أفادت بيانات رسمية صادرة عن المعهد الوطني الإسباني للإحصاء أن المغاربة احتلوا المرتبة الأولى بين الجنسيات التي حصلت على الجنسية الإسبانية خلال سنة 2024، متقدمين على الفنزويليين والكولومبيين، في رقم قياسي هو الأعلى منذ بدء إحصاء هذه المعطيات سنة 2013. وبحسب تقرير المعهد، فقد بلغ عدد المجنسين الجدد 252.476 شخصا، بزيادة قدرها 5.1% مقارنة بسنة 2023، حيث جاء 42.910 منهم من المغرب، و35.403 من فنزويلا، و26.224 من كولومبيا. وشكلت النساء 56% من المجنسين، مقابل 44% من الرجال، فيما كان متوسط مدة الإقامة قبل الحصول على الجنسية خمس سنوات. وفيما شكلت طلبات التجنيس عبر الإقامة الغالبية الساحقة بنسبة 85%، فقد مُنحت نسبة 14.4% من الحالات عبر خيار "التجنس بالاختيار"، والذي يهم أساسا القاصرين الذين يوجدون تحت وصاية أب إسباني أو أحد الأبوين المولودين بإسبانيا. وأظهرت المعطيات أن الفئة العمرية الأكثر تجنسا كانت بين 30 و39 سنة، تليها الفئة بين 40 و49 سنة، فيما تصدرت جهة كتالونيا ب68.755 مجنسا، تليها مدريد ب48.288، ثم فالنسيا ب26.729، والأندلس ب23.157. وفي مقابل هذه الأرقام القياسية في نيل الجنسية، يواجه آلاف المغاربة في إسبانيا معضلة عدم إمكانية استبدال رخصة السياقة المغربية بأخرى إسبانية رغم وجود اتفاقيات بين البلدين، وهو ما يضعهم في مواقف قانونية صعبة وغرامات مالية قد تصل إلى آلاف اليوروهات، بحسب شهادات متضررين نقلتها وسائل إعلام محلية. وتعكس هذه الأرقام المتزايدة حجم الجالية المغربية في إسبانيا ورغبتها في الاستقرار القانوني والاجتماعي، لكنها في المقابل تبرز أيضا التحديات الإدارية والبيروقراطية التي ما تزال تواجه أفراد هذه الجالية في عدد من المجالات الحيوية.