تشهد جزر الكناري منذ عدة أيام أمطارًا طوفانية أدت إلى فيضانات خطيرة، تسببت في جرف السيارات إلى البحر وإجبار السكان على البقاء في منازلهم. وأصبحت مدينة تيلدي، الواقعة شرق جزيرة غران كناريا، إحدى أكثر المناطق تضررًا، حيث أظهرت مشاهد مصورة سيارات وهي تجرفها السيول، بينما حاول المواطنون مساعدة العالقين داخل مركباتهم وسط ارتفاع منسوب المياه الموحلة. وفي جزيرة تينيريفي، حوصرت 80 شخصًا داخل أحد المتاجر الكبرى بسبب الفيضانات، مما استدعى تدخل فرق الطوارئ لضخ المياه التي غمرت المواقف. كما أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى متنزه تيد الوطني بعد أن غطت الثلوج قمة البركان الشهير، مما زاد من تعقيد الأوضاع المرورية في المنطقة. وكانت السلطات المحلية قد أصدرت تحذيرات شديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، متوقعة هطول أمطار غزيرة مصحوبة بالبرد وحتى الثلوج. وأعلن المعهد الإسباني للأرصاد الجوية "أيميت" حالة التأهب القصوى في جميع جزر الأرخبيل، مع توقع استمرار العواصف حتى يوم الأربعاء، مما أدى إلى تأجيل أو إلغاء العديد من فعاليات الكرنفال السنوي. أما في مدينة فالنسيا على البر الإسباني، فقد صدرت تحذيرات مماثلة من مخاطر الفيضانات، خاصة وأن المنطقة كانت قد شهدت العام الماضي فيضانات كارثية أودت بحياة 223 شخصًا. ويترقب السكان بقلق التطورات المناخية، وسط دعوات لاتخاذ الحيطة والحذر تجنبًا لتكرار المأساة.