذلك فرصة حية لاستقطاب العديد من المحسنين و دعمهم للمدرسة من خلال إشراك الساكنة بتمويلها و دفع الطلبة إلى إلى الاحتكاك بالإبداعات والمؤلفات الأدبية، وتلقينهم أهمية الأدب وفائدة محبته والولوع به، بالإضافة إلى اعتباره مسهما في إثراء الجانب الثقافي والفكري و تتجلى هذه المدارس العتيقة إلى إسهامها العظيم في الاهتمام بالأدب العربي ليس بين طلبتها ومن جاورها فقط، بل في سوس والحواضر المغربية الكبرى أيضا، ولا شك أن مقدار هذا الإسهام يتجلى لنا عند ذاك على مقدار الجهد المبذول وتذوق آدابها فما بالك بالإبداع فيها.